البث المباشر

لماذا استولى طلاب إيرانيون على السفارة الأمريكية؟

الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 - 13:07 بتوقيت طهران
لماذا استولى طلاب إيرانيون على السفارة الأمريكية؟

في 3 نوفمبر 1979م، قام طلاب يتبعون خط الإمام في إيران، بهدف محدد وبعد تخطيط مفصل، بالاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران، والتي أصبحت تعرف باسم "وكر التجسس".

وفي يوم الحادث، تسلل الطلاب إلى السفارة وبعد مناوشات قصيرة مع الرماة الأمريكيين، تمكنوا من الوصول إلى المباني. ومن أهم إنجازات هذا الفتح اكتشاف الوثائق التخريبية والكشف عنها.

أسباب احتلال السفارة
1. الانتقام من أمريكا لإيوائها الملك المخلوع:
كان أحد الأسباب الرئيسية لتحرك الطلاب هو قبول أمريكا لـ"محمد رضا شاه بهلوي". وبعد هروب الشاه، قبلته أمريكا كحليف قديم ووفرت له المأوى. واعتبر الرأي العام الإيراني هذا الإجراء علامة على دعم أمريكا للاستبداد ومحاولة لإحياء النظام البهلوي. وقد أدى هذا السلوك إلى خلق حالة عميقة من عدم الثقة في نوايا أميركا فيما يتصل بإيران.

2. منع المؤامرة الأمريكية لافشال الثورة:
أظهرت الوثائق التي تم الحصول عليها أثناء الاستيلاء على السفارة، أن شكوك بعض الأشخاص الثوريين كانت صحيحة، وأن هذا المكان كان بمثابة قاعدة عمليات لتوجيه الجماعات المناهضة للثورة وإعداد خطط تخريبية في إيران. وتشير الوثائق المسربة إلى ارتباط السفارة الواسع بجماعات تخريبية.

3. منع ايجاد أجواء الفوضى:
بحسب التقارير، فإن السفارة الأمريكية كانت تحاول بشكل نشط تهديد وحدة إيران وأمنها الداخلي من خلال دعم الجماعات الانفصالية والإرهابية، وجعل البلاد متورطة في سلسلة من أعمال الشغب وخلق أساس لتدخل الغرب.

4. الخوف التاريخي من الانقلاب الأمريكي في 19 أغسطس 1953:
بغض النظر عن هذه الاسباب الثلاثة، فإن الذكرى المريرة للانقلاب الأمريكي البريطاني ضد حكومة مصدق عام 1953 وعودة محمد رضا شاه إلى السلطة لا تزال حية في أذهان الإيرانيين. واعتبر هذا الحادث رمزا لسياسات التدخل الأمريكية وانتهاك استقلال إيران. واعتقد الطلاب وغيرهم من الثوار أن الولايات المتحدة، من خلال إبقاء قواتها في السفارة ومواصلة أنشطتها التدميرية، تسعى إلى بناء شبكة بين العناصر الأمنية والعسكرية الفاسدة التابعة للنظام السابق.

عواقب الاستيلاء على السفارة
بعد الاستيلاء على السفارة، وقعت سلسلة من الأحداث. وقد وصف الإمام الخميني (رض) هذا العمل بـ"الثورة الثانية" وأكد أن إيران تقف بحزم ضد الغطرسة العالمية. وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ورداً على هذا الإجراء، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران وجمدت احتياطيات إيران المالية.

كما أنه بعد إعادة قراءة الوثائق، تبين أن أحد أهداف أمريكا هو اغتيال الإمام الخميني قائد الثورة. وعلى الرغم من الضغوط الغربية والجهود الأمريكية لإطلاق سراح الرهائن، أصبحت هذه الحادثة نقطة دائمة في تاريخ الثورة الإسلامية الإيرانية. النقطة التي تمكنت فيها إيران من تحدي هيمنة القوى العظمى على مصيرها واتخاذ طريق مستقل.

وبعد 444 يوما، وبإذن الإمام الخميني وقرار المجلس الإسلامي، وبوساطة الحكومة الجزائرية، التقى مسؤولو الحكومة الإيرانية آنذاك مع السلطات الأمريكية وأبرموا الاتفاق الجزائري وأطلقوا سراح الرهائن.

ودافع "فرانسيس أنتوني بويل" الباحث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية في كتابه "السياسة العالمية والقانون الدولي" عن احتجاز الطلاب كرهائن ووصف هذا الإجراء بـ"حق إيران القانوني في الدفاع عن نفسها" وفقا المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ويذكر حركة الطلاب هذه لمنع العدوان ومنع الولايات المتحدة من محاولة انقلاب أخرى.

ومنذ ذلك الحين قطعت إيران علاقاتها مع الولايات المتحدة ولم توافق على طلب إنشاء سفارة لها في واشنطن. ويرى بعض المحللين أن أحد أسباب فشل أمريكا في إسقاط الجمهورية الإسلامية هو غياب السفارة الأمريكية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة