البث المباشر

بيان معنى صفات "أهل الذكر وأولي الامر" من مقامات أهل البيت(ع) خبير البرنامج وحوار عن دور الائمة(ع) في حفظ الدين شرح فقرة: "أهل الذكر وأولي الامر"

الثلاثاء 16 إبريل 2019 - 15:47 بتوقيت طهران

الحلقة 35

نتجه الى مواصلة حديثنا عن الزيارة الجامعة وهي ما يطلق عليها به "الجامعة الكبيرة" تمييزاً لها بالاضافة الى كونها تتسم ببلاغة فائقة حيث ان الراوي ـ كما ذكرنا ـ طلب من الامام الهادي(ع) كلاماً بليغاً في زيارة الائمة عليهم السلام لقد حدثناكم بحسب تسلسل الزيارة عن جملة مقاطع وانتهينا الى مقطع يتحدث عن سمات الائمة ومنها السمات الاتية وهي انهم (عليهم السلام)(أهل الذكر وأولوا الامر وبقية الله وخيرته، وحزبه وعينة علمه ...) ولنقف عند كل سمة من السمات المذكورة السمة الاولى في هذا المقطع هي (أهل الذكر)، ولعلك تتساءل عن المقطع هنا من عبارة "الذكر" هل هي عبارة صورية أي صورة استعارية او رمزية ام هي عبارة مباشرة لها دلالة لغوية معجمية نعتقد ان الرجوع الى ما يقرره اهل البيت عليهم السلام هو المرجع لنا في تفسير النصوص وتدوينها ومما لا شك فيه ان بعض النصوص القرآنية الكريمة تظل واضحة في اعطائها المعنى لهذه العبارة في احد وجوه الدلالة وليس مطلقاً فقد ورد مصطلح الذكر ليشير الى القرآن الكريم مثل «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون» ... ولكنه ايضاً ورد بدلالات اخرى، مما يعني ضرورة ان نستخلص ذلك من السياق الذي وردت الزيارة فيه وقبل ذلك نأخذ الدلالة من مصادرها الصحيحة وهي توضيحات المعصومين عليهم السلام ومن ذلك ما ورد عن الامام الصادق(ع) عن عبارة "أهل الذكر" حيث اوضح بان محمد (ص) هو الذكر وان أهل بيته هم "الاهل" طبيعياً المعروف ان القرآن الكريم حمَّال اوجه او كما يصطلح المعاصرون على ذلك بانه شيء يتعدى الدلالة بالاضافة الى انه ينسحب على مصاديق متنوعة وان كان الاصل في الاستخدام هو المعنى العام ولكنه ينطبق على مصاديق كثيرة مثل الصراط المستقيم... «وأتوا البيوت من ابوابها»، وأهل الذكر ...
ويعنينا من ذلك كله ما اشار الامام الصادق(ع) من ان الذكر وأهله ينسحب على الرسول(ص) وأهل بيته، وهو معنى يتساوق ومضمون الزيارة التي لا تفصل بين محمد(ص) وبين أهل بيته المعصومين طبيعتاً ثمة مصاديق كثيرة لمصطلح أهل الذكر يمكن بان تنسحب على المعصومين عليهم السلام بحسب ما يتذوق قارئ الزيارة من المعاني الاحتمالية الا اننا نكتفي بما اورده الامام الصادق(ع) من الدلالة التي تتناغم مع سياق الزيارة ذاته...
ونتجه الى السمة الثانية وهي "واولي الامر" وهذه السمة لا نعتقد اننا بحاجة الى توضيحها لان النص القرآني الكريم عندما طالب باطاعة الله تعالى ورسوله(ص) واولي الامر انما فسرها المعصومون عليهم السلام بان المقصود من اولي الامر هم خلفاء الرسول (الائمة المعصومون عليهم السلام) وهو بدوره يتناسق مع سياق الزيارة الجامعة.
يبقى ان قارئ الزيارة من الممكن ان يقول ما هي النكتة الكامنة وراء مجرد الذكر لسمة اولي الامر هنا حيث لم تقرن بمفهوم خاص او موضوع خاص فالقرآن الكريم عندما ذكر اولي الامر انما كانت النكتة هي ضرورة اطاعتهم بعد الله والرسول(ص) واما في الزيارة هنا فلم تزد الزيارة على القول بان الائمة هم "اولو الامر" فماذا نستخلص؟...
لا نتأمل قليلاً حتى ندرك سريعاً بان الزيارة حينما تقول بان الائمة هم اولو الامر فانما تدع قارئ الزيارة يتداعى بذهنه سريعاً الى ان طاعتهم عليه مفروضة لماذا؟ لان النص القرآني الكريم ذكر ذلك حيث طالب باطاعة الله واطاعة الرسول واطاعة اولي الامر ... وبما ان هذه الزيارة كما قلنا تتسم ببلاغتها الفائقة حينئذ فان احد اساليب البلاغة هو العبارة المضغوطة المختزلة التي تشير بمعنى اكبر بحيث تدع قارئ النص يستخلص بقية المعنى المستهدف من العبارة وهذا ما ينسحب فعلاً على العبارة التي وصفت أهل البيت (عليهم السلام) بانهم "اولو الامر" أي ينصرف الذهن سريعاً الى معناً اشمل هو انهم المقصود اطاعتهم تبعاً لقوله تعالى بالنسبة الى اطاعته تعالى ورسوله(ص) والائمة (عليهم السلام).
المهم قبل ان نواصل حديثنا عن هذا الموضوع وسواه نسأله تعالى بان يوفقنا الى اطاعته تعالى واطاعة الرسول(ص) واطاعة الائمة (عليهم السلام) مستمدين التوفيق من الله تعالى.

*******

اهلاً ومرحباً بكم في هذه الفقرة الختامية من برنامج امناء‌ الرحمن ولقاء مع ضيف البرنامج الشيخ حسان سويدان.
المحاور: سماحة الشيخ من القضايا التي تثار بشأن مقامات اهل البيت (عليهم السلام) هي قضية حفظهم للدين وحفظهم لكيان المؤمنين، ما الذي قام به الائمة في هذا الجانب وهم لم يتسلموا الحكم بل اغلبهم عاشوا حياة التشريد والتطريد؟
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، الامام المعصوم هو حافظ الدين بعد رسول الله (صل الله عليه وآله)، في الحقيقة اذا اردنا ان ننظر الى لب وجوهر الامامة فهو بالدرجة الاولى هو حفظ الدين، الامامة الظاهرية بمعنى تولي قيادة الامة اجتماعياً انما حرص عليها الائمة (عليهم السلام) لان حفظ الدين بشكل كامل وشامل تطبيق احكام الدين لا يكون الا من خلال تسلم زمام الحكم لان نسيج الاسلام هو نسيج الاحكام الشرعية التي ترتبط بكل حركات وسكنات الانسان المسلم بل الانسان المطلق الذي يريد ان يعيش في ظل مجتمع اسلامي، للاسف الشديد، وكما اشرتم ان ائمة اهل البيت (عليهم السلام) لم يمكنوا من ان يستلموا زمام الحكم ومن هنا حاولوا جاهدين وبمختلف الاساليب في الحفاظ على الدين من الامور الدخيلة عليه عملياً وثقافياً من داخل المجتمع الاسلامي ومن خارج المجتمع الاسلامي اول شعار رفعه الائمة (عليهم السلام) رفعه امير المؤمنين (عليه السلام) عندما قال لأسالمن ما سلمت امور المسلمين اولاً وبالذات جهد الائمة (عليهم السلام) لتربية الكتلة الصالحة من اولياءهم واتباعهم واصحابهم على ان يكون الجو داخل المجتمع الاسلامي جواً نستطيع ان تعبر عنه انه قليل التشنجات او حاول الائمة‌ ان تعدم فيه التشنجات في داخل الاطار الاسلامي خصوصاً وان الاسلام كان لا يزال شجرة غضة طرية في بداية العهد عهد امير المؤمنين (عليه السلام) ومن هنا مع ان الامام (عليه السلام) غصبت منه الامامة الظاهرية‌ لذلك رفع هذا الشعار وعمل على الارض على اساسه لم يدخر وسعاً من النصح حتى لاولئك الذين اخذوا منصبه فيما يرتبط في تقويم الزيغ في الانحرافات عن الشريعة الاسلامية ولطالما رجع اليه الخلفاء وبالاخص يحدثنا التاريخ ان الخليفة الثاني كان يرجع اليه مراراً وتكراراً في القضايا والامور الشرعية المهمة والحساسة التي لا يتسنى لهم ان يحلوها الا من معدن العلم والتقى وهو امير المؤمنين (عليه السلام) هذا الذي حرص عليه فقهائنا عبر التاريخ من قضية الوحدة‌ داخل المجتمع الاسلامي هو شعار اول من اطلقه الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ثم سرى في ائمة اهل البيت وربي على ذلك اتباعهم ولايزال هذا هو الشعار الابرز في مدرسة اهل البيت واتباعهم (عليهم السلام).
المحاور: الشيخ حسان سويدان فيما يرتبط بالتكامل بين الائمة (عليهم السلام) في حفظ الدين لدينا سؤال نعرضه عليكم في الحلقة المقبلة بأعتبار ان اثني عشر اماماً ما الذي قاموا به على نحو الاجمال فيما يرتبط بحفظ الدين لو سمحتم يكون هذا موضوع الحديث في الحلقة المقبلة.
الشيخ حسان سويدان: ان شاء الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة