البث المباشر

شرح فقرة (الذاة الحماة) من أوصاف الائمة(ع) حديث عن حماية أئمة العترة(ع) للشريعة الالهية مقابلة مع الشيخ حسان سويدان، لماذا جعلت مودة أهل البيت(ع) أجراً للرسالة؟

الثلاثاء 16 إبريل 2019 - 15:47 بتوقيت طهران

الحلقة 34

نحن الآن مع نهاية احد مقاطع الزيارة أي الجامعة الكبيرة حيث حدثناك في لقاءات سابقة عن جملة عبارات ترسم لنا سمات الائمة عليهم السلام على هذا النحو: (السلام على الائمة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة...) هذا المقطع حدثناك عن ثلاث عبارات منه وبقيت العبارة الرابعة وهي قول الامام علي الهادي(ع) "منشيء الزيارة" (والذادة الحماة) ان هذه العبارة كما سنوضح لك ذلك تجسد تتويجاً للعبارات السابقة حيث يحسن بقارئ الدعاء ان ينتبه على ذلك... اذن: لنتحدث عنها...
لعلك تذكر بان العبارة التي انهينا من الحديث عنها في لقائنا السابق كانت تتحدث عن السمة الآتية "السادة الولاة" وفي حينه قلنا ان هاتين السمتين تعنيان السيطرة والولاية على الآخرين لذلك ندعوك من جديد لقراءة هذه العبارة بخاصة السمة الاخيرة وهي "الولاة" حيث قلنا ان "الولي" هو من يلي امور الآخرين أي المضطلع بادارة شؤونهم هنا نلفت نظرك الى نكتة هي ان المسؤول مثلاً عن ادارة شؤون البلد أليس نتوقع منه ان يدافع عن البلد ايضاً، وان يحميه من الاعداء؟ واذا كان الامر كذلك فعلينا ان نتجه ونلتفت الى العبارة الاخيرة من مقطع الزيارة ونعني بها سمة الذادة الحماة لنرى موقعها من المقطع المذكور فماذا نجد؟
ان الله تعالى اوصل الينا المبادئ العبادية التي امرنا بان نتبعها حتى نؤدي الوظيفة التي خلقنا من اجلها وهي ممارسة العبادة تبعاً لقوله تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) ومن البين ان المبادئ العبادية التي امرنا بممارستها اوصلها تعالى بواسطة النبي(ص) والنبي بدوره بعد ان اضطلع بتوصيلها الينا امر الائمة عليهم السلام تبعاً لما امره الله تعالى بذلك امرهم بان يضطلعوا بتوصيلها الينا؟ وهذا ما حدث فعلاً ولذلك كانوا هم السادة والولاة يتولون الامر الذي يرتبط بشؤون الآخرين، من هنا فان ادارتهم او توليهم لامورنا او الاضطلاع بمهمة توصيل المبادئ الينا هذه الادارة او التولية او التوصيل للمبادئ الى الآخرين الا تتطلب ايضاً الحفاظ عليها من الاعداء اعداء الله تعالى؟ ان الامر كذلك.
من هنا جاءت السمة او الصفة التي خلعتها الزيارة على الائمة عليهم السلام بانهم الذادة الحماة لتعبر عن عملية الحفاظ على مبادئ الله تعالى وحمايتها من الاعداء كيف ذلك؟
واضح ان هاتين الصفتين لا مناص من حيث الذكر لهما او صياغتهما فالمبادئ او الدين تحتاج الى من يصونها والصيانة تتطلب مستويين من العمليات احدهما مستوى الدفاع والآخر مستوى الحماية والدفاع يعني تهيئة القوة لارهاب اعداء الله تعالى بينما الحماية تعني الحفاظ على المكتسبات واذا نقلنا الحقيقة المتقدمة الى موقع الائمة عليهما السلام من هذه العملية نجد انهم عليهم السلام يدافعون عن مجتمعاتنا الاسلامية او لنقل عن المبادئ الاسلامية التي اوصلوها الينا ويذودون أي يدافعون عن ايصال الاذى اليها من جانب حتى يحافظوا او لنقل حتى يحموها بسياج لا يخترقه العدو من جانب آخر.
اذن الدفاع والحفاظ على المبادئ او كما عبرت الزيارة عنهما بسمة الذود والحماية حيث وصفت الائمة عليهم السلام بانهم الذادة الحماة هاتان السمتان تفسران لنا حصيلة المقطع من الزيارة حيث سلم على الائمة عليهم السلام عبر جملة سمات منها السادة الولاة لامور المجتعات الاسلامية حيث تتطلب السيادة والولاية دفاعاً وحماية لمبادئ الله تعالى. نسأله تعالى ان يوفقنا لمعرفة امناء الرحمة والعمل بمبادئ الله تعالى انه سميع مجيب.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج امناء الرحمن بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ حسان سويدان اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: سماحة الشيخ لماذا جعل امر مودة اهل البيت (عليهم السلام) اجراً للرسالة‌ ما معنى ان يكون هذا الامر اجر لرسالة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)؟ 
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين اول ما يسترعي الانتباه هو استغراب ان يطلب الرسول (صلى الله عليه وآله) اجراً على تبليغ الرسالة والسر في هذا الاستغراب والاستهجان هو انه قال عز من قائل على لسان الرسول (قل لا اسئلكم عليه اجراً ان هو الا ذكرى للعالمين) وايضاً في الآية الكريمة ‌الاخرى (قل ما اسئلكم عليه من اجرٍ الا من شاء أن يتخذ الى ربه سبيلاً) وقوله تعالى (قل ما سألتكم من اجر فهو لكم ان اجري الا على الله) من خلال هذه الآيات الثلاث نفهم ان سؤال الاجر هنا يعود بالنفع عليهم هم على خلاف قاعدة باب المعاملات لان الانسان لما يأخذ اجراً لينتفع هو هنا لاشك ولاريب ان قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر من الله (قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القربى) يدخل تحت قوله تعالى (ما اسئلكم عليه من اجر الا من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلاً) هذا يعني ان هذا الاجر المسؤول ليس اجراً يعود الى شخص النبي (صلى الله عليه وآله) والى ذاته المقدسة بل هو اجر يرتبط بأتخاذهم السبيل الى الله سبحانه وتعالى اذن فهذا الاجر هو جزء من شريعة الاسلام وعليه حينئذ نفهم بشكل جيد الروايات الواردة عن طريق الشيعة والسنة والتي تفسر القربى بأنهم اهل البيت (عليه السلام) وقد ثبت في محله ان اهل البيت مصطلح خاص يراد به في زمن نزول القرآن افراد خاصين وهم المعصومون (عليهم السلام) فقد ورد في رواية‌عامية اخرجها الطبراني لما نزلت هذه الآية (قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القربى) قالوا ظاهر التعبير انهم جمع عندما سألوا الرسول قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم فقال (صلى الله عليه وآله) علي وفاطمة وولداها يعني خصوص المعصوم من اولادها (عليهم السلام) اشارة الى الامامين الحسن والحسين واما من طرقنا فقد وردت روايات عديدة انتخبت منها هذه الرواية عن الامام الباقر (عليه السلام) في الكافي في قوله تعالى (قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القربى) قال الامام الباقر (عليه السلام) هم الائمة (عليه السلام) اذن نفهم هنا كيف يكون سؤال الاجر يعود نفعه عليهم اذا ارادوا ان يحيوا على اساس ديني فهذا الامر لا ينفصل عن تحديد مصير الشريعة والمتشرعة بهذه الشريعة من اتباعها بعده (صلى‌ الله عليه وآله).
المحاور: الشيخ حسان سويدان هل يمكن القول بأن تخصيص الاجر بهذه الحالة ان تكون المودة وسيلة لاتخاذ السبيل الى الله تبارك وتعالى؟ وهل هذه الحالة دليل على ان المقصود ليس مطلق القربى اي قرباي او قرباك كما سأل السائل بل القربى مودة اشخاص محددين تكون مودتهم وسيلة للقرب من الله تعالى؟
الشيخ حسان سويدان: هذا صار واضح بعد ان ورد من طرق العامة‌ والخاصة انهم اشخاص معينين وهم ائمتنا المعصومون مع الزهراء (عليهم السلام) صار واضحاً المعنى الخاص بالقربى لا القربى بالمعني العام. 
المحاور: يعني قربى اشخاص محددين تؤدي مودتهم الى الوصول الى الله مثلاً.
الشيخ حسان سويدان: مع الاحتفاظ بأن بقية ‌السادة من نسله الشريف لهم درجتهم ولهم احترامهم ولهم تقديرهم وما اردت قوله ان الآية تشير الى شأن ديني يرتبط بمصير الشريعة بعد رسول الله (صلى ‌الله عليه وآله) اما لماذا اختيرت المودة لا الطاعة لان الطاعة الناشئة عن مودة‌ هي ارقى‌ واعلى درجات الطاعة كما ورد في الحديث الشريف وهل الدين الا الحب والبغض في الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة