البث المباشر

شرح قوله (عليه السلام): (السلام على الدعاة الى الله والأدلاء على مرضاة الله) الخبير الشيخ حسان سويدان (الدليل القرآني على أن الله يجعل الامامة في ذرية متميزة ضمن قانون الاصطفاء

الثلاثاء 16 إبريل 2019 - 11:36 بتوقيت طهران

الحلقة 26

قال الامام علي الهادي(ع) عبر صياغته البلاغية لزيارة الجامعة الكبيرة، مواصلاً السلام على الائمة عليهم السلام حيث بدأ ذلك بقوله(ع) (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة) الى ان قال: (السلام على الدعاة الى الله، والادلاء على مرضاة الله، و المستقرين (او المستوفرين) في أمر الله، و التأمين في محبة الله تعالى...).
هذا المقطع من الدعاء يتميز بكونه قسماً او مقطعاً جديداً له مساحته الخاصة من الزيارة حيث نحسبكم بانكم تتذكرون (إن كنتم متابعين سلسلة مقاطعها) بأن كل مقطع يتضمن جملة امور تبدأ بالسلام على الائمة عليهم السلام ثم يواجهنا قسم آخر يتضمن جملة امور ايضاً، وهذا يعني ان كل مقطع من الدعاء يبدأ بعملية السلام على الائمة، انما يتضمن خصوصية لها استقلالها في الدلالات التي تطرحها الزيارة... و بالنسبة الى المقطع الجديد نجد انه يتضمن سلاماً خاصاً يرتبط بجملة سمات للأئمة عليهم السلام منها، انهم الدعاة الى الله والادلاء على مرضاة الله و المستقرين في أمر الله و التامّون في محبته....
والسؤال المهم الان هو ماذا نستخلص من السمات المتقدمة التي خصها الامام(ع) في مقطع يبدأ بإعادة السلام عليهم؟ هذا ما نحاول الاجابة عنه الآن... ان السمة الاولى التي ذكرها النص هي ان الائمة عليهم السلام هم الدعاة الى الله تعالى... و لا نحسب ان احداً منا يجعل اهمية هذه السمة (أي: سمة أنهم عليهم السلام دعاة الى الله) وهل ثمة مهمة اشد اهميةً و خطورة من الدعوة الى الله تعالى، ان الهدف اساساً من الخلق هو توصيل مبادئ الله تعالى اليهم، و حينئذ اذا كان الائمة عليهم السلام هم الدعاة الى الله تعالى فهذا يعني أنهم قد اضطلعوا بأهم الأدوار العبادية ... طبيعياً ثمة دعاة الى الله تعالى طوال التاريخ إلّا أنّ الدعوة اليه تعالى من خلال خاتمة الرسالة لمحمد(ص) و من ثم توصيته(ص) للأئمة عليهم السلام بأن يصبحوا خلفاءه في توصيل المبادئ الخاتمة للرسالات يعني انبثاق اهمية خاصة لهذا الجانب مما يكسبها الخطورة العبادية أو لا فإنّ مجرد الممارسة العبادية منفصلة عن المبادئ التي رسمها النبي(ص) و الأئمة عليهم السلام لا تجسد الهدف المطلوب كما هو واضح... والآن لنتجاوز هذا المبدأ العام وهو أنهم عليهم السلام الدعاة الى الله تعالى يعنينا أن نتابع السمات الفرعية المترتبة على ذلك، فما هي؟
يقول النص (والأدلاء على مرضاة الله) هذه الفقرة او السمة لا تحتاج الى تأمل طويل بقدرما تفرض دلالتها الواضحة على الزائر انها تقول: ان الدعوة الى الله تعالى تبقى غير كاملة إلّا في حالة ما اذا اقترنت بمرضاته تعالى و الله تعالى والله تعالى جعل مرضاته في الالتزام برسالة محمد(ص) وبما أوصى خلفاؤه الائمة عليهم السلام بالالتزام به. 
ولذلك عبرت الزيارة عن وظيفة الأئمة عليهم السلام بانهم (الأدلّاء)على مرضاته، حيث إنّ الأخذ من سواهم لا يجسد المرضاة المشار اليها بل مرضاته تعالى تنحصر في الأخذ منهم معالم العمل العبادي او الخلافي المطلوب. 
اذن عندما تقول الزيارة بان الائمة عليهم السلام هم الادلاء على مرضاته، انما تصوغ لنا استعارة او رمزاً له اهميته العظمى الا وهو وجود (الدليل) الذي يرشد الخلائق الى معرفة الله تعالى الحقة وهم النبي(ص) وخلفاؤه المعصومون.
اذن النكتة التي تطالب قارئ الزيارة بأن يلتفت اليها هي ملاحظة ان الأئمة عليهم السلام وليس الاشخاص او الطوائف الاخرى هي المرشدة الى الله تعالى حقاً... حيث إن (الدليل) هو الجهة او الأداة المحققة للوصول الى الهدف المطلوب وهو كسب رضاة تعالى.
وهذا ما يقتادنا الى التوسل بالله تعالى بان يوفقنا بان نلتزم بما رسمه الادلاء الى الله تعالى انه سميع مجيب. 

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج امناء الرحمن بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ حسان سويدان اهلاً ومرحباً بكم:
الشيخ حسان سويدان: وعليكم السلام ورحمة الله. 
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي تثار بشأن مقامات اهل البيت(ع) هي قضية الحالة الوراثية في ترتيب الائمة(ع) ورد في الزيارة الجامعة بأنهم ذرية رسول الله(ص) وهناك من يقول ليس هناك تداعي لحالة الحكومات الوراثية ويثار بشأنها من نقاط سلبية تفضلوا سماحة الشيخ؟
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، صحيح انه توجد حالة عمومية في الامامة بالنسبة لاهل البيت(ع) الا ان هذا في الحقيقة يمكن ان يتصور على نحوين، النحو الاول ان نكون نشترط في مبحث الامامة هذه الحالة بمعنى ان نجعل من شرائط الامامة العامة كما نجعل من شرائط امامته العصمة والعلم والى ما هنالك ان نجعل من شرائطه ان يكون اخاً لامام كما حصل للحسين(ع) او ابن لامام كما حصل لبقية الائمة(ع) الا ان هذا امر لم يحصل وغير موجود لم يتحدث محقق من المحققين او عالم من العلماء فضلاً عنهم(ع) واما اثير عنهم من احاديث شريفة بما يرتبط بالامام وشرائط الامامة لم يقع حديث عن هذا ابداً يمكن ان نتحدث عن هذا الموضوع بتصور آخر وهو ان الشرائط العامة للامام والتي من اسسها ومن اهمها قضية العصمة لم تتوفر بالفعل خارجاً الا فيهم(ع) قد يستغرب شخص في اول وهلة ان الامة بأسرها لم تحفظ ولم يتوفر فيها هذه الشرائط سوى هؤلاء الاشخاص اقول هذا ليس استهجان واستغراب في محله بعد ان قام الدليل القطعي والنقلي اكد الدليل القطعي والنقلي النصوص العامة بالقرآن مفسرة باحاديث النبي(ص) ومن ثبتت حجية كلامه بقول النبي(ص) بشكل صريح وواضح ان هذه السلسلة لا تخرج عن اثني عشر هم علي(ع) ثم الابناء من علي، قد يتساءل انسان لماذا قدر ذلك طبعاً هنا لا يتسنى لنا ان نكشف او نكتشف السر كله الا اننا من خلال المأثورات الشرعية‌ الصحيحة والسلمية من التحريف والتغيير نرى ان السلسلة النورانية‌ كما اخبر النبي الاعظم(ص) سواء تأسيساً او مفسراً للآيات الكريمة «اتقو الله وكونوا مع الصادقين» وغيرها ان هذه السلسلة النورانية‌ تحتاج الى وعاء يحملها تحتاج الى شرائط تكون في الآباء في الاصلاب والارحام في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة كما ورد في غير واحدة من الزيارات هذا لم يحدث بشكل كامل ومتكامل كما حدث لهم(ع).
المحاور: سماحة الشيخ يمكن القول بأن الحكمة‌ الالهية حكمة التدبير الالهي اقتضت ان تكون هذه السلسلة المباركة سلسلة الآباء والابناء لكي توفر جميع المقومات اللازمة لتوفر مستلزمات او شروط الامامة الاخرى كالعصمة وغيرها؟
الشيخ حسان سويدان: يمكن ان يقال بأن قرب الامام اللاحق من الامام السابق يهيأ له بالاضافة الى الحالة التكوينية التي اشرنا اليها يهيء له ظروفاً وطبعاً هذا شيء ثانوي بالنسبة لما نعتقده لائمتنا وان عين الله المباشرة ترعاها تهيء له ما لم يهيأ او ما لا يمكن تهيئته لغيره ممن يستفيد من الامام وهو بعيد شيئاً ما عن الامام.
المحاور: سماحة الشيخ الوقت المخصص لهذه الحلقة انتهى وبقي لدي سؤال فرعي فيما يرتبط بهذا الموضوع وهي قضية الموقف القرآني من جعل مثلاً الامامة ذرية بأعتبار هنالك آيات تصرح بهذا الموضوع لو سمحتم نوكل ذلك للحلقة المقبلة جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ وجزا مستمعينا الافاضل كل خير على طيب المتابعة نستودعكم الله احباءنا الى‌ موعد آخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة