ويتعرّض ميلانشون للكثير من الانتقادات بسبب موقفه من الحرب على غزة، ويتهمه البعض بـ"معاداة السامية"، ومن أبرز مواقفه أن ما تقوم به "إسرائيل" في غزة "ليس دفاعاً مشروعاً عن النفس وإنما إبادة عرقية"، ودعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة، ومطالبته فرنسا بالعمل على ذلك بكل قوتها السياسية والدبلوماسية.
وعلى عكس التوقعات، وما أفادت به استطلاعات الرأي قبل أسابيع بشأن احتمالية أن يتصدر "التجمع الوطني" (أقصى اليمين) الانتخابات التشريعية الفرنسية، أظهرت النتائج الأولية من مكاتب الاقتراع تصدر ائتلاف أحزاب اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" الانتخابات، فيما حلّ الائتلاف الرئاسي "معاً" بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، في المركز الثاني، وحلّ "التجمع الوطني" اليميني في المركز الثالث، ولم يحصل أي ائتلاف على الأغلبية المطلقة في انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية.
ووفقاً لنتائج التصويت الأولية، فمن المتوقع أن يحصل ائتلاف الأحزاب اليسارية، "الجبهة الشعبية الجديدة" على ما بين 175 إلى 205 مقاعد في البرلمان، فيما يتوقع أن يحصل ائتلاف "معاً" على ما بين 150 و175 مقعداً في البرلمان.
وفي المركز الثالث، جاء حزب "التجمع الوطني" أقصى اليمين الذي يرأسه جوردان بارديلا وتتزعمه مارين لوبان، حيث من المتوقع أن يحصل على ما بين 115 و150 مقعداً في البرلمان.
وطالب زعيم حزب "فرنسا غير الخاضعة" اليساري، ماكرون الاعتراف بهزيمته ودعا رئيس الحكومة إلى الاستقالة، واعتبر أن الفرنسيين لن يقبلوا "أي خيانة لأصوات الفرنسيين"، مضيفاً أن "الشعب قال لا لليمين المتطرف ونرفض سياسة ماكرون".
وفي إثر دعوات ميلانشون، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية، غابرييل آتال، نيته تقديم الاستقالة من رئاسة الحكومة ومواصلة العمل إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
من جهته اعتبر رئيس حزب "التجمع الوطني" اليميني جوردان بارديلا أن التوافقات الانتخابية وضعت فرنسا في قبضة اليسار "المتطرف"، فيما حرم "تحالف العار" الفرنسيين من سياسية إعادة التأهيل اللازمة، بحسب وصفه.
واتهم بارديلا ماكرون بشل المؤسسات الفرنسية وفرض العزلة على الفرنسيين، مؤكداً أن التحالف "غير النزيه" بين اليسار والماكرونيين رمى بفرنسا "في أحضان أقصى اليسار".
في هذا السياق، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون يحلل حالياً آخر نتائج الانتخابات البرلمانية وسينتظر الصورة الكاملة للبرلمان قبل اتخاذ القرارات اللازمة، وأكدت أنه سيحترم اختيار الشعب الفرنسي "بصفته الضامن للمؤسسات الفرنسية".