وفي كلمة له بمناسبة حلول ذكرى دخول العام الهجري الجديد، بارك السيد الحوثي للشعب اليمني ومرابطيه وللأمة الإسلامية كافة والشعب الفلسطيني ومجاهديه خاصة، مؤكداً العمل منذ بداية هذا العام على تشكيل الحكومة وانطلاق تصحيح القضاء.
وأشار إلى أن كل ما يعانيه البشر من أزمات هو نتاج ابتعادهم عن الإسلام وقيمه، وأن الحل يكمن في العودة إلى المشروع الإسلامي التحرري.
وحذر السيد الحوثي من خطورة الهجمة التزييفية الكبيرة والخطيرة التي تستهدف المسلمين، والتي تهدف إلى تدجينهم لصالح الأعداء اليهود وأعوانهم.
وكشف عن تورط بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني، حيث ارتبطت بمعاهد ومؤسسات تابعة له، وعملت على تغيير المناهج الدراسية لصالح اليهود، ونشر أفكارهم في أوساط الطلاب.
وأكد على أن تغيير المناهج في السعودية والإمارات ومصر والمغرب يتم عبر لجان وجهات يهودية إسرائيلية، وأشار إلى أن الهجمة الإعلامية والحرب الناعمة غير مسبوقة، وتستهدف المسلمين للسيطرة عليهم من خلال الإضلال الفكري والإفساد الأخلاقي.
وبين أن مسار الاستقطاب للخيانة والعمالة واختراق المجتمعات والدول يأتي تحت عنوان الحرب الناعمة، وكشف عن وجود خلايا تجسسية تعمل لأمريكا في اليمن، وأنها جزء من مخطط الإفساد والاختراق، وأن هناك خلايا أخرى سيتم كشف النقاب عنها قريباً.
ودعا إلى الاستفادة من مناسبة الهجرة النبوية لتحصين المجتمع من الاختراق المعادي والمفسد، وأن تكون من العوامل المهمة للنهوض بالأمة.
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ مسار الاستقطاب للخيانة والعمالة يأتي تحت عنوان الحرب الناعمة، كاشفاً عن تغيير للمناهج في دول عربية يتمّ عبر لجانٍ وجهاتٍ إسرائيلية.
وشدّد السيد الحوثي على ضرورة التعاون الشعبي والتفهّم لمتطلّبات مسار التصحيح والتغيير، مشيراً إلى العمل في ظروف معقّدة وفي ظلّ عدوان ومواجهة مع الأميركي والبريطاني والإسرائيلي وأعوانهم من العرب والداخل، ومذكّراً أنّ الحرب ليست فقط عسكرية، بل هي في الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
ورأى السيد الحوثي أنّ المعونة والنصر والتأييد الإلهي في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" فوق ما يتخيّله الناس، معتبراً أنّ المجاهدين حوّلوا التحديات إلى فرص وظهر فشل الأعداء.
وأكد السيد الحوثي أنّ الأميركي فوجئ بتكتيكات اليمن الصاروخية والبحرية، وكذلك التصنيع، وينظر إليها كمدرسة يمكن الاستفادة منها، مشيراً إلى أن هذه التكتيكات تغلّبت على تقنيات وتكتيكات الأعداء المتطورة.
ورأى السيد الحوثي أنّ الأميركي كان يخيف الآخرين بحاملات طائراته ويحاول أن يضغط بها ويزرع الهزيمة النفسية للدول وأنه عندما تصل حاملة الطائرات إلى الخليج يخضع الزعماء العرب ويتراجعون عن أي شيء لا تريده الولايات المتحدة.
وأشار السيد الحوثي إلى أنه وفي عملية الإسناد لغزة تغيّر حال الحاملات الأميركية وأصبحت مستهدفة وملاحقة من قبل القوات اليمنية، حيث أصبحت مهمة حاملات الطائرات في البحر مهمة هروب بدلاً من الهجوم.
ورأى السيد الحوثي أنّ الأوروبيين حاولوا أن يتعاملوا بذكاء مع الضغوط الأميركية، وكانت مشاركة البعض دفاعية بحتة، حيث شاركت البوارج الأوروبية في اعتراض الطائرات المسيّرة من دون قصف اليمن.
ولفت السيد الحوثي إلى أن أكثر دول العالم تعاملت بذكاء وفطنة وحكمة، ولم تتورّط، ودخلت في تنسيق مباشر مع اليمن، لذلك كانت حركتها الملاحية آمنة وسفنها تمرّ بسلام.
وأكد السيد الحوثي أن أكثر ما فشل به الأميركي هو توريط الدول المطلة على البحر الأحمر في إسناد الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً أنّ الأميركي فشل في استغلال الدول العربية والمجاورة في القصف على اليمن من داخلها.
وشدّد السيد الحوثي على أنّ الأميركي مستمر في محاولاته لتوريط النظام السعودي بعد فشله عسكرياً، وأنه كان قد هدد بدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية، وقد حصلت زيارات أميركية للسعودية من أجل ذلك.
ورأى أنّ أهم ما يركّز عليه الأميركي هو المجال الاقتصادي لأن ضرره يلحق بكل الناس، معتبراً أن الضغظ بنقل البنوك من صنعاء خطوة جنونية وغبية، وأن "لا أحد في العالم يفكّر بهذه الطريقة".
وأكد أنّ الأميركي يعرف أثر نقل البنوك السيّئ على واقع الشعب اليمني المعيشي وعملته والأسعار في البلد، وأن النظام السعودي أقدم على هذه الخطوة خدمة لـ"إسرائيل" وطاعةً للولايات المتحدة، ولا مبرر آخر لها.
وأشار السيد الحوثي إلى أن السعودية لم تتراجع عن خطوتها رغم النصائح والتحذيرات، واتجهت بعد نقل البنوك إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات رغم محدوديتها وهامشها الضيّق،وأنّ التخريض الإسرائيلي الأميركي البريطاني لم يتوقّف وطالبوا السعودية بإقفال الميناء.
وقال السيد الحوثي "لن نقف مكبّلين مكتوفي الأيدي أمام خطواتهم الجنونية ونتفرّج على شعبنا يتضوّر جوعاً وينهار وضعه الاقتصادي"، مؤكداً أن الانشغال بالمعركة المباشرة لإسناد غزة لا يعني عدم فعل شيء تجاه هذه الخطوات.
وهدّد السيد الحوثي بأن كل شيء سيقابل بمثله، موضحاً أنّ "البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء"، واضعاً ما سيقوم به اليمن في إطار التصدي للعدوان والمواجهة مع الأميركيون مؤكداً أن الشعب اليمني يصبر لثقته بأن هناك معركة مهمة ولأنه آثر الشعب الفلسطيني على نفسه وقضاياه.
وتناول السيد الحوثي موضوع جولة الحوار في عمان بشأن ملف الأسرى، مؤكداً بذل الجهود والحرص على إنجاحها وبدء التبادل للدفعة الثانية، مشيراً إلى أنّ جولة عُمان كشفت أن التحالف لا يريد اتخاذ خطوة تغضب الإسرائيلي.
وذكّر السيد الحوثي بأن النظام السعودي يعتقل رجال حماس في السجون، ويجرّم موقف الحركة المواجه للاحتلال، كما ذكر برفض النظام السعودي عرضاً يمنياً بالإفراج عن طياريه مقابل أسرى حماس.