وبموازاة التصعيد الصهيوني في رفح وارتكابه المزيد من جرائم حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم تنشط العمليات البحرية اليمنية لفرض حظر مرور السفن الإسرائيلية وتلك المرتبطة بالكيان الغاصب من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط مرورا بالبحرين العربي والأحمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي.
وفي جديد العمليات اليمنية، انتصارا لفلسطين وردا على جريمة العدو في مخيم النصيرات استهداف المدمرة البريطانية (دايموند) في البحر الأحمر، وتنفيذ عمليتين مشتركتين ضد سفينتين تابعتين لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
والقوات اليمنية، كشفت عن نشوب حريق في سفينة (Norderney) وإصابة مباشرة لسفينة (MSC Tavvishi) وهو ما أكدته وكالة رويترز نقلا عن وكالتين بحريتين بريطانيتين أفادتا باشتعال النار في سفينتين إثر إصابتهما بصواريخ قبالة سواحل عدن.
واليمن في موقفه الرسمي والشعبي يؤكد استمرار العمليات البحرية حتى وقف العدوان على غزة وإنهاء الحصار كمبدأ وواجب ديني يشترك فيه بالأفعال قبل الأقوال محور الجهاد والمقاومة.
وعن فاعلية العمليات اليمنية فقد بدا أن المدمرات الأميركية والغربية تجد صعوبة في المواجهة والتصدي للقدرات اليمنية وتضطر للهروب أميال خوفا من صواريخ اليمن وطائراته المسيرة، فكيف بالسفن التجارية التي لا تحمل رادارات ولا صواريخ اعتراضية.
وكما تأتي الفرقاطات الأجنبية تغادر مسرح العمليات البحرية ولسان حالها: لم نكن بحاجة لخوض هذه المغامرة الفاشلة.
العدوان على غزة ورغم الرصيد الإجرامي لكيان العدو وداعميه الأمريكيين والغربيين إلا أنه كسر قيود الجغرافيا واختصر الكثير من المسافات بين محور المقاومة على طريق تحرير فلسطين والمقدسات الاسلامية والأمر لم يعد يقتصر على التنسيق الأمني والتبادل المعلوماتي فثمة عمليات مشتركة بين اليمن والعراق من شأنها أن تعيد رسم المعادلات الإقليمية وتضع الوجود والمصالح الأمريكية على المحك.
وإعلام العدو يرى أن اليمنيين بعملياتهم البحرية المستمرة والمؤثرة يشعرون بلذة النصر، وأعمالهم لن تتوقف بتوقف الحرب على غزة، وهو تحليل يلامس الحقيقة لمن يعرف أسباب وخلفيات الصراع مع كيان العدو وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية بل وواجبها الديني تجاه ذلك.
المسافة من اليمن إلى البحر الأبيض المتوسط بعيدة، ولتقوية الهجمات في ذلك المسرح جاءت دعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لشركاء الجهاد في العراق على أمل التعاون بعمليات أثمرت رغم حداثتها بفضل الله قلقا أمريكيا وخيبة صهيونية.
انتصار غزة، أمر لا شك فيه، وما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله، فالخطر الوجودي يحيط بكيان العدو من كل الجهات والمسألة مسألة وقت حتى تلتقي باقي الجبهات وتثمر نصرا وعزة للأمة، يرونه بعيدا ونراه قريبا.