وتسعى وكالة الفضاء عبر هذا المشروع المعروف باسم “طاقة الانشطار النووي السطحية” إلى إنشاء مصادر طاقة آمنة ونظيفة وموثوقة على سطح القمر، وتتجلّى أهمية المشروع خلال الليالي المعتمة حينما ينقطع ضوء الشمس عن القمر خلال 14.5 يوما تقريبا.
وكانت وكالة ناسا بالمشاركة مع وزارة الطاقة الأميركية، منحتا عقودا لثلاث شركات لإتمام المهمة، وهي شركة “لوكهيد مارتن” و”وستينغهاوس” و”إكس آي”، مع تكليف هذه الشركات بتقديم تصاميم أولية للمفاعل، وتقدير التكاليف المتوقعة، وتجهيز جدول تطوير يساهم في الحفاظ على الوجود البشري على سطح القمر لمدة عقد من الزمن على الأقل.
وشددت مديرة برنامج مهام عرض التكنولوجيا في مديرية تكنولوجيا الفضاء التابعة لناسا ترودي كورتيس، على التحديات التقنية التي قد يواجهها رواد الفضاء عند غياب أشعة الشمس، وأهمية وجود مصدر لإنتاج الطاقة مثل المفاعل النووي المقترح ليحل بديلا مستقلا عن الطاقة الشمسية.
وتكمن الفائدة القصوى لمثل هذا المفاعل النووي في وضعه في القطب الجنوبي للقمر، حيث تحتوي المناطق المظللة والمعتمة على جليد مائي ومصادر قيّمة أخرى تفيد البعثات البشرية إلى القمر والفضاء بمجمله.
وحُدد الموعد المستهدف لتسليم مفاعل الانشطار النووي لإطلاقه إلى الفضاء في مطلع الثلاثينيات، وجاءت متطلبات وكالة ناسا للمفاعل النووي بقدرة إنتاجية تفوق 40 كيلوواتا ويستخدم اليورانيوم منخفض التخصيب، ولا يزيد وزنه عن 6 آلاف كلغ، ويمكن لهذه الطاقة المنتجة أن تلبي احتياجات 33 أسرة في أميركا.
وتعد مبادرة مشروع طاقة الانشطار النووي السطحية جزءا من الجهود الحثيثة التي تبذلها وكالة ناسا في استكشاف الفضاء بالطاقة النووية، والتي تتضمن خططا لإطلاق مركبة “دراكو” الفضائية التي تعمل بالطاقة النووية بحلول عام 2026.