وكان المجلس العسكري في النيجر، قد أعلن، مساء أمس الخميس، تعليق كل أنشطة المنظمات الدولية وغير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة في "مناطق العمليات" العسكرية بسبب "الوضع الأمني الحالي".
كذلك، طالب المجلس العسكري في النيجر، يوم أمس، بالانسحاب الكامل للقوات الفرنسية من الدولة الواقعة في غربي أفريقيا، بحلول 3 أيلول/سبتمبر المقبل.
ومن المنتظر، بحلول نهاية الأسبوع الحالي، أن ينظّم مؤيدو الانسحاب احتجاجاً لأجل غير مسمى ضد وجود الجيش الفرنسي في النيجر، إذ طالب بعض السكان السلطات بقطع إمدادات المياه والكهرباء عن القاعدة الفرنسية، ووقف توصيل المواد الغذائية لها.
يُذكر أّنه، وفي أعقاب إغلاق المجال الجوي للمرة الأولى بعد تسلم العسكريين السلطة، في 27 تموز/يوليو الماضي، هبطت طائرة عسكرية فرنسية في النيجر.
وبعد ذلك، اتهم الضباط في النيجر فرنسا بالسعي إلى التدخل عسكرياً ضده. وقال المتحدث باسم المجلس، الكولونيل أمادو عبد الرحمن، إنّ باريس "وفي إطار بحثها عن سبل ووسائل للتدخّل عسكرياً في النيجر، عقدت فرنسا بتواطؤ مع بعض أبناء النيجر، اجتماعاً مع هيئة أركان الحرس الوطني في النيجر للحصول على الأذونات السياسية والعسكرية اللازمة".
وفي 30 تموز/يوليو، وقبيل القمة الأولى للمجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا، "إكواس"، بشأن النيجر، هاجم محتجون السفارة الفرنسية في نيامي، رفضاً لتدخلاتها في شؤون بلدهم.
يُذكر أنّ الجيش الفرنسي هاجم، في الـ9 من آب/أغسطس الماضي، موقعاً للقوات المسلحة في النيجر "لتحرير حلفائه الإرهابيين"، بحسب ما أعلن المجلس العسكري الحاكم، الذي وضع القوات المسحة في حالة التأهب القصوى حينها.
وأمس الخميس، أعلن المجلس العسكري في النيجر أنّ السفير الفرنسي، سيلفان إيتي، لم يعد يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، مؤكّداً أنّ الشرطة تلقّت تعليمات بطرده من البلاد.
وجاء هذا الأمر بعدما رفضت باريس الاستجابة لمهلة المجلس العسكري لسحب مبعوثها من العاصمة، إذ كانت الخارجية في النيجر قد طلبت من إيتي مغادرة البلاد في غضون 48 ساعةً، مساء 25 آب/أغسطس.
وأكدت الوزارة في بيان أنّه نظراً "لرفض سفير فرنسا في نيامي الاستجابة لدعوتها إلى إجراء مقابلة اليوم"، و"تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر"، قرّرت السلطات سحب موافقتها على اعتماد السفير.
ورفضت فرنسا مطالبة السلطات العسكرية في النيجر بمغادرة سفيرها، معتبرةً أنّ المجلس العسكري "لا يملك أهلية" تقديم مثل هذا الطلب، على حد تعبيرها.