وسيضم الاجتماع الدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون، ويعقد يومي الثلاثاء والأربعاء في بيليم عاصمة ولاية بارا بمنطقة الأمازون.
وستكون القمة بمثابة مقدمة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 30"، الذي تستضيفه المدينة في 2025.
وهذه أول قمة للمنظمة التي تأسست قبل 28 عاماً، في عام 2009. ويسعى "لولا"، للوفاء بتعهّده بعودة البرازيل إلى معركة مكافحة التغيّر المناخي، بعد تدمير متصاعد في الأمازون في عهد سلفه جايير بولسونارو.
ومع مئات مليارات الأشجار الممتصة للكربون، تعد الأمازون سدّاً رئيسياً في وجه الاحترار المناخي العالمي.
لكن العلماء يحذرون من أنّ إزالة الغابات، تقرّبها بشكل خطر من "نقطة حرجة" تموت الأشجار من بعدها، وتعيد إطلاق مخزوناتها من الكربون في الجو، وما يترافق معها من تداعيات كارثية على المناخ.
وارتفعت الانبعاثات الكربونية من الأمازون بنسبة 117% عام 2020، مقارنةً بالمعدل السنوي للفترة من 2010 إلى 2018، وفق أحدث بيانات الباحثين في الوكالة الوطنية للفضاء البرازيلية.
وقال "لولا" السياسي اليساري المخضرم، الذي عاد إلى السلطة في كانون الثاني/يناير، إنه يعتزم العمل مع الأعضاء الآخرين في المجموعة، بوليفيا وكولومبيا والإكوادور وغويانا والبيرو وسورينام وفنزويلا، لتطوير حوض الأمازون من "دون تدميره".
ومن المتوقع أن يناقش القادة استراتيجيات لمحاربة إزالة الغابات والجريمة المنظمة، والسعي للتنمية المستدامة للمنطقة التي تضم 50 مليون شخص، من بينهم مئات من الشعوب الأصلية التي تعد بالغة الأهمية لحماية الغابة.
وستختتم القمة بإعلان مشترك يُتوقّع أن يكون "طموحاً"، وأن تضع "جدول أعمال لإرشاد الدول في السنوات المقبلة"، بحسب المسؤولة في وزارة الخارجية البرازيلية غيزيلا بادوفان.
جريمة في الأدغال
وتعهّدت البرازيل التي تضم 60% من مساحة الأمازون، القضاء على إزالة الغابات غير الشرعية بحلول 2030، وتحض الدول الأخرى على أن تحذو حذوها.
والدافع الرئيسي لإزالة الغابات مزارع تربية الماشية، ويفاقمها أيضاً مزيج من الفساد وقضم الأراضي والجريمة المنظمة التي تمتد براثنها إلى الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والأسلحة والخشب والذهب.
وفي البرازيل، أكبر دولة مصدرة في العالم، للحم البقر والصويا، تسبّب تدمير الغابات في خسارة نحو خُمس الغابة الاستوائية المطيرة.
لكن بعد ارتفاع بنسبة 75% في المعدل السنوي، لإزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية خلال عهد بولسونارو (2019-2022)، بدأت مؤشرات تظهر التحسّن. وتراجعت إزالة الغابات من كانون الثاني/يناير لغاية تموز/يوليو بنسبة 42.5% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقبيل القمة، دعت أكثر من 50 مجموعة مدافعة عن البيئة، حكومات دول الأمازون لتبني خطة "لمنع وصول الأمازون إلى نقطة اللاعودة".
وتدعو العريضة التي نشرت في مرصد المناخ الدول للانضمام لتعهّد البرازيل، القضاء كلياً على إزالة الغابات بحلول عام 2030، وتعزيز حقوق السكان الأصليين وتبني "تدابير فاعلة لمحاربة الجرائم البيئية".
وقال "لولا" الخميس الفائت، إنّه واثق من استقرار المنطقة بمسؤولية محاربة الجريمة المتفشية في الغابة الاستوائية المطيرة.
ومن المقرّر أن يحضر القمة ستة رؤساء دول، فيما تتمثّل الإكوادور وسورينام على المستوى الوزاري.
ودعيت أيضاً النروج وألمانيا، المساهمان الكبيران في صندوق الأمازون البرازيلي لحماية الغابات، إلى جانب فرنسا التي تضم جزءاً من الأمازون.
كما دعت البرازيل أيضا إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية اللتين تضمان غابات استوائية مطيرة للحضور.
المصدر: وكالات