وتوثق مشاهد استعداد الزائرين لتأدية مراسيم عزاء ركضة طويريج "الخالدة"، التي تعتبر أحدى مظاهر التعزية في يوم عاشوراء.
ويُعتبرُ العزاءُ المعروفُ بـ(عزاءِ طويريج) أو (ركضةِ طويريج) إحدى مظاهرِ التعزيةِ في يومِ عاشوراء، وهيَ عبارةٌ عَن موكبٍ حُسينيّ ضخمٍ أو مواكبَ صغيرةٍ تنطلقُ نحوَ مرقدِ سيّدِ الشّهداءِ سلامُ اللهِ عليه بحالةٍ خاصّةٍ منَ النّداءِ واللطمِ والبكاء.
وطويريج هي أحدى الأقضية التابعة لمحافظة كربلاء المقدسة وتبعد عن المركز 22 كيلومترا، وبدأت “ركضة طويريج” يوم العاشر من محرم الحرام سنة ( 1885 م) وذلك عندما كان الناس يستمعون الى قراءة المقتل الحسيني في الدار الكبيرة للعلامة السيد صالح القزويني ومع نهاية المقتل ضج الناس بالبكاء والعويل والنحيب بشكل لا إرادي حيث فقدوا مشاعرهم لهذه الفاجعة واخذوا يلطمون على رؤوسهم.
ولشدة المصيبة فقد طلبوا من السيد صالح القزويني الذهاب ركضا الى المرقد المقدس لسيد الشهداء لتقديم العزاء لإمامهم المظلوم (ع) وفعلا استجاب السيد لطلب الناس حيث اركبوا السيد على ظهر الفرس ثم تقدمهم بالمسير وهم يسيرون خلفه، وفي الطريق انضمت إليهم جموع من المعزين وهم يصيحون وآه إماماه، وأصبح الموكب هذا أشهر المواكب الحسينية على الإطلاق إذ يمتاز بالركضة، ولان غرضه التعبير عن الاستجابة لقول الامام الحسين (عليه السلام) وهو ألا من ناصر ينصرني.
فتخرج الملايين تعبيرا عن تلبيتها لندائه عليه السلام، وفي كل عام تبدأ الركضة من قنطرة السلام التي تقع على طريق طويريج ، ومن هنا سميت هذه الممارسة بركضة طويريج ،
والقنطرة تبعد حوالي خمس كيلومترات عن مركز المحافظة، وتبدأ بعد أذان الظهر بالضبط وهو الوقت الذي يسقط فيه الإمام صريعا على رمضاء كربلاء المقدسة…
وتتقدم الجموع البشرية وهم يلطمون على الرؤوس وينادون ياحسين ياحسين ….
فينطلقوا من القنطرة مرورا بشارع الجمهورية ثم شارع الإمام الحسين ع ثم يدخلوا إلى الضريح الشريف من باب القبلة ويخرجون من الباب المقابل لمرقد ابي الفضل العباس فيجتازون منطقة ما بين الحرمين إلى ضريح أبي الفضل العباس وينشدون:
"وا ويلي على العباس…..يعباس جيب الماي لسكينة.. يعباس شوف الحرم عطشانة…"
وعند خروجهم من الضريح تتوجه الركضة من ضريح العباس إلى المخيم حيث الشمر اللعين يقوم بحرق خيام حرم الحسين (ع)، وهم يهتفون: اليوم تالي الايام والخيام حركوها، للشامات لابن الدعي يودوها.
وبعدها يتشكل عزاء من أهالي طويريج على شكل جوقات تتوجه الى صحن الإمام الحسين ع يقام شبه مأتم، بعدها يصعد إثنان من الرواديد يقرأون قصيدة عتاب بين العقيلة وأخيها العباس عليه السلام ".