ليت شعري قضى النسيمُ الأرَقُّب اضطهادٍ فازدادَ طوقٌ وحرْقُ
وتمادى في الموبقاتِ انحرافٌ فتـــعالى ولــم يــزَلْ يَسـتَرِقُّ
وتبارَتْ منابرُ الحــقدِ تــــدعُو لارتِدادٍ فَارتابَ غَرْبٌ وشَرْقُ
واستثارَ العِبادَ وَغْدٌ تجَـــــنّى مُـستـفِـزّاً فَمَــنْ تَديَّـــنَ يَشْـــقُ
وتعدّى لكي يَسُودَ اعتِبـــــــادٌ في الـبـرايا ويُـســتضامَ المُحِقُّ
وتــخلَّى عنِ الــتُــقــاةِ امتهاناً يـزدريـهم وبـالـشــياطينِ رِفْــقُ
واستطابَ العِداءَ للحقِّ بُغضٌ لإمامٍ هو الأصــيلُ الأحَـــقُّ
كيفَ يصفو عيشٌ وثَمَّ عذابٌ يستبيحُ الأنامَ يقسُــو يَشُـــقُّ
ويُشيعُ الفسادَ في كلِّ رَبْـــعٍ يــهتـدي فيه للمــودّةِ طَلْـــقُ
ويُلاقي السُّراةُ فيه انتقامــــاً وانــتــهاكاً فحُـــرْمةً تُـستَرَقُّ
ما بهذا ترضى الرسالةُ نوراً يَــتلالا ولا الإلـــــهُ الـحَــقُّ
ولهذا ثارَ الحسينُ إحتجاجــاً يومَ ســـادَ الونَى وأطبَقَ رِقُّ
وهو أنـفـاسُ أحـمـدٍ ووصيٌّ للـمعـالي نهجٌ وللخَلْقِ عِشــقُ
إنه ســـــــيدُ الشـهادةِ ســبطاً وأخو المجتبى وطُهْرٌ وصِدْقُ
رُضِـعَ الخيرَ والشهامةَ طفلاً في رحابٍ بها الأعاظِمُ شُرْقُ
سـادةُ الخَلقِ معدِنُ العِلمِ طُرَّاً مَنْ سِواهُمْ بآيةِ الطُّهْرِ رُقُّــوا
قد زكاهُمْ ربُّ الخلائقِ صبراً وامتـحاناً فـهُمْ قُـلوبٌ تـــرِقُّ
والحسينُ العظيمُ منهم إمامـاً وهو بابُ الهـدى ونُبْلٌ وأَلْـقُ
ليس يرضى ضلالةَ الزيفِ حُكماً غاشماً يعتدي وذو الدِّينِ يَشقُو
ويسومُ المُسترشدينَ اغتراباً وبَـنو المَــكرُماتِ اُفْنُـوا ودُقُّـوا
والسفيهُ المُضِلُّ يحكُمُ فيهم كيفما يشتهي وفي العِهرِ غَرْقُ
وتراثُ النبيِّ أضحى أسيراً وعلــى إرثِـــهِ تســيَّــدَ فِــسْــقُ
ألفُ هيهاتَ فالحسينُ رَشادٌ نــبَــويٌّ وحـــيـــدريٌّ وحــــقُّ
ثارَ للهِ فاستطابَ الرزايــــا وتــفــانى وبــلسَمُ الـحُرِّ عِـتْـقُ
وسيبقى مَدى الزمانِ مناراً لــنــضــالٍ الـى الـتـحرُّرِ تَوْقُ
فسلامٌ على الحسينِ وصرْحٍ يلتقي فيه للــشفــاعـةِ خَـلْـــقُ
يتعالى منه الدُعاءُ اجتهاداً من خِيارٍ هُمْ بالفضائلِ بَــرْقُ
تلكُمُ كربلاءُ للخيرِ نهـــجٌ ومـزارٌ لــهُ الملايينُ عُــنْــقُ
كلُّ شبرٍ فيها يشُعُّ اعتباراً واصطباراً وبــالملاحمِ نُطْقُ
بوركتْ بقعةٌ تضمُّ إمامــاً ذابَ في حُبّهِ السَّخاءُ الأرَقُّ
بقلم/ الشاعر حميد حلمي البغدادي