البث المباشر

من أشهر الأساطير الفارسية

الإثنين 26 يونيو 2023 - 22:31 بتوقيت طهران
من أشهر الأساطير الفارسية

الأسطورة سرد لقصة حياة مقدسة وتصف الأعمال الفذة والمآثر العظيمة لمخلوقات ما وراء الطبيعة وتجليات القوى السماوية، فإنها نموذج ونمط تفسيري لكل أعمال البشر وأنشطتهم ذات الشأن.

وأما عن الأساطير الفارسية فهي الروايات والقصص التقليدية عن القدماء الأصليين، وتشمل جميع الكائنات غير العادية أو الخارقة للطبيعة. فهي مصورة من الأساطير الماضية للقارة الثقافية الإيرانية التي تتكون خاصة من دولة إيران وأفغانستان وطاجيكستان وآسيا الوسطى، حيث تعكس سلوك المجتمع المنتمين إليه - والسلوكيات اتجاه مواجهة الخير والشر وأفعال الآلهة ومآثر الأبطال والمخلوقات الخرافية.

وتلعب الأساطير دورًا بارزًا في الثقافة الإيرانية ويزداد فهمنا لها عند النظر إليها في سياق التاريخ الإيراني.

كُتب معظم هذه الأساطير في كتاب الملاحم الفارسية “شاهنامه” للشاعر الكبير أبو القاسم فردوسي وهو حكيم طوس الذي يُقال إنه أنقذ اللغة الفارسية وحكاياتها بهذا العمل، فألمح فيه لقضايا سياسية واجتماعية كانت تعيشها إيران في عصور قديمة، ويقول الإيرانيون إن رموز الأساطير ما زالت تتكرر حتى يومنا هذا. فنذكر منها خمسة.

 

١- آرش الرامي (آرش كمانگير)

هذه الأسطورة تعود لعصر الحروب بين الإيرانيين والتورانيين الذين كانوا يسكنون آسيا الوسطى في الأراضي الواقعة شرقي إيران الحالية، والمسماة قديما “توران”.
حاصر التورانيون الجيش الإيراني فاقترح ملك إيران التوصل لطريقة تنهي الحرب، فقرر الطرفان رسم حدود بينهما، يحدد نقطتها الجغرافية سهمٌ يرميه أحد الجنود الإيرانيين يختاره شاه توران.

هذا الأخير قرر اختيار جندي عادي تحقيرا لخصومه، فوقع الاختيار على “آرش” الملقب ب “كمانغير”، والتي تعني بالعربية آرش الرامي، ما خيّب آمال الجيش التابع لإيران.
لكن آرش غيّر التوقعات، فرمى سهمه ليصل لمنطقة بعيدة للغاية ووسّع حدود إيران، وتقول الأسطورة إن آرش مات من بعدها لأنه بذل قصارى جهده، وفقدَ طاقته وقواه، وأصبح اسمه رمزا للتضحية في سبيل الوطن.

٢- العنقاء
طائر أسطوري وكائن خرافي، وبحسب الأسطورة فإن ريشه ملون بكل ألوان الكون، يسمى بالفارسية “سيمرغ” وهو طائر ضخم وحيد، يكبر ويفنى فيحترق، ويولد من رماده طائر عنقاء جديد.

يتكرر اسم العنقاء في عدد من الأساطير الإيرانية، وفي الشاهنامة اعتنى هذا الطائر بالطفل “زال” الذي أبعده والداه إلى جبال البرز، لأنه وُلد بشعرٍ أبيض، فرعاه الطائر ليكبر ويصبح والد “رستم”، وهو بطلٌ آخر في أساطير إيران.
تحول طائر العنقاء المذكور في عدة أساطير لرمز الدفاع عن أبطال إيران في حروبهم المصيرية وبات يمثل رمزا للوعي والحكمة.

 

٣- رستم و سهراب

واحدة من القصص المؤثرة التي ترويها الأساطير الإيرانية، فرستم كان أقوى أبطال إيران في الحروب، تزوج في منتصف عمره من إحدى بنات العائلة الحاكمة في كابل، وتركها بعد مدة قصيرة، لكنها أنجبت ولدا أسمته سُهراب الذي عاش في توران وتحول بدوره لرجل قوي معروف في بلاده.

بعد أن كبر سهراب سأل عن هوية أبيه لاحقا، وعرف أنه فارس بطل في إيران، فتحرك نحوها ليبحث عنه، واعتقد الإيرانيون أنه عدو قادم من أرض توران لمحاربتهم، فحصلت مواجهة بين الأب وابنه دون أن يعرف أحدهما هوية الآخر، فقُتل الإبن سهراب على يد أبيه رستم، وعرف الأخير أنه قتل ابنه بعد فوات الأوان، وأصبحت الأسطورة رمزا لصراع الآباء مع الأبناء في الثقافة الإيرانية، كما أصبح مثلا لعدم جدوى المداواة وعلاج العلة بعد فوات الفرصة فيقال بالفارسية: (نوش دارو بعد مرك سهراب)

 

٤- كاوه الحداد والملك ضَحّاك
الأسطورة ترتبط بعصر مظلم في إيران، كان حينها “ضحّاك” ملكا، وهو صاحب لقب “ماردوش” لأنه كان يحمل ثعبانين على كتفيه، ويقتل كل يوم شابين اثنين ليُطعم دماغيهما للثعبانين.

“كاوه” الحداد، شابٌ استطاع الهرب من جنود الملك الظالم، وعاش بعيدا في الجبال، لكنه عاد وشارك في ثورة عظيمة ضد ضحاك، فقتله بصولجان حديدي صنعه بنفسه، وحقق مناماً لطالما أرّق الملك الذي رأى أن شخصا يحمل اسم فريدون سيقتله، فبحث ضحّاك عن فريدون في أصقاع الأرض وقتل شبانا كثر، وانضم فريدون لكاوه واعتقل الملك، ليقتله الحداد بعدها، فأصبحت القصة رمزا للثورة ضد الظلم، وبات ضحاك رمزا للديكتاتورية.

 

٥- سياوش
سياوش هو نجل ملك إيراني، تدرب وتعلم منذ صغره على يد رستم، أكبر أبطال إيران، فعاشا معا لسنوات ليتعلم فنون القتال بعيدا عن القصر، وعاد إلى كنف البلاط الملكي حين أصبح شابا ومقاتلا قويا، لكن سياوش كان صاحب ملامح جميلة وفاتنة، فوقعت زوجة الملك في حبه، لكن سياوش امتنع عن رغبتها، فاتهمته أمام الملك بأنه كان يضايقها، ويحاول التقرب منها، فغضب الملك وأمر بقتل سياوش.

القصة لا تنتهي هنا، فمن غير الممكن إعدام شخص بمكانة سياوش الملكية دون التأكد من صحة ما قيل، فخاض اختبارا ليثبت صدقه وليدحض مزاعم الزوجة، فكان عليه عبور ألسنة لهب النار دون أن يحترق، وهو ما حصل.
لكن مؤامراتها لم تتوقف هنا أيضا، فظلت تسعى خلف سياوش الذي تم إرساله للقتال في جبهات الحرب، بدلا من أن يكون في القصر الملكي
وقُتِل هناك باستخدام مؤامرات خبيثة، فأصبح سياوش بسبب قصته هذه، رمزا للمظلومية في الثقافة الإيرانية.

مزيد من الصور

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة