والذي سيكون حاسماً لمعرفة اسم الفريق الذي سيتوج بطلاً في أعقاب موسم شديدة الإثارة، تنافست خلاله عديد الفرق من أجل الحصول على اللقب، وقد يشهد نهاية حقبة تاريخية مهمة في سجل المسابقة المحلية، بنهاية سيطرة بايرن ميونخ الذي توج باللقب في آخر 10 مواسم، ولم يترك فرصة أمام منافسيه من أجل الحصول على المركز الأول.
وفي أول موسم منذ رحيل المهاجم البولندي، روبرت ليفاندوفسكي، قد يتخلى العملاق "البافاري" عن عرشه، رغم أنه كان يبدو "دون منافس" مع ضربة البداية بفضل ترسانة النجوم التي يملكها، وكذلك قوته المالية، التي ساعدته على عقد صفقات مميزة في "الميركاتو" الصيفي، ولكن غابت إضافتها مع انطلاق المنافسات الرسمية، ولم يستفد من الأسماء الجديدة.
وينطلق بوروسيا دورتموند، بفرص أكبر من بايرن ميونخ من أجل التتويج بلقب "البوندسليغا"، بما أنه يتمتع بأسبقية على منافسه في الترتيب بفارق نقطتين، وبالتالي فإنه يتحكم في مصيره، ولن يكون تتويجه مرتبطاً بنتيجة منافسه، وهذه الأفضلية ستجعل الفريق قادراً على التعامل مع ضغط المباراة الأخيرة بشكل أفضل من منافسه، خصوصاً أن دخول المباراة الحاسمة بخيارات مختلفة سيساعد الفريق على اللعب دون ضغط كبير.
ويتمتع دورتموند بأسبقية اللعب أمام جماهيره التي ستكون في الموعد من أجل دعمه بقوة أمام ضيفه ماينز، استعداداً للعودة إلى حصد لقب الدوري الذي غاب عن خزائن النادي في السنوات الماضية، خصوصاً أن الفريق لم يحقق نتائج مميزة في بقية المسابقات الأخرى التي شارك فيها هذا الموسم، ولم يكن يتوقع له في البداية أن ينافس بايرن على اللقب إلى الأسبوع الأخير من الدوري، باعتبار أن انطلاقة الفريق في "البوندسليغا" لم تكن موفقة، خصوصاً مع تتالي العثرات وغياب الثقة وافتقاد الفريق لهدّاف.
وفي حال تتويج دورتموند باللقب، سيكون الأمر مثيراً للغاية، وذلك بعد كل ما شهده الفريق من هزّات وتطورات منذ نهاية الموسم، بداية برحيل نجمه الأول، النرويجي إرلينغ هالاند إلى مانشستر سيتي الإنكليزي، ثم المرض الذي أصاب مُعوضه المهاجم العاجي سيباستيان هالر القادم من أياكس أمستردام الهولندي، الذي كان بطل واحدة من أروع القصص في سجل كرة القدم في هذا الموسم، بعد أن صارع مرض السرطان، وتغلب عليه بعد معاناة، وعاد ليخوض المباريات مع الفريق ويُساهم في حصد اللقب ليترك بصمته في هذا الموسم الاستثنائي في تاريخ "البوندسليغا".
كذلك، سيكون الحصول على اللقب مهماً أيضاً في مسيرة قائد الفريق ماركو رويس، الذي رفض الرحيل عن النادي، وأصر على البقاء رغم العروض التي تلقاها، وفي النهاية سيحصل على لقب جديد يُثري به سجله الشخصي ويدعم به مكانته بين جماهير النادي.
ويُطارد دورتموند التتويج التاسع في مسيرته منذ عام 2012، تاريخ آخر لقب حصده الفريق، وهو الآن على بعد 90 دقيقة من أجل إعلان انطلاق الأفراح بين جماهير النادي، التي ابتسم لها الحظ أخيراً، رغم أن فريقها قد يخسر نجمه الأول الإنكليزي جود بيلينغهام، الذي قد يرحل في "الميركاتو" الصيفي، حيث ترغب العديد من الأندية في التعاقد معه، لكن الأهم إنهاء سيطرة بايرن ميونخ، ما يُعطي الفريق دفعاً قوياً من أجل العودة بقوة على الساحة الأوروبية في الموسم القادم.
وفي الأثناء، واجه بايرن ميونخ منذ شروعه بالإعداد للموسم الحالي، العديد من الأزمات والكثير من الهزّات التي تجعله قريباً من إنهاء الموسم دون أي لقب في رصيده، رغم أن الفريق استهل المسابقة المحلية بطموحات كبيرة بهدف مواصلة سيطرته عليها وتدعيم رقمه القياسي، ذلك أن العملاق "البافاري" احتكر التتويج بالدوري منذ عام 2013، حيث تُوِّج في 10 مناسبات توالياً، وهو رقم قياسي في الدوري الألماني، لكنه الآن بات قريباً من أن يتخلى عن عرشه لفائدة دورتموند، رغم أن بايرن تصدر الترتيب أسابيع أكثر من منافسه.
وتعثّر بايرن في النصف الثاني من الموسم في العديد من المناسبات، رغم أنه كسب أصعب لقاء عندما هزم دورتموند في لقاء كانت قيمته مضاعفة، لكن ذلك لم يكن كافياً، فأمام الأخطاء الدفاعية الكارثية، وعدم قدرة الفريق على التسجيل وتعويض الفراغ الذي تركه ليفاندوفسكي، خسر بايرن الكثير من النقاط، وخصوصاً بالأسبوع الماضي أمام لايبزيغ، حيث كان متقدماً في النتيجة قبل أن ينهار ويفقد 3 نقاط.
كذلك، يُواجه بايرن في الأسبوع الأخير مهمة صعبة أمام كولن، الذي كان قد أحرج "البافاري" في مباراة الذهاب، وهو فريق متوازن ويملك وسط ميدان صلباً قادراً على أن يُشكل خطراً على أي منافس، وبالتالي قبل التفكير في تعثر دورتموند، بايرن مطالب بأن يضمن الحصول على نقاط الانتصار، التي لن تكون سهلة.
وسيكون الأسبوع الأخير مثيراً بلا شك، باعتبار أن الجماهير الألمانية لم تكن تتوقع أن يكون الدوري شديد التنافس، بل هو الدوري الوحيد الذي سيطر عليه الغموض منذ بداية الموسم، وقد تصدرت عديد الأندية المشهد، حيث كان التنافس رباعياً في بعض الفترات قبل أن يُحدث دورتموند منعرجاً حاسماً في آخر 7 مباريات حصد خلالها الفريق 19 نقطة من 21 ممكنة، وهو ما ساعده على قلب الطاولة ودخول المباراة الأخيرة بفارق نقطتين، على بايرن.
لكن ذلك لا يعني أن اللقب مضمون، فقد شهد الدوري في عديد المناسبات إثارة كثيرة في الدقائق الأخيرة، وبالتالي سيكون دورتموند مجبراً على الحذر من مفاجآت قد يكون بطلها ماينز، رغم الفارق بالترتيب بين الفريقين، لكن عدم استقرار نتائج رفاق بيلينغهام يدفع الجماهير إلى انتظار نهاية الموسم شديدة التشويق.