موضوع البرنامج:
انصار المهدي والعبادة الشكرية
حوار مع الشيخ محمد السند حول رجعة الانبياء والاوصياء في الدولة المهدوية
وحكاية عنوانها: أخرجي قد عافاك الله

ألا من يغيث اذا الخطب طل

ومن ذا يرجى لعقد وحل

الى كم ابا صالح الاصطبار

وقد بلغ السيل رأاس الجبل

فيا ايها الغائب المرتجى

فديناك عجل فانت الامل

اليك ظمئنا ظماء العطاش

فروي ظمانا ولو من وشل

فيا غائباً عندنا حاضر

يرى كل امر بنا قد نزل

فلا طاب بعدك عيش لنا

ولو شيب مطعمنا بالعسل

*******

الحمد لله عالم الغيب والشهادة والصلاة والسّلام على سيد السادة محمد وآله الهداة القادة، لا سيما المؤمل المرتجى الموعود بالنصرة فرج الله الاكبر وبقيته المنتظر الحجة المهدي عجّل الله فرجه السّلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته، واهلاًَ بكم ومرحباً في لقاء آخر يسعدنا ان نكون فيه معكم ضمن هذا البرنامج الذي افتتحناه بابيات للعالم الفاضل الشيخ طاهر بن حسن الكندي (رضوان الله عليه) ونلتقيكم احباءنا في هذه الحلقة و فقرات عدة تحمل العناوين التالية:
- انصار المهدي والعبادة الشكرية
- رجعة الانبياء والاوصياء في الدولة المهدوية
- وحكاية عنوانها: اخرجي قد عافاك الله
منذ عدة حلقات من برنامج شمس خلف السحاب، ونحن نسعى الى التعرف على وصايا امام زماننا المهدي ارواحنا فداه من خلال التدبر في ما نقلته المصادر المعتبرة من كلامه (عليه السّلام) واجاباته على الاسئلة التي كانت تصله عبر سفرائه الاربعة (رضوان الله عليهم(.

*******

وهذا ما نواصله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة، ضمن الفقرة التالية، وقد اخترنا لها العنوان التالي:

انصار المهدي والعبادة الشكرية

قال مولانا الحجة بن الحسن (عليهما السّلام) في اجوبته على مسائل الشيخ الجليل محمد بن عبدالله الحميري، ورداً على سؤال عن سجدة الشكر وقول بعضهم انها بدعة، قال (عجّل الله فرجه): سجدة الشكر من ألزم السنن واوجبها، ولم يقل ان هذه السجدة بدعة إلا من اراد ان يحدث بدعة في دين الله، فإما الخبر المروي فيها بعد صلاة المغرب والاختلاف في انها بعد الثلاث او بعد الاربع فان فضل الدعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدعاء بعقيب النوافل كفضل الفرائض على النوافل، والسجدة دعاء وتسبيح فالافضل ان تكون بعد الفرائض، فان جعلت بعد النوافل جاز ايضاً.
اعزاءنا قبل ان نلخص الوصايا المحورية المستفادة من النص المتقدم نشير توضيحاً له الى ان السؤال تطرق ايضاً الى ان سجدة الشكر هل في تعقيب صلاة المغرب بعد الركعات الثلاث الواجبة ام بعد الركعات الاربع لنافلة المغرب، فاجاب الامام (عليه السّلام) الى ان من الافضل الاتيان بسجدة الشكر بعد الفريضة مباشرة وقبل الناقلة.
اما اهم الوصايا المستفادة من النص المهدوي المتقدم فنلخصها في النقاط التالية:
اولاً: حثّ المؤمنين على الالتزام بسجدة الشكر خاصة بعد اداء الفرائض، والعبادة الشكرية من اهم صفات محمد وآله (عليهم اجمعين صلوات الله وسلامه) وبالتالي فهي من اهم ما يجب ان يتحلى بهم انصارهم واشياعهم.
ثانياً: تحذير المؤمنين من المبتدعين في دين الله واجتناب عملهم، وتعليم المؤمنين ان من اوضح مصاديق البدعة انكار ما وردنا عن اهل بيت النبوة (عليهم السّلام).
ثالثاً: حثّ المؤمنين على الاهتمام بأمر الفرائض الواجبة وادائها بأكمل صورة ممكنة ولكن دون الغفلة عن النوافل ايضاً مع حفظ تقدم الاولى.
رابعاً: حثّ المؤمنين على الاهتمام بالدعاء والتسبيح وذكر الله عموماً، وخاصة في الاوقات المباركة مثل اعقاب الصلوات.
خامساً: حث المؤمنين على اعطاء كل شيء حقه المتناسب مع مكانته، وهذه الوصية مستفادة من استدلال الامام (عليه السّلام) على اداء سجدة الشكر بعد الفرائض لفضل الفرائض على النوافل، ومن هذا التطبيق تستفاد وصية عامة باعطاء كل عمل من الاهمية في ادائه بما يناسب فضله.
رزقنا الله واياكم توفيق طاعته بصدق السعي في التحلي بخصال انصار مولانا المهدي المنتظر من خلال العمل بوصاياه النورانية.

*******

اما الآن، فننقلكم احباءنا الى فقرة ضيف البرنامج في هذه الحلقة سماحة الشيخ محمد السند واجابته عن بعض اسئلتكم للبرنامج.

رجعة الانبياء والاوصياء في الدولة المهدوية

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته شكراً لكم على طيب متابعتكم لفقرات هذا البرنامج وشكراً لضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة الشيخ محمد السند لتفضله بالاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ الاخ قاسم الحائري من مدينة كربلاء المقدسة كان قد بعث برسالة اشتملت على عدة اسئلة فيما يرتبط بموضوع الرجعة ومن هذه الاسئلة يشير الى بعض الروايات والاحاديث الشريفة التي تتحدث عن رجعة او احياء الانبياء والاوصياء وما الحكمة من عودتهم وهم قد اصطفاهم الله تبارك وتعالى وبلغوا المراتب العالية في السمو؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة ان كل عالم من العوالم الخلقية لله تعالى لابد ان تصل الى تمام غايتها الكمالية التي هي في حكمة الخلق، ولا ريب ان عمران الارض واستتباب العدالة فيها وتوحيد الله لم يتحقق في الارض بصورة ظاهرة مطبقة غاشية لكل ارجاء الارض، وتفجر العلوم التي اودعها الله عز وجل لاولياءه من الانبياء والاوصياء لم تتفتق تلك العلوم ولم تفعل، اذن كل هذا الازدهار والتطور والرقي المنشود للارض لم يتم، وطبعاً هذا الرقي المنشود والتطور المنشود للارض في خلقة الله تعالى لا يتم الا على ايدي انبياءه ورسله، فمن هنا حتمت رجوعهم.
المحاور: هل يمكن ان نفهم ان الانبياء والاوصياء عليهم السلام عندما يعودون في دولة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يكون لهم دور ايضاً في هداية الناس وفي ايصال الناس الى الكمالات؟
الشيخ محمد السند: لا ريب في ذلك، ولدينا ان اربعة من الانبياء يظهرون مع الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولدينا روايات ايضاً ان كل الانبياء يرجعون في دولة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام لانه صاحب رجعات وكرات كثيرة فمن ثم في احد رجعاته يكون كل الانبياء اعوان له وانصاره تصديقاً لقوله تعالى في آل عمران لتؤمنن به بالنبي ولتنصرنه نصرة النبي بنصرة وصي النبي.
المحاور: يعني مضمون الاية تفسيراً بالاحاديث؟
الشيخ محمد السند: نعم، ويمكن بمقارنة آيات اخرى، وفي احد الرجعات لسيد الانبياء ربما الوحيدة يكون ائمة اهل البيت الاثنى عشر وزراء لسيد الانبياء وهو ارقى دور بشري ستشهده البشرية، ارقى تلك الادوار هو الدور الذي يرجع فيه سيد الانبياء ويكون الائمة الاثنى عشر وزراء له، فبالتالي هذا الرقي والتطور البالغ المنشود ربما في بعض الروايات تذكر بعض الانشطة والقدرات التي تصل اليه البشرية مثلاً السير في السماء وما شابه ذلك، وفي الكواكب هذه الامور مما يمتنع عن البشرية القيام بها ولكن في ظل دولة الرجعة نعم مقدوم عليها.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً لكم، وشكراً لاحبائنا المستمعين وهم يتفضلون بمتابعة ما تبقى من فقرات البرنامج.

*******

نشكر لكم اعزاءنا طيب متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وها نحن نواصل تقديمها مع حكايات اخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة والغرّة الحميده، عنوان حكاية هذه الحلقة هو:

أخرجي، قد عافاك الله

الحكاية التي اخترناها لكم في هذه الحلقة هي من مجموعة الحكايات التي نقلها العلامة المجلسي في موسوعة البحار عن كتاب السلطان المفرّج عن اهل الايمان في احوال صاحب الزمان للسيد الجليل علي بن عبد الحميد من اعلام علماء القرن الهجري الثامن ومن اساتذة الشيخ العارف ابن فهد الحلي (رضوان الله عليهما) وقد نقلها السيد عن معاصره العالم الزاهد والمحقق العابد شمس الدين محمد بن قارون الحلي (رضوان الله عليه) وها نحن ننقلها لكم اعزاءنا ملخصة:
يرجع تاريخ هذه الحكاية الى سنة اربع واربعين وسبعمائة للهجرة قرب قرية (برس) من نواحي مدينة الحلة العراقية.
واول القصة هو ان مباهلة جرت بين ابن الخطيب وكان من اهل الصلاح والايمان وهو ضامن القرية المذكورة وبين المتولي لنفقاتها، وبشأن بعض الامور العقائدية وكان المتولي شاباً مجادلاً يتبنى عقائد باطلة وينكر وجود المهدي (عليه السّلام) وقد جرت المباهلة في مسجد مقام ابراهيم الخليل عليه السّلام في المدينة، ولكن هذا الشاب المجادل نكل عن المباهلة في اللحظة الاخيرة.
وبسبب تراجعه عن مواصلة المباهلة ارتفعت اصوات الحاضرين بتأييد عقيدة ابن الخطيب ورفض عقيدة المتولي المنكر لوجود المهدي (عليه السّلام)، فاغضب هذا الموقف ام المتولي وكانت حاضرة في المباهلة فاخذت تلعن الحاضرين وتشتمهم وبالغت في انكار عقيدتهم وتأييد عقائد ولدها الباطلة وفجأة تغير صوتها وصرخت ... لقد عميت... انني لا ارى شيئاً...
شاع خبر ما جرى في مدينة الحلة التي جيء بالمرأة اليها من قرية (برس) وأنزلت عند بعض اقاربها، فاحضروا لها اطباء الحلة وبعدهم اطباء بغداد، فعجزوا جميعاً عن علاجها، فاقترحت عليها بعض المؤمنات من صديقاتها مراجعة عقائدها، وطلبن منها الايمان بالعقائد الحقّة بعدما رأت ما جرى لها بسبب جحود الحق وقلن لها: ان فعلت ذلك ضمنا لك العافية على الله تعالى وبدون ذلك لا يمكنك الخلاص.
أثر قول هؤلاء المؤمنات في قلب ام المتولي، فلما كانت ليلة الجمعة طلبت ان تنقل الى مقام صاحب الزمان (عليه السّلام) المعروف في مدينة الحلة فباتت المرأة تحت القبة الشريفة وبقيت صديقاتها المؤمنات عند باب المقام، فلما انقضى من الليل ربعه فاذا هي قد خرجت عليهن وقد ذهب عنها العمى واخذت تصف لهن ما تراه مما حولها فسررن بذلك وحمدن الله على العافية وحسن العاقبة ثم سألنها بلهفة عما رأته فقالت: احسست بيد قد وضعت على يدي وقائل يقول لي: اخرجي، قد عافاك الله تعالى...
فانكشف العمى عني ورأيت فضاء القبة قد امتلأت نوراً ورأيت الرجل فقلت له: من انت يا سيدي؟
فقال: انا محمد بن الحسن ثم غاب عني.
واثر ذلك تراجع ولدها المتولي عن عقائده الباطلة وحسن ايمانه مثلما حسن ايمان والدته من قبل، ولما انتشر خبرها حسن اعتقاد كثير ممن سمع بذلك من اقاربها واعتقدوا بامام العصر (عليه السّلام) بعد ان كانوا من منكري وجوده (عجّل الله فرجه).
حبانا الله جل جلاله واياكم اعزاءنا بالمزيد والعميق من معرفة امام زماننا والتمسك بولايته اللهم امين، والى لقاء آخر تقبلوا خالص تحياتنا والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******