وجاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الأحد: يوم 14 آيار/مايو 1948 تذكير بواحدة من أكثر المآسي إيلاما في تاريخ البشرية وتشكيل ورم سرطاني في قلب العالم الإسلامي ومنطقة غرب آسيا الاستراتيجية. تسببت هذه الظاهرة المشؤومة في أطول أزمة سياسية وإنسانية في العالم وأكثرها حزنا في المائة عام الماضية وانعدام الأمن على نطاق واسع في المنطقة، والاحتلال المنظم والاغتصاب الوحشي للأرض الفلسطينية، والإبادة الجماعية للفلسطينيين، وانتهاك حقوق الإنسان الأكثر بديهية للفلسطينيين السكان الأصليين لهذه الأرض المقدسة في الاعوام الـ 75 عاماً الاخيرة.
وأضاف البيان: في هذه المأساة التاريخية المأساوية، التي سميت ذكراها بحق "يوم النكبة"، تم تشكيل كيان الفصل العنصري الصهيوني، الذي تسبب في تهجير عدة ملايين من الفلسطينيين سكان واصحاب فلسطين الاصلييين من أرض آبائهم وأجدادهم.
وتابعت الوزارة: أن آلة القتل التابعة للكيان الإجرامي الصهيوني لم تتوقف أبدا خلال الـ 75 عاما الماضية؛ مجازر ومآس منظمة مثل مجازر ديرياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا واستشهاد آلاف الفلسطينيين واللبنانيين والمواطنين من دول أخرى والغزو العسكري لدول الجوار لفلسطين واحتلال أجزاء من أراضي دول المنطقة، ليست سوى جزء من جرائم هذا الكيان الوحشي في ظل صمت المجتمع الدولي وعدم تحركه والدعم الصريح والخفي من قبل حماة هذا الكيان الإجرامي.
وجاء في البيان: الممارسات العنيفة والهمجية تجاه الأسرى والسجناء الفلسطينيين، وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحرمان سكان هذه الأرض من الحرية الدينية، واغتيالات تستهدف نشطاء فلسطينيين وعامة الناس، وتدمير منازل الفلسطينيين والمزارع والشركات وتوسعة المستوطنات وجعل البيانات والقرارات الدولية عديمة القيمة، ليست سوى بضع صفحات من الأعوام الـ 75 من التاريخ الأسود لهذا الكيان في انتهاك المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان والحقوق الإنسانية باعتبارها نهجاً وسلوكاً ثابتاً لهذا الكيان في العقود الماضية.
وأضافت وزارة الخارجية في البيان: في مواجهة القائمة السوداء الطويلة للأعمال الإرهابية والإجرامية للكيان الصهيوني وفي ظل الصمت والموقف السلبي المؤلم للمجتمع الدولي، وجد الشعب الفلسطيني المظلوم وفصائل المقاومة الفلسطينية بشكل صحيح طريق الحرية ونيل حقوقهم المشروعة في المقاومة، والصمود كحق مشروع ومعترف به للدفاع عن النفس ضد الاحتلال والعدوان، مقاومة في ظل الإيمان بعون الله ووحدة الشعب والفصائل الفلسطينية والمقاتلين في الضفة الغربية والقدس وغزة وكذلك الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة عام 1948 وبعد تحقيق انتصارات كبيرة في معارك السنوات الأخيرة، مثل حروب الـ 22 يوماً، والـ 51 يوماً، وسيف القدس، الخ، غيرت تماما معادلات الميدان وضيقت المجال أمام الكيان الصهيوني.
*المقاومة اليوم في افضل اوضاعها والكيان الصهيوني في أسوأ ظروفه منذ 75 عاماً
وتم التأكيد في البيان على أن قدرة الردع لدى فصائل المقاومة الفلسطينية هي درع الشعب الفلسطيني تجاه وحشية الكيان الصهيوني، والتي لا يمكن التفاوض عليها والتساوم بشانها واضاف: اليوم المقاومة في أفضل اوضاعها والكيان الصهيوني نتيجة لعجزه أمام قوة المقاومة، من ناحية، والانقسامات والاختلافات الداخلية متعددة الطبقات، من ناحية أخرى، هو الان في أسوأ ظروفه خلال الـ 75 عاماً الماضية، وقد بدأت عملية زوال وتفكك هذا الكيان المؤقت.
وأضاف البيان: لا شك أن وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها، وعزم وتصميم جميع الحكومات والشعوب المحبة للحرية في جميع أنحاء العالم على نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ضرورة ومسؤولية، وقيمة مضافة للنضالات التحريرية لهذا الشعب.
وجاء في البيان: إن وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية اذ تجدد تضامنها مع الشعب الفلسطيني المظلوم وتهنئته على انتصاره البارز في المعركة الأخيرة ضد الكيان الإجرامي الصهيوني، وإعادة التأكيد على دعم المقاومة والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في طريق تحرير الأراضي المحتلة وتشكيل الدولة المستقلة والموحدة على كامل أرض فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف، وفي ضوء عدم فاعلية جميع المشاريع السياسية المطروحة في العقود الثلاثة الماضية بسبب عدم الاهتمام بالجذور الرئيسية للأزمة، تؤكد مرة أخرى على الحل الديمقراطي لحل الأزمة الفلسطينية القديمة، المبني على عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرض آبائهم وأجدادهم وإجراء استفتاء عام بمشاركة جميع السكان الأصليين لهذه الأرض، بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود، لممارسة حق تقرير المصير وتحديد نوع النظام السياسي.
وأدانت الوزارة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني قاتل الأطفال بحق سكان غزة المحاصرين منذ أكثر من 18 عاماً في أكبر سجن طبيعي في العالم، واعتبرت هذه الجرائم انتهاكاً صارخا للمبادئ والقوانين الدولية وخرقاً جسيماً لحقوق الإنسان.
كما اعتبرت التزام الصمت والموقف السلبي من قبل حماة الصهاينة وأدعياء حقوق الإنسان الكاذبين عاملا للمزيد من وقاحة هذا الكيان الزائف، مؤكدةً على ضرورة معاقبة مسؤولي الكيان الصهيوني بصفتهم جناة هذه الجرائم المناهضة للإنسانية.