وفي مقابلة متلفزة وفي شرحه لتوجهات حرس الثورة الاسلامية، وبشأن الوضع الدفاعي الحالي لإيران قال العميد محمد رضا نقدي، لا يمكن المقارنة بين ما كنا عليه والوضع الذي نحن عليه اليوم مطلقاً، مشيراً الى تأكيد قائد الثورة مع المجلس الاعلى للحرس قبيل جائحة كورونا، بأن عليكم ان تتناموا مائة مرة كما استطعتم ان تتناموا مائة مرة عن الفترة الماضية، اذن يمكنكم فعلها، مشدداً على ان هذا واقع.. ولعله تحقق اكثر من ذلك.
وأضاف: في تلك الأيام (أيام الحرب المفروضة التي فرضها نظام صدام بدعم أميركي غربي على إيران من 1980 الى 1988)، كان مقاتلونا يتوجهون الى الخطوط الامامية بأيد خالية، وكانت معداتنا أغلبها من غنائم العدو، وكان العالم يرفض تزويدنا بأدنى معدات، لكننا اليوم أصبحنا نصنع كل ما نحتاجه من معدات وبأرقى المستويات.. أصبحنا مبدعين في التصنيع الدفاعي.. فبعض المعدات لا توجد في مكان آخر وخاصة بقوات الثورة الإسلامية.. بدءاً من الفكرة والتصميم ووصولاً الى الإنتاج، كلها بخبراتنا وامكاناتنا المحلية.
وتابع: يمكننا اليوم ان نقارن أنفسنا بالقوى الدفاعية الكبرى في العالم، ونقول اننا وبحمد الله رسخنا قوة رادعة ومستدامة في مواجهة هذه القوى.. هذا حسب حساباتهم هم.. والتي لا ينظرون فيها الى القضايا المعنوية.. والحمد لله نحقق اليوم تقدما سريعا في جميع الفروع الدفاعية، وقد تفضل الله علينا بأبرز النخب العلمية الذين يعشقون وطنهم ولم يبيعوا أنفسهم بالمال ولا المنصب ولا الحياة المرفهة، بل بقوا صامدين من خلال حبهم لوطنهم وشعبهم ليدافعوا عن الثورة وقيمها.
وأكمل: ان لدينا قوات تمتلك الدوافع والمعنويات العالية، واعداؤنا يفتقدون لهكذا قوات، فنحن ليس لدينا مشكلة في حشد قوات شجاعة لديها الجرأة على مواجهة العدو، لكن مشكلتنا ان لدينا فائض من المتطوعين بحيث نضطر لاقناع الباقين بأن يصطبروا.. نعم انها الروح الاستشهادية وهي الامر الذي يخشاه العدو.. ولقد شاهدتم البحارة الاميركان والبريطانيين عندما أسرناهم، لم يستطيعوا فعل شيء، والآن فإن نطاق الردع قد وصل الى اطراف المقاومة.
ومضى العميد نقدي قائلاً: منذ فترة طويلة ولا يجرؤ الكيان الصهيوني على شن هجوم على لبنان.. وفي الآونة الاخيرة بلغ مستوى الردع انهم حتى لا يجرؤون حتى على مهاجمة الفلسطينيين، وهذا ما كان قائد الثورة قد أكد عليه بأن الردع الصهيوني قد تآكل، وهذا أيضاً ما يؤكده العدو الصهيوني بنفسه بأنه اذا بلغ هذه النقطة فإن سقوطه حتمي.
ورداً على سؤال بشأن نوع الرد الإيراني على بعض العمليات الصهيونية الإيذائية والتي كان آخرها استشهاد اثنين من المستشارين الإيرانيين في سوريا بنيران صهيونية، أكد العميد نقدي: ليعلم الشعب بأن عمليات نفذها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية وأصدقائنا في المنطقة، قد تم الرد عليها بلا استثناء، والصهاينة أنفسهم يدركون ذلك.. ولكن هذا ليس ردنا الأساس، فعندما استشهد القائد سليماني، ماذا قال قائد الثورة بشأن الإنتقام له؟ قال، إن على أميركا أن تغادر المنطقة وهذا ما يحصل حالياً، حيث غادرت أفغانستان.. وغادر القسم الأكبر منهم من العراق.. والباقون سيذهبون فهم قد تكبدوا الهزائم، وهذا أمر مستمر. واليوم فإن انتقام جميع جرائم الكيان الصهيوني هو القضاء على هذا الكيان، وهذا ما يحصل.. ففي عام 2022 نفذت المقاومة 10 آلاف عملية، اي ما بمعدل اكثر من 27 عملية يومياً ضد الكيان الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية، واليوم فإن 70 بالمائة من الجيش الصهيوني متورط في الضفة الغربية، يعني اذا تعرضوا لهجوم من الحدود لا يمكنهم الرد عليه، فبالأساس هم منشغلون بقضاياهم الداخلية.