وقال كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين رداً على سؤال حول اجتماع سمرقند بشأن أفغانستان وعلاقات إيران مع الهيئة الحاكمة المؤقتة بأفغانستان: إن دور السياسة التدميرية والإحتلالية لأميركا في الماضي على مدى 20 عاماً في أفغانستان لا ينبغي تجاهله كما أن انسحاب أميركا غير المسؤول وغير المنسق من أفغانستان لعب دوراً هداماً آخر في إثارة الفوضى والإضطراب تماماً في بلد مهم ومعقد مثل أفغانستان. لا يمكن لإيران، كدولة مجاورة لأفغانستان ولها حدود مشتركة طويلة معها، أن تظل غير مبالية بقضايا هذا البلد وتنتظر التطورات وردود الفعل التي لا تلعب فيها إيران دوراً فاعلاً.
وفي إشارة إلى اجتماع سمرقند والبيان الصادر عنه، قال: "تمت مناقشة قضايا مهمة في اجتماع سمرقند، كما تمت مناقشة قضايا المخدرات والجماعات الإرهابية وداعش وحقوق المرأة وغيرها، وهو جزء من جهود إيران الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساعدة في تحسين ظروف أفغانستان وتحقيق الاستقرار في الأوضاع الأمنية في هذا البلد وفي المساعدة على تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان. تسعى إيران إلى تحقيق هذه الأهداف بجدية ومسؤولية في الأطر الإقليمية والاجتماعات متعددة الأطراف.
وأوضح: إن سياسة إيران تجاه أفغانستان ليست مزدوجة ولا متناقضة.
وتابع كنعاني: لدينا سياسة مبدئية وواضحة فيما يتعلق بأفغانستان، مثلما ورد مرات عديدة في مواقف إيران الرسمية، وسياسة إيران تجاه أفغانستان تتبع مكونات واضحة. من المهم بالنسبة لنا دعم السلام والإستقرار في هذا البلد، ومعارضة عودة ظهور الجهات الأجنبية تحت ذرائع مختلفة واستخدام أدوات مختلفة، بما في ذلك الإرهاب، ومعارضة التدخل الأجنبي في هذا البلد من بين الأسس الأخرى لنهج إيران فيما يتعلق بأفغانستان.
وأكد ضرورة تشكيل حكومة شاملة بمشاركة كل الجماعات العرقية ومحاربة فعّالة للإرهاب وإنتاج وتهريب المخدرات ومعالجة القضايا الإجتماعية والمعارضة الجادة لمنع المرأة من الدراسة في المدارس والجامعات ومنع دورها وتوظيفها في الأنشطة الاجتماعية والرسمية والإدارية.
وقال: في هذا الصدد، وفي اجتماع سمرقند، في إطار لقاءات وخطاب وزير الخارجية واجتماع وزير الخارجية مع القائم بأعمال وزير خارجية أفغانستان، تم التأكيد بوضوح على أن إيران تعارض حظر تعليم النساء والفتيات وتوظيفهن، كما أكدنا استعدادنا للمساعدة في خلق الظروف المناسبة لتعليم التلامذة والطلبة الجامعيين.
وتابع كنعاني: لقد أكدنا دائماً أن التفاعل والتعاون مع طالبان والهيئة الحاكمة المؤقتة لأفغانستان لا يعني الاعتراف بالوضع الراهن، بل في النهج الدبلوماسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يتعلق بأفغانستان والتفاعل مع القيادة المؤقتة تم الأخذ بنظر الاعتبار والاهتمام الجاد بجميع العناصر التي ذكرتها.
وأضاف: فيما يتعلق بأفغانستان، لدينا قضايا ثنائية مهمة. تمت في سمرقند متابعة حق إيران في مياه نهر هيرمند وتعد قضية أمن الحدود والتعامل مع أوضاع عدة ملايين من اللاجئين الأفغان في إيران من القضايا التي يجب متابعتها وتنسيقها لمنع تدفق اللاجئين الجدد، والذي من شأنها أن يحمّل ايران الكثير من التكاليف.
وقال: "نحن نتابع العديد من القضايا في وقت واحد في سياستنا تجاه أفغانستان، والتي لا تعتبر مزدوجة ولا غامضة. سياسة إيران في هذا الصدد واعية وذكية، سواء من أجل مصالح الشعب الأفغاني أو من أجل أمن إيران ومصالحها الأساسية فيما يتعلق بقضايا أفغانستان".