والشيخ الطبرسي هو "الفضل بن الحسن الطَبرِسي" الملقب بـ"أمين الإسلام" محدث، فقيه، متكلم، أديب، لغوي، رياضي، ومن كبار العلماء والمفسرين الشيعة في القرن السادس الهجري وأحد مؤلّفاته "تفسير مجمع البيان" الذي يعدّ من التفاسير المهمة عند الشيعة.
وللشيخ الطبرسي تفسيران آخران هما "مجمع البيان" و"الكافي الشافي" ثم أصدر جوامع الجامع الذي يتضمن مقتطفات من التفسيرين السابقين.
ومن خصائص تفسير "جوامع الجامع" أنه لايتبع ترتيباً بحسب السور القرآنية وأيضاً أنه تفسير موجز ويتبع سياقاً أدبياً ويتخذ الإختصار سبيلاً في تفسير الآيات القرآنية ولكنه لم يدع آية الا وكتب تفسيراً لها.
وأتبع المفسر نهجاً شاملاً في تفسير "جوامع الجامع" حيث تطرق في تفسير الآية الى معاني المفردات والإعراب والقراءة والأدب والبلاغة والكلام وقدم كل ذلك بنهج مختصر ومن خلال نص رصين وبهذه الصفات أصبح مصدراً لتعليم طلاب الحوزات العلمية تفسير القرآن الكريم.
ومنهج التفسير لدى الشيخ الطبرسي في تفسير "جوامع الجامع" يبدأ بذكر إسم السورة ومعناها، وكون السورة مكياً ومدنياً، وعدد آيات السورة، وفضائلها، ثم يتطرق الى شرح مفردات الآية والقواعد اللغوية، والصرفية، والنحوية المتعلقة بها وبعد ذلك يشرح معنى الآية ويبيّن مباحث تفسيرية حولها.
ويقوم الشيخ الطبرسي في هذا التفسير القيّم أولاً بذكر آيات تتعلق بموضوع ما، ثم يشرح تدريجياً مكونات تلك الآيات، وفي تفسير ذلك المكون، يتم ذكر الجوانب الأدبية والمسائل الفقهية والمباحث الأصولية والكلامية. وطبعا في آيات الأحكام يتطرق بإيجاز إلى القضايا الفقهية ويحيل التفاصيل إلى كتاب "مجمع البيان".