وقال اللواء سلامي، ان بعض اللحظات في التاريخ لها امتداد أبدي هي امتداد حي للحقيقة. هذه الأحداث تتجاوز حدود الزمان ولن يتمكن التاريخ من نسيانها. اليوم هو يوم من ايام الله. عندما عاد الإمام عن المنفى إلى الوطن بعد 15 عامًا، تحققت الخارطة الشاملة لثورة مجيدة في العالم.
واضاف ان كل العقوبات والضغوط والمؤامرات لم تتمكن من إبعاد الشعب الإيراني عن أهداف الثورة، موضحاً ان الحرب اليوم تخطى الحروب البحرية والبرية وانها تدور في الفضاء الإلكتروني.
وتابع: "ان إيران التي لها تاريخ وحضارة عريقة، كانت قبل الثورة الاسلامية، تعد جزءاً مهماً من عقيدة نيكسون ذات الركائز المزدوجة، أي أن إيران كانت المحور الذي تدور حوله السياسات الأمريكية. وكانت الجغرافيا السياسية لإيران جزءًا من الجغرافيا السياسية لأمريكا وما كانوا يعتبرون هوية سياسية مستقلة لإيران".
وصرح القائد العام لحرس الثورة: "لكن مع انتصار الثورة الاسلامية، لم يصدقوا أن أحد ادواتهم الاستراتيجية ضد الاتحاد السوفيتي ستفقد عنهم. وكانت ذروة عمل الإمام الخميني (رض) هو تحدي ميزان القوى العالمية واستعادة الهوية المنهوبة للأمة الإيرانية".
وقال: "مع انتصار الثورة تشكلت هوية جديدة في العالم الإسلامي تتمحور حول إيران، لكن هذه لم تكن نهاية القصة، لأن طرفا جديدًا أضيف إلى القوة العالمية، وما كانت لأمريكا ان تتحمل خسارة أكبر أصولها الإقليمية(نظام الشاه البائد)".
وأضاف اللواء سلامي: "منذ انتصار الثورة، بذل العالم المتغطرس كل جهوده للعودة إلى ايران. انهم لايريدون ان يقبلوا إيران كقوة عظمى؛ فاذن بدأوا مؤامراتهم ضد الجمهورية الاسلامية بما فيها التخطيط للانقلاب العسكري والمشروعات الانفصالية و الحروب الثقافية والاقتصادية والسياسية واجراء عملية اغتيال ضد العلماء وغيرها، لكنه واجه جميع هذه المؤمرات بالفشل".
وتابع: "ان الاعداء لقد تجاوزوا ذلك ونشروا فتنة التكفير في العالم الإسلامي من أجل تدمير نفوذنا الإقليمي، ولكن مرة أخرى تألق الإسلام بقيادة القائد العظيم الشهيد سليماني وتم تحييد هذه الفتنة التكفيرية حتى نستطيع التنفس في الأجواء الحيوية للعالم الإسلامي".
وقال القائد العام لحرس الثورة: "استطعنا تثبيت وجودنا في المنطقة وتوسيع قوتنا الدفاعية، واليوم إيران العزيزة قوية في جميع الجوانب، والقوة الأساسية لها إيمانها وإرادتها. اليوم لم يعد هناك خوف من القوى العظمى، ولم يعد الغربيون دائمًا هم الأوائل".
وشدد: "ان العصر الحالي هو عصر سرقة الغرب للثروة الثقافية للمجتمعات. يجب ألا نسمح للعدو بالانتصار في هذا المجال. هذا الحدث يعد عملية مثل عمليات الدفاع المقدس(فترة الحرب المفروضة العراقية ضد ايران)، وخرمشهر اليوم في الفضاء الافتراضي، والحرب اليوم تخطى الحروب البحرية والبرية وانها تدور في الفضاء الإلكتروني".