وذكر بوريل في تصريحات لصحيفة "الدياريو" الإسبانية، أنه "شخصياً أعتقد أنّه في الوضع الحالي، تحتاج أوكرانيا إلى إمداد الدبابات حتى تتمكّن ليس فقط من احتواء الضربات الروسية، ولكن أيضاً صدّها".
وأردف أنّه "لم يتمّ اتخاذ هذا القرار السياسي بعد، ويرجع ذلك أساساً إلى عدم رغبة ألمانيا، ولكن إذا لم يحدث هذا، فإنّ الأزمة ستستمر حتى الربيع المقبل، حيث من المحتمل أن تحاول روسيا بدء هجوم جديد".
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأوروبية أنّ "تسليم أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا كان قراراً محفوفاً بالمخاطر، وقد يتسبب في تصعيد الصراع، ولهذا السبب لم تزود الكتلة كييف بالطائرات المقاتلة، ولكن الآن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تقبل بالمخاطرة".
وقال بوريل إنّ "الاتحاد الأوروبي خصّص بالفعل ما مجموعه 50 مليار يورو (54.4 مليار دولار) لأوكرانيا، بما في ذلك المساعدات الاقتصادية والإنسانية ومساعدات اللاجئين".
وأضاف أنّ "حجم التمويل العسكري للاتحاد الأوروبي لكييف بلغ 3.5 مليارات يورو من الصندوق الأوروبي و7.5 مليارات يورو من مساهمات الدولة.
وذكر المسؤول أنّ "أوروبا والدول الغربية استثمرت المزيد من الوقت والمال في الأسلحة، بدلاً من تسهيل الدبلوماسية والحوار"، مشيراً إلى "عدم رغبة روسيا المزعومة في إجراء مفاوضات مع أوكرانيا".
وقالت برلين، أمس السبت، إنها ستحتاج إلى اتفاق حلفائها الغربيين قبل إعطاء الضوء الأخضر لتسليم دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، الأمر الذي عبّرت كييف عن أملها الوصول إلى حسم سريع فيه.
كما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، بأنّ "ألمانيا لن تسمح للحلفاء بشحن دبابات ألمانية الصنع إلى كييف للمساعدة في دفاعها ضدّ روسيا، ولن ترسل أنظمتها الخاصة ما لم توافق الولايات المتحدة على إرسال دبابات قتالية أميركية الصنع".
واجتمع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودول أخرى في ألمانيا، كما أعلنت الولايات المتحدة وفنلندا حُزَم مساعدات عسكرية جديدة بقيمة نحو 2.5 مليار دولار، قبل اجتماع وزراء الدفاع في قاعدة رامشتاين الجوية، والذي انصبّ التركيز فيه على ما إذا كانت ألمانيا ستسمح لدول أوروبا، التي تستخدم دباباتها من طراز "ليوبارد 2"، بإعادة تصديرها إلى أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إنّه "لا يمكنه تحديد موعد محدّد لاتخاذ قرار بشأن الدبابات"، مضيفاً أنّ "ألمانيا مستعدة للتحرك بسرعة إذا تمّ التوصل إلى إجماع على الآراء بين الحلفاء".
وقال بيستوريوس إنّه "يجب تقييم جميع الجوانب الإيجابية والسلبية بعناية شديدة"، مضيفاً أنّ "القضية نوقشت يوم الجمعة الماضي، لكن لم يتمّ اتخاذ أيّ قرار بشأنها".
وبدا أنّ حكومة المستشار أولاف شولتس متردّدة حتى الآن في السماح بإعادة تصدير الدبابات إلى أوكرانيا، في وقت عبّر بعض المسؤولين الغربيين عن قلقهم من إمكان استيلاء روسيا على الأسلحة الغربية المتطورة، والوصول إلى التقنيات المستخدمة فيها.
وقال الكرملين، تعليقاً على المساعدات العسكرية الأخيرة، إنّ "تزويد أوكرانيا بالدبابات لن يُجدي نفعاً"، وإنّ الغرب "سوف يأسف لإيهامه بأنّ كييف يمكن أن تنتصر في ساحة المعركة".