البث المباشر

في يومها العالمي .. غزارة "الضاد" تتحدى المعرقلات

الأحد 18 ديسمبر 2022 - 21:45 بتوقيت طهران
في يومها العالمي .. غزارة "الضاد" تتحدى المعرقلات

"إِنَّ الَّـذي مَلَأَ اللّـغاتِ مَحـاسِناً .. جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضّادِ".. بهذا البيت يصف الشاعر أحمد شوقي، جمال اللغة العربية الذي لا حد له، فعلى الرغم من الأحداث الطارئة والمعرقلات التي واجهت هذه اللغة إلا أنها ما تزال محافظة على لمعانها وبريقها وسمو مكانتها.

وتعتبر العربية، من أغزر لغات العالم، بالمفردات، وما كتب فيها يبلغ حجمه أضعاف ما كتب في أي لغة أخرى، نظراً لمكانة هذه اللغة النابعة من لغة القرآن الكريم، كما تعدّ العربية، وفق ما يقول باحثون، الوحيدة التي تتضمن حرف الضاد الذي يعتبر من الحروف "صعبة النطق"، إذ يواجه الأجانب الذين يتعلمون العربية صعوبات كثيرة في نطقه.

واعتمدت منظمة الأمم المتحدة، 18 كانون الأول/ ديسمبر، من كل عام، يوماً عالمياً للغة الضاد؛ وهو اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للمنظمة، عام 1973، لإدخال اللغة العربية إلى لغات المنظومة الأممية المعتمدة، إلى جانب الإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية.

أقدم اللغات
تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات في العالم، وتتميز بكونها لغة شعر وبلاغة وبيان ومعانٍ، بحسب الناقد والأكاديمي المختص باللغة العربية، أحمد حميد، الذي يشير إلى أن هذه اللغة هي الوحيدة التي تعطي كنوزاً فنية متعددة لاسيما في الشعر والنثر وسائر الفنون الأخرى المتعلقة بالخطابة والمقالة والمقامة.

ويرى حميد، أن "اتهامات تواجه لغتنا بعدم مواكبة التطور وهذا الأمر غير صحيح كونها لغة متداخلة مع الدين الإسلامي والقرآن هو الذي يحفظ اللغة من أي تغييرات طارئة لاسيما ان البلدان العربية كانت تتعرض لاحتلالات من الفرس والروم والترك وسعوا هؤلاء لدفن اللغة العربية لكن القرآن والعلوم الدينية حافظوا على اللغة من الاندثار".

ويتابع، "اللغة العربية تؤثر في الآخر ولا تتأثر من الآخر، بمعنى أنها تؤثر بالوافدين إليها والقارئين بلغتها ولا تتأثر بالثقافات الأخرى وتمسخ هويتها، والدليل أن أباء اللغة هم من أقوام غير عربية مثل سيبويه الرجل الفارسي وكذلك الكثير من أئمة اللغة ومبدعي النحو وواضعي علم النحو هم غير عرب".

ويمضي حميد، في حديثه، قائلاً: "العربية لغة ساحرة أنتجت فنوناً وثقافات عابرة استطاعت أن تؤثر في الآخر".

*تاريخ طويل
"لا يمكن أن نجد لغة توازي اللغة العربية من الناحية الزمنية" يقول أكاديمي اللغة العربية، يوسف إسكندر.

ويضيف إن "العربية من اللغات التي يمتد تأريخها إلى زمن طويل، فلا يمكن أن نحصل على لغة أخرى موازية لها في هذا المدى الزمني. نحن نفهم القرآن ونفهم شعر العصور الماضية ونفهم أحاديث الصحابة والرسول كما نفهم بعضنا البعض في الوقت الحالي وهذا دليل على عمق اللغة".

ويشدد إسكندر، على "الاهتمام بدراسة اللغة ومعرفة تأريخها ووضع معاجم تأريخية لتطوير هذه اللغة وتوسيع التعلم ودراستها دراسة علمية وفق مناهج دقيقة ومقارنتها باللغات الأخرى ومعرفة العائلة اللغوية التي تنتمي لها والجذور الأساسية التي تنطوي لها".

*إدامة
ظهور الكلمات الأجنبية وسط الجمل العربية، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى انتشار اللهجات العامية، أحدثت هذه العوامل تأثيراً في اللغة العربية.

وفي هذا الصدد، يدعو التربوي والمدقق اللغوي كاظم الموسوي، إلى "إحداث الإدامة من خلال معايشة نص اللغة العربية وعدم مغادرته.. هناك مغادرة للنص بطريقة ننكر ارتباطناً به".

ويلفت الموسوي، في حديث لـ السومرية نيوز، إلى أنه "حتى الجهات التي من المفترض أن تحث على التمسك بهذا النص غادرته، واتجهت نحو الكتابة بالعامية وهذه طامة كبرى".

ويشدد على "إدامة النص اللغوي عبر استخدامه".

*الخلاصة
كما خلصها الشاعر عبد الرزاق الدرباس، في قصيدته "في رحاب الضاد" : "خُلاصةُ القولِ الطويلِ عبارةٌ .. سارتْ بمعناها خُطَا الرُّكبانِ:

ما بَرَّ قومٌ أمَّهمْ ولسانَهمْ.. إلا وحازُوا السَّبقَ في المَيدانِ

وإذا أهَانُوها فإنَّ مصيرَهمْ.. عَيْشُ الهَوانِ وذلَّةُ الخِذلانِ".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة