وأظهرت لقطات مباشرة للحدث أن حراس الشرف الكوريين الجنوبيين قاموا بتسليم توابيت خشبية فيها الرفات خلال حفل أقيم في مطار إنتشون بالقرب من سيئول، حيث تم تحميلهم على متن طائرة شحن تابعة للقوات الجوية الصينية.
وتم استلام الرفات بعد ساعات في مدينة شنيانغ شمال شرقي الصين، في حفل عسكري حضره قدامى المحاربين الصينيين الذين شاركوا في هذه الحرب والتي استمرت 3 سنوات.
وهذه هي المرة التاسعة من نوعها منذ أن وقّع البلدان - الخصمان السابقان في حقبة الحرب الباردة - اتفاقية عام 2014 بشأن هذه القضية، وبذلك يرتفع إجمالي عدد الرفات الصينية إلى 913.
ويأتي ذلك تزامنا مع سعي رئيس كوريا الجنوبية للحفاظ على علاقة ودية مع بكين حتى في الوقت الذي يتحرك فيه لتعميق العلاقات مع حليفه الأمني الرئيسي واشنطن.
من جانبه، قال لي دو هون، النائب الثاني لوزير خارجية كوريا الجنوبية، إن "تسليم رفات القوات الصينية يرمز إلى التعاون الودي بين كوريا الجنوبية والصين".
وأضاف لي أن البلدين سوف يسعيان إلى "أشكال متنوعة" من التعاون، حيث يحتفلان بمرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية.
وكانت الصين قد تدخلت إلى جانب كوريا الشمالية خلال الحرب الكورية 1950-1953، والتي عُرفت في الصين باسم حرب مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا.
وقاتل ما يقدّر بـ3 ملايين جندي صيني إلى جانب قوات بيونغ يانغ، وساعدوا في قلب ميزان الصراع. وأنقذ تدخل بكين كوريا الشمالية من الهزيمة ودفع قوات الأمم المتحدة التي تقودها الولايات المتحدة للتراجع عبر خط عرض 38، قبل أن تنتهي الحرب بمأزق مستمر حتى يومنا هذا.
ولا تزال أرقام الضحايا غير معروفة، لكن التقديرات الغربية تستشهد عادة برقم 400 ألف حالة وفاة صينية، بينما تشير المصادر الصينية إلى عدد القتلى بنحو 180 ألفا.