كانت المنطقة التي تسمى اليوم طوس أكبر مدينة في المنطقة المحيطة بأكملها في القرن الخامس الميلادي.
كانت طوس مسقط رأس العديد من كبار علماء الفرس في شتي العلوم، ومن مشاهيرهم الشاعر أبو القاسم الفردوسي صاحب كتاب الشاهنامه، ومعاصره أسدي الطوسي صاحب كتاب "لغت فرس" وهو أول معجم فارسي في القرن الخامس للهجرة.
ومن العلماء القدامى المشهورين أبو حامد الغزالي، ومن علماء الشيعة شيخ الطائفة محمد الطوسي مؤسس الحوزة العلمية في النجف في القرن الخامس للهجرة، والشيخ نصير الدين الطوسي في القرن السابع للهجرة.
أما اليوم فالمدينة ليست في المكان الأصلي لمدينة طوس القديمة، فلم يَبق في موقعها الأصلي سوى الأطلال والبقايا والخراب، وهو مكان قريب من مدينة مشهد الحالية حيث تفصلهما مسافة 24 كم. وفي السنوات الأخيرة عُمرت مقبرة الفردوسي الطوسي في أطلال طوس وصارت موقع آثار سياحياً.
تاريخ
وفقًا للأسطورة، أسس طوس بن نوزار مدينة طوس في مقاطعة خراسان بجوار مدينة مشهد في الحاضر. يقال أن مدينة طوس كانت عاصمة فرثيا ومقر إقامة الملك كاشتاسب، الذي كان أول من اعتنق الزرادشتية.
وتمكن الإسكندر الأكبر من الاستيلاء عليها في عام 330 قبل الميلاد.
تمكن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان من أخذ طوس وظلت المدينة تحت سيطرة الأمويين حتى عام 747، عندما هزم أحد أتباع أبو مسلم الخراساني الحاكم الأموي خلال الثورة العباسية.
في عام 809، مرض الخليفة العباسي هارون الرشيد وتوفي في طوس، في طريقه لحل اضطرابات في خراسان حينها. ويقع قبره في تلك المنطقة.كتب اليعقوبي عن طوس في كتابه البلدان: «بطوس قوم من العرب من طيئ وغيرهم، وأكثر أهلها عجم، وبها قبر الرشيد أمير المؤمنين، وبها توفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام، ومدينة طوس العظمى يقال لها نوقان، وخراج البلد مع خراج نيسابور».
وفي معجم البلدان، قيل أن طوس تشتمل على بلدتين يقال لإحداهما الطابران وللأخرى نوقان، ولهما أكثر من ألف قرية فتحت في أيام عثمان بن عفان. قال عنها مسعر بن المهلهل: «طوس أربع مدن منها اثنتان كبيرتان واثنتان صغيرتان، وبها آثار أبنية إسلامية جليلة وبها دار حميد بن قحطبة ومساحتها ميل في مثله وفي بعض بساتينها قبر علي بن موسى الرضا وقبر الرشيد وبينها وبين نيسابور قصر هائل عظيم محكم البنيان لم أر مثله علو جدران وإحكام بنيان».
كما ذكر ياقوت الحموي عن بطليموس أن «طول طوس إحدى وثمانون درجة وعرضها سبع وثلاثون وهي في الإقليم الرابع».
في عام 1220، دمر القائد العسكري المغولي سوبوتاي طوس، وبعد عام قتل تولوي خان معظم سكانها، ودمر قبر الخليفة هارون الرشيد خلال ذلك. بعد عقود، أعيد بناء طوس تحت حكم كورجيز.
أشهر شخص خرج من تلك المنطقة هو الشاعر الحكيم أبو القاسم الفردوسي، مؤلف الملحمة الفارسية الشاهنامه، ويقع ضريحه الذي بني عام 1934 بعد ألف عام من ولادته في نفس المدينة. ومن سكان طوس البارزين العالِم والفقيه والفيلسوف الصوفي الغزالي. الموسوعي القديم جابر بن حيان؛ الشاعر أسدي الطوسي. الوزير السلجوقي القوي نظام الملك. عالم الفلك والرياضيات نصير الدين الطوسي. المجتهد الأصولي الشيخ الطوسي؛ والصوفي والمؤرخ أبو نصر السراج. في كتاب نزهة القلوب ذكر اسم مدينة طوس وقيل فيه أنها «مدينة في بلاد فارس جميلة وبيئتها من حيث الجو مطلوبة ولطيفة، إنها مثل مدن أران وصفاهان في عراق»