أصل إقبال يعود إلى أسرة برهمية؛ حيث كان أسلافه ينتمون إلى جماعة من الياندبت في كشمير، واعتنق الإسلام أحد أجداده في عهد السلطان زين العابدين (1421 ـ 1473م). قبل حكم الملك المغولي الشهير (أكبر) ونزح جد إقبال إلى سيالكوت التي نشأ فيها إقبال ودرس اللغة الفارسية والعربية إلى جانب لغته الأردية، وتوفي إقبال 1938 بعد أن اشتهر بشعره وفلسفته.
يفتتح العلامة محمد إقبال اللاهوري قصيدته باشارة الى أفضلية الصديقة الزهراء على نساء العالمين جميعاً من الأولين والآخرين ويختمها بذكر بعض من مناقبها (سلام الله عليها) قال (رحمه الله):
نسب المسيح بنى لمريم سيرة
بقيت على طول المدى ذكراها
والمجد يشرق من ثلاث مطالع
في مهد فاطمة فما أعلاها
هي بنت من؟ هي زوج مَنْ هي أمُّ مَنْ؟
من ذا يداني في الفخار اباها؟
هي ومضة من نور عين المصطفى
هادي الشعوب إذا تروم هداها
هو رحمة للعالمين ، وكعبة
الآمال في الدنيا واخراها
من ايقظ الفطر النيام بروحه
وكأنه بعد البلا احياها
وأعاد تاريخ الحياة جديدة
مثل العرائس في جديد حلاها
ولزوج فاطمة بسورة هل اتى
تاج يفوق الشمس عند ضحاها
اسد بحصن الله يرمي المشكلات
بصيقل يمحو سطور دجاها
ايوانه كوخ وكنز ثرائه
سيف غدا بيمينه تياها
ثم ينتقل الى ذكر الذرية الفاطمية المطهرة:
في روض فاطمة نما غصنان لم
ينجبهما في النبرات سواها
فأمير قافلة الجهاد وقطب
دائرة الوئام والاتحاد ابناها
حسن الذي صان الجماعة بعدما
امسى تفرقها يحل عراها
ترك الخلافة ثم أصبح في الديار
إمام ألفتها وحسن علاها
وحسين في الابرار والاحرار ما
أزكى شمائله وما أنداها
فتعلموا ري اليقين من الحسين
إذا الحوادث أظمأت بلظاها
وتعلموا حرية الايمان من
صبر الحسين وقد أجاب نداها
ويختم الشاعر اقبال اللاهوري مديحته بذكر نموذج من عطائها الفياض الذي نقلت المجاميع الروائية من مصاديقه الكثير. قال (رحمه الله):
الأمهات يلدن للشمس الضياء
وللجواهر حسنها وثفاها
ما سيرة الابناء إلا الأمهات
فهم اذا بلغوا اللاقي صدها
هي أسوة للامهات وقدوة
يترسم القمر المنير خطاها
لما شكا المحتاج خلف رحابها
رقت لتلك النفس في كشواها
جادت لتنقذه برهن خمارها
يا سحب أين نداك من جدواها؟
نور تهاب النار قدس جلاله
ومنى الكواكب أن تنال ضياها
جعلت من الصبر الجميل غذاءها
ورأت رضى الزوج الكريم رضاها
فهما يرتل اي ربك بينما
يدها تدير على الشعير رحاها
بلت وسادتها لآليء دمعها
من طول خشيتها ومن تقواها
جبريل نحو العرش يرفع دمعها
كالطل يروي في الجنان رباها