تلك الوثائق تمثل التقييمات السرية للجيش لأكثر من الف وثلاثمئة تقرير عن خسائر من المدنيين، وتكشف عن عيوب استخباراتية عميقة، واستهداف متسرع وغالبا غير دقيق، ووفيات لآلاف من المدنيين، الكثير منهم من الأطفال، فى تناقض شديد عن الصورة التى قدمتها الحكومة الأمريكية عن الحرب التي تم شنها بقصف جوي وقنابل دقيقة.
وتظهر الوثائق أيضا أنه بالرغم من نظام البنتاغون المشفر لفحص الخسائر بين المدنيين، فإن التعهدات بالشفافية والمحاسبة قد حل محلها الإفلات من العقاب. وفي عدد ضئيل من الحالات، تم الكشف عن التقييمات، ولم يشمل أي سجل تم تقديمه نتائج عن ارتكاب مخالفة أو إجراء تأديبي. وتم تقدم عدد قليل من التعويضات، على الرغم من أن الكثير من الضحايا قد عانوا من الإعاقة التي تتطلب عناية طبية مكلفة. وكذلك، فإن محاولات توثيق الأسباب والدروس المستفادة كانت نادرة.
ومن بين الحالات التي تحدثت عنها الصحيفة، عملية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية عام الفين وستة عشر فى ثلاثة مواقع بسوريا، كان يعتقد أنها لتنظيم داعش، لكنها ادت الى مقتل مئة وعشرين شخصا من المزارعين وغيرهم من سكان المناطق القروية.
ومن بين ما توصل إليه تحقيق الصحيفة أن الجيش الأمريكي قال إن الفا واربعمئة وسبعة عشر مدنيا قد قتلوا خلال الضربات الجوية فى الحملة على داعش فى سوريا والعراق، لكن الصحيفة وجدت أن معدل الضحايا من المدنيين كان أعلى بكثير، وظهرت التناقضات فى قضية تلو الأخرى، وكان الأكثر وضوحا على الإطلاق فى ضربة قرية توخار السورية عام الفين وستة عشر.
وقالت نيويورك تايمز إنه من بين أكثر من خمسين ألف ضربة جوية نفذتها القوات الأمريكية فى سوريا والعراق وأفغانستان أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، لم يكن أغلبها مخططا له مسبقا مما تسبب بقتل مئات المدنيين.