وقال أمير عبداللهيان في حوار خاص اجرته معه صحيفة "ايران" اليوم الاحد: قمنا بتصميم آلية ممتازة لتحقيق شعار التعاون الاقليمي، نحن لا نسكت في وجه اميركا التي تعمل على خلق الترهيب من ايران (إيران فوبيا) من خلال إعطاء معلومات كاذبة.
واوضح: عندما نتحدث عن الاتفاق النووي علينا ان نقبل حقيقة ان وضع كافة البيض في سلة هذا الاتفاق لن يكون سياسة صحيحة. ولكن اذا نجح الاتفاق النووي، اي رفع العقوبات، فان النتائج ستكون ايجابية، واننا نتفاوض لتحقيق هذا الهدف. واخيراً فان الاتفاق النووي له تأثير كبير واتفاق فاعل.
واضاف: هناك عدة محاور تعتمد عليها الحكومة الجديدة في تبني السياسة الخارجية التي تتسم بالتوازن والدبلوماسية النشطة والذكية ولفت الى ان التوازن يعني الاهتمام بتعزيز العلاقات مع بعض الدول وخاصة الجوار وفي نفس الوقت لن نتجاهل اقامة العلاقات مع بقية دول العالم، وسنتابع دبلوماسية متوازنة مع كافة دول العالم بما فيها الدول الاوروبية، كما لن ننسى العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية والدول الافريقية.
ومضى يقول ان اهتمامنا بتعزيز العلاقات مع بعض الدول وخاصة الجوار لا يعني تجاهلنا للعلاقات مع بقية دول العالم وسنستخدم قدرة الصين كقوة اقتصادية في علاقاتنا، كما سنستخدم روسيا كجار بما يتماشى مع سياستنا تجاه دول الجوار وآسيا، مؤكدا اننا ملتزمون بسياسة "لا شرقية... لا غربية" ودفعنا الكثير للحفاظ على هذا الاستقلال.
وقال: إننا نناقش كيفية التفاوض واستئنافه، مؤكدا هناك طريق واحد وبسيط للعودة الى التفاوض وهو الموافقة على العودة إلى النقطة التى انسحب منها ترامب وباعتقادي، إذا كانت هناك إرادة جادة في أمريكا للعودة إلى الاتفاق النووي، لا نحتاج إلى كل هذه التفاوضات على الاطلاق. يكفي أن يصدر الرئيس الأمريكي أمراً تنفيذياً اعتباراً من الغد يعلن خلاله العودة إلى النقطة التي انسحب منها ترامب؛ لكن المشكلة هي أننا نسمع هذه الإرادة والنية في رسائل الأمريكان لكننا لا نرى هذه الارادة على ارض الواقع.
وفي السياق، اعتبر امير عبداللهيان، نحن أحد الأطراف في المفاوضات وبقية الدول في الطرف الآخر. لكننا الطرف الرئيسي في ذلك ويجب علينا أن نرى كيف يمكننا العمل لضمان أقصى قدر من الحقوق والمصالح لشعبنا.
وفي جانب اخر من الحوار تطرق امير عبداللهيان الى العلاقات مع دول المنطقة وقال نحن نقبل الحوارات الاقليمية في الاطار الاقليمي ونعتقد انه لا علاقة بين المفاوضات النووية والحوار الاقليمي. لقد كان حضور ايران في اجتماع بغداد الاقليمي نوعا من اعلان الاستعداد والمشاركة الجادة للحوار في المنطقة، مؤكدا ان اي ربط للملف النووي بالقضايا الاقليمية هو تضليل للأطراف الاخرى في المفاوضات النووية.
وردا على سوال بشأن ما هي اسباب عدم تحقيق مبادرة ايران حول التعاون الاقليمي اوضح اميرعبداللهيان السبب الأول هو وجود وتدخل قوى أجنبية وغرس وإحياء فكرة لا أساس لها وهي "ايرانوفوبيا" – الخوف من ايران- في المنطقة.
والسبب الآخر يتعلق بالثقافة السائدة في المنطقة، لأن طبيعة التفاعل مع دول المنطقة تختلف عن التفاعل مع بعض الدول الغربية.
وفي سياق متصل اوضح امير عبداللهيان ان إبلاغ تفاصيل المفاوضات النووية الى بلدان المنطقة ضروري وفي هذا الصدد أجريت لقاءات واتصالات هاتفية في الايام الماضية مع تركيا وسلطنة عمان وقطر والعراق وباكستان واندونيسيا والصين وروسيا وجيراننا الشماليين وحتى دول في جنوب افريقيا، وقد تناولت خلالها مختلف القضايا بما فيها عملية مكافحة الارهاب في افغانستان بسبب الاحداث المأساوية التي وقعت في المساجد الاسلامية في البلاد.
واعلن: بدأت المحادثات بيننا وبين السعودية، واضاف: لم يكن سلوك السعودية بنّاء تجاه ايران في السنوات الاخيرة، وهذا ما تم تسجيله في الذاكرة التاريخية لشعبنا، واضاف جرت محادثات مع السعودية بوساطة عراقية عقب قرار تم اتخاذه على المستوى الوطني لبلدنا، وجميع الادارات وأجهزة السياسة الخارجية المسؤولة عن تنفيذ قانون السياسة الخارجية بتنسيق كامل، لكننا نشعر بأن السعوديين يتحركون ببطء في هذا الصدد.
وحول تاثير المفاوضات النووية على علاقات ايران الاقليمية قال وزير الخارجية: علينا ان ننتظر ونرى ما سيحدث في مرحلة المفاوضات وما إذا كانت الاطراف الاخرى لديها الارادة الجادة بمواصلة المفاوضات، مؤكدا ان طاولة المفاوضات هي نوع من مشهد الصراع والحرب الدبلوماسية، ويجب الدفاع عن مصالح البلاد.
وبخصوص سياسة الجوار التي أعلنتها ايران مضى امير عبداللهيان بالقول انا لا نريد المضي قدما في شعار التعاون مع جيراننا فقط بل نرغب في توسيع علاقاتنا لتشمل الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية معنا اليوم.
وردا على سوال بشأن ما هو أصعب عقبة تعرقل استئناف المفاوضات في الوقت الراهن اجاب امير عبداللهيان لا أرى اي عقبات في الداخل، مشكلتنا هي نوع اللعبة التي يرغب فيها الاميركان على وجه التحديد، ملفتا ان جو بايدن يشير الى نهج مختلف عما كان في عهد الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، ولكن عندما يتحدث عن ايران، يتضح ان لديه نفس النهج السابق وحتى الآن لم يتّخذ أي خطوات عملية لرفع العقوبات. لذلك لدينا شكوك جدية حول نوايا الاميركان ونعتقد انهم لم يتخذوا إجراءات عملية بعد حتى في الجولات الست من المفاوضات.
واوضح: انهم يريدون الابقاء على جزء كبير من عقوبات ترامب وهذا غير مقبول لدينا على الاطلاق, والآن علينا ان ندخل المفاوضات ونرى ما سيحدث بعد ذلك وما هي نوايا الاطراف الاوروبية.