والآن، فإن هناك نوعا جديدا من الخرسانة يهدف إلى عكس تلك الدورة المغلقة. فقد طور باحثون في جامعة طوكيو شكلا من أشكال الخرسانة يتم تصنيعه باستخدام نفايات الخرسانة المستخدمة سابقا، جنبا إلى جنب مع ثاني أكسيد الكربون المسحوب من الهواء.
ويقول الأستاذ في قسم الهندسة المعمارية بالجامعة، أبيي ماروياما، والذي طور الخرسانة مع تاكافومي نوغوتشي: «مفهومنا هو الحصول على الكالسيوم من الخرسانة، الذي سيضيع بخلاف أخرى»، ويتم بعد ذلك دمج مواد النفايات تلك في ثاني أكسيد الكربون الملتقط من العادم الصناعي أو مباشرة من الهواء لتكوين كربونات الكالسيوم، وتلك مادة صلبة تصبح أساس الخرسانة الجديدة. ويقترح الباحثون أنه مع مزيد من التطوير، يمكن أن يكون هذا النوع من الخرسانة محايدا للكربون أو سالبا للكربون.
يذكر موقع «فاست كومباني» أن المواد الخام لهذه الخرسانة الجديدة وفيرة، وقد افتتح للتو أكبر مرفق احتجاز في العالم في ايسلندا.
وكانت هناك أبحاث كثيرة تستكشف طرقا جديدة لخفض التأثيرات البيئية للكربون في الخرسانة. ويوفر النهج الجديد في استخدام ثاني أكسيد الكربون الملتقط والخرسانة المسحوقة التي تم تحويلها من مكبات النفايات مسارا جديدا لإنتاج مواد البناء الرئيسية تلك باستخدام الموارد المحلية والمتاحة على نطاق واسع.
في الوقت الحالي، لا تتمتع الخرسانة الجديدة القائمة على النفايات بقوة ضغط كافية لاستبدال الخرسانة التقليدية تماما في المباني الكبيرة ومشاريع البنية التحتية، ولكن الباحثين يقترحون تحسين كثافتها لدعم وزن المنازل الفردية والمشاريع الصغيرة الأخرى. ويأملون في بناء هيكل بالحجم الطبيعي باستخدام الخرسانة الجديدة بحلول عام 2025، على الرغم من أن الكميات التي تمكنوا من إنتاجها حتى الآن تقاس بالسنتيمترات. ومع مزيد من التطوير، يمكن لهذا النهج الإبداعي في إنتاج الخرسانة أن يساعد في تحويل واحدة من أكثر مشكلات العالم استعصاء إلى حل خاص بالمناخ.