وأقيمت صباح اليوم الأحد المراسم المشتركة لتخريج طلاب جامعات الضباط التابعة للقوات المسلحة، عبر الاتصال بالفيديو بحضور قائد الثورة الاسلامية والقادة والوحدات الموجودة في جامعة الإمام الحسين (ع) للضباط.
وبسبب الظروف التي تسبب فيها تفشي فيروس كورونا، يشارك في هذا المراسم عدد من الوحدات النموذجية من حرس الثورة الإسلامية والجيش والشرطة في جمهورية إيران الإسلامية.
وقال آية الله خامنئي في كلمة خلال المراسم: ان القوات المسلحة الايرانية المؤلفة من الجيش والحرس الثوري وقوى الامن الداخلي والتعبئة تعد اليوم بالمعنى الحقيقي للكلمة الدرع الدفاعي للبلاد امام التهديدات العسكرية للاعداء في الخارج والداخل،كما قال أمير المؤمنين: "فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِيَّة".
واضاف قائد الثورة الاسلامية: ان استقرار الأمن في أي بلد هو البنية التحتية الأساسية لجميع النشاطات من أجل التقدم وأهم قضية بالنسبة للقوات المسلحة، محذرا: ليعلم الذين يظنون بأنهم قادرون على ضمان أمنهم عبر الاعتماد على الآخرين بانهم سيتلقون صفعات سلوكهم قريبا.
وتابع آية الله خامنئي: إن تواجد الجيوش الأجنبية في منطقتنا، بما في ذلك الجيش الأمريكي، يبعث على الدمار ويؤجج الحروب فيها، داعيا جميع البلدان الي العمل من أجل استقلالها واستقلال جيشها والاعتماد على شعوبها والتآزر مع جيوش الدول المجاورة والجيوش الأخرى في المنطقة، معتبرا ذلك في مصلحة المنطقة.
وأشار إلى المشادات اللفظية الأخيرة بين أوروبا والولايات المتحدة، قائلا اعتبر بعض الأوروبيين الإجراء الأمريكي بأنه طعنة بالظّهر، وقالوا إن أوروبا يجب أن تضمن أمنها بشكل مستقل دون الاعتماد على الناتو، وفي الواقع، دون الاعتماد على الولايات المتحدة.
وتابع سماحته، عندما تشعر الدول الأوروبية بالعجز في استقرار الأمن الدائم بسبب اعتمادها على الولايات المتحدة، البلد الذي لا يعارض أوروبا، فإن حساب الدول الأخرى التي وضعت قواتها المسلحة تحت سيطرة الولايات المتحدة وغيرها من الدول واضح تماما. وليعلم الذين يظنون بأنهم قادرون على ضمان أمنهم عبر الاعتماد على الآخرين بانهم سيتلقون صفعات سلوكهم قريبا. لأن التدخل المباشر أو غير المباشر للأجانب في أمن وحرب وسلام أي بلد كارثي.
وأشاد باقتدار واعتزاز القوات المسلحة في تجارب بالغة الأهمية والصعبة، خاصة خلال حرب الثماني سنوات المفروضة على ايران (من جانب نظام صدام البائد في العراق 1980-1988)، قائلا إن اقتدار القوات المسلحة رهن على قضايا مثل التدريب والمبادرات العلمية والتجهيزات والانضباط التنظيمي. لكن أهم عامل في اقتدارها هو المعنويات والروحانية والقضايا الدينية والأخلاقية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان بأنه مثال على نتائج الاقتدار الظاهري قائلا، ان الامريكيين احتلوا أفغانستان للإطاحة بطالبان قبل 20 عاما، وساهموا في الكثير من أعمال القتل والجرائم والخسائر، لكن بعد كل هذه التكاليف المادية والبشرية، سلموا الحكومة إلى طالبان وغادروا هذا البلد. هذه الحقيقة يجب ان تؤخذ في عين الاعتبار ".
ووصف انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان بأنه دليل على طبيعته الحقيقية مؤكدا أن الصور الهوليوودية للجيش الأمريكي ودول مثلها هي مجرد عرض لأن طبيعتهم الحقيقية هي ما شوهد في أفغانستان.