وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها، "بينما تتشاجر واشنطن حول ما تم تحقيقه، إن وجد، بعد 20 عاما وإنفاق ما يقرب من 5 تريليونات دولار على "الحروب الأبدية"، فان هناك فائز واحد واضح هو شركات صناعة السلاح الأميركية والمتعاقدين".
واضاف أن "الولايات المتحدة اعتمدت وبشكل غير مسبوق على متعاقدين من القطاع الخاص للدعم في جميع مناطق العمليات الحربية تقريبًا، حيث قام المقاولون بتزويد الجيش بالشاحنات والطائرات والوقود والمروحيات والسفن والطائرات بدون طيار والأسلحة والذخيرة بالإضافة إلى خدمات الدعم من تقديم الطعام والبناء إلى تكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية".
وتابع ان "عدد المتعاقدين والمرتزقة على الارض فاق عدد القوات الأميركية في معظم سنوات النزاعات في العراق وافغانستان، وبحلول صيف عام 2020، كان لدى الولايات المتحدة 22 الفا و526 متعاقدا في أفغانستان وهو ما يقرب من ضعف عدد القوات الأميركية هناك".
وواصل ان "الكونغرس اعتمد على التمويل الطارئ للتحايل على الميزانية الأميركية العادية، حيث استخدمت الولايات المتحدة في العقد الاول من الصراع مخصصات الطوارىء والتي عادة ما تكون مخصصة للأزمات لمرة واحدة مثل الفيضانات والأعاصير، وكان الإشراف المفصل على الإنفاق ضئيلاً. ولأن هذا النوع من الإنفاق مستثنى من توقعات الموازنة وتقديرات العجز، فقد مكّن الجميع من الاستمرار في التظاهر بأن الحروب لن تنتهي قريبًا".
واشار التقرير الى أنه "في حزيران/ يونيو من عام 2020 استحوذت خمس شركات لصناعة السلاح وهي لوكهيد مارتن، وبوينغ، وجنرال دايناميكس، ورايثيون، ونورثروب غرومان على ما يقرب من ثلث ميزانية الدفاع البالغة 480 مليار دولار في حين أن جزءًا بسيطًا فقط من هذه المبيعات كان مخصصًا للعراق وأفغانستان، مما يظهر ان الصراع كان مربحًا للغاية لجميع مقاولي الدفاع الرئيسيين".
واشار التقرير الى أنه "ليس من المستغرب أن الكثير من النفقات في زمن الحرب كانت مهدرة للغاية، فالمفتشين العامين لأفغانستان والعراق، ولجنة التعاقد في زمن الحرب، والمفتش العام للبنتاغون، جميعهم وثقوا الهدر والربح والفساد و"الإنفاق الوهمي"، حيث ان الأموال التي أُنفقت على الأنشطة تبين أنها لم تكن موجودة على الإطلاق، فيما لا تزال الولايات المتحدة مدينة بمبلغ 2 تريليون دولار من استحقاقات قدامى المحاربين في المستقبل وسوف تتفاقم هذه المخلفات المالية بسبب الحاجة إلى استبدال ما تم تدميره".