والمادة البيضاء تربط الخلايا العصبية بعضها ببعض في أدمغتنا وتدعمها، وتعيد تشكيل نفسها عندما يصبح الشخص أنشط بدنياً. في المقابل، تميل المادة البيضاء إلى الانكماش عند أولئك الذين يبقون خاملين.
ما هي المادة البيضاء؟
والمادة البيضاء نظام واسع ومتشابك من الوصلات العصبية التي تربط كل الفصوص الأربعة للدماغ، ومركز عاطفة الدماغ في الجهاز الحوفي إلى خرائط الدماغ المعقدة التي وضعها علماء الأعصاب.
وترتبط جميع المناطق القشرية المعروفة مثل قشرة الفص الجبهي والحصين، عن طريق مسارات المادة البيضاء بمناطق أخرى من الدماغ.
بدون عمل المادة البيضاء، يمكن أن يكون الدماغ مثل مجموعة من الناس على مقربة من بعضهم البعض ولكنهم غير قادرين على التواصل مع بعضهم البعض.
من الناحية العلمية، تعتبر الفكرة المطروحة أنَّ أدمغة البالغين قد تكون مرنة وقادرة على تجديد نفسها، اكتشاف حديث نسبياً.
اعتقد معظم الباحثين، حتى أواخر تسعينيات القرن الماضي، أنَّ دماغ الإنسان يتوقف عن إنتاج الخلايا العصبية بعد مرحلة الطفولة المبكرة. كان يُعتقد أنَّنا وُلدنا بمعظم خلايا الدماغ ولن نستطيع إنتاج المزيد.
وفقاً لهذا السيناريو، تنخفض بنية أدمغتنا ووظيفتها مع التقدم في العمر، لكن لحسن الحظ، شهد العلم تطوراً كبيراً وراجع تلك التوقعات القاتمة.
إذ أشارت دراسات متخصصة إلى أنَّ بعض أجزاء أدمغتنا تنتج خلايا عصبية جديدة في مرحلة البلوغ، وهي عملية تُعرف باسم "تخلق النسيج العصبي". كما أثبتت دراسات متابعة لاحقة أنَّ التمارين الرياضية تعزز عملية تكوين الخلايا العصبية الجديدة.
ركزت الدراسات السابقة المتعلقة بالدماغ بوجهٍ عام على المادة الرمادية، التي تحتوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن تشكيل الأفكار والذكريات.
لكن أستاذة علم الأعصاب والتطور البشري بجامعة "ولاية كولورادو" الأمريكية، أغنيسكا بورزينسكا، تعتقد أنَّ العلم لم يعطِ المادة البيضاء قدرها المستحق. تقول أغنيسكا لصحيفة The New York Times: "تجاهلت الأبحاث المادة البيضاء وأساءت تقديرها لصالح التركيز على المادة الرمادية".
رأت أغنيسكا احتمالية امتلاك المادة البيضاء قدراً من الليونة مثل نظيرتها الرمادية ويمكنها إعادة تشكيل نفسها، لاسيما إذا بدأ الأشخاص في الحركة وازداد نشاطهم.
لذا، في الدراسة الجديدة التي نُشرت في يونيو/تموز، في دورية "NeuroImage" العلمية، شرعت أغنيسكا مع عدد من طلاب الدراسات العليا في دراسة إعادة تشكيل المادة البيضاء عند البشر.
فوائد المشي الأخرى
وإذا ما قمنا بالبحث عن فوائد المشي فإننا سنجد الكثير والكثير من المنافع الجسدية والذهنية، وليس غريباً أن يسميه العالم أبقراط أنه أفضل دواء للإنسان.
نوم أفضل في المساء
وجدت دراسة صغيرة جديدة نُشرت في دورية Sleep Health، أن من يمشون 7000 خطوة في اليوم أو أكثر أبلغوا أنهم يحظون بنومٍ أفضل كثيراً، بل إن المشي لمسافات قصيرة يومياً يمكن أن يساعد أيضاً.
تلقي الدماغ دفعة نشاط
تشير الإرشادات الجديدة لمنظمة الصحة العالمية حول تقليل مخاطر تدهور الصحة العقلية والخرف، والتي نُشرت في وقت مبكر من هذا العام، إلى أن المشي قد يكون أكثر فائدة في منع تدهور الصحة العقلية من تطبيقات تدريب العقل.
مزاج وتواصل أفضل
إلى جانب المساعدة في تخفيف التوتر البدني الناتج عن الضغط، تؤثر التدريبات، ومن بينها المشي، تأثيراً إيجابياً على الأجزاء المسؤولة عن تنظيم المزاج في المخ.