إلا أن غطاء الأرض من الأشجار يشهد انكماشا بمعدل 36 مليون شجرة سنويا، في الولايات المتحدة وحدها، وفقا لدراسة حديثة أجرتها خدمة الولايات المتحدة للغابات. وباستمرار هذا المعدل، يتوقع الخبراء مزيدا من الارتفاع لدرجات الحرارة ومعدلات تلوث الهواء، وفقا لموقع سي إن إن الأمريكي.
لم تقتصر خسائر سنوات من القتال والفوضى في ليبيا على حصد أرواح الليبيين وتدمير منازلهم، بل امتدت إلى الحياة البرية خاصة غابات الجبل الأخضر التي تعرضت للقطع الجائر. فهل تنجح جهود نشطاء البيئة في حماية التنوع البيولوجي؟
ويوضح ديڤيد نوفاك الخبير في خدمة الولايات المتحدة للغابات، وهي وكالة حكومية تابعة لوزارة الزراعة معنية بالغابات في الولايات المتحدة، أن أسباب تراجع غطاء الأشجار تتضمن الأعاصير والحرائق والحشرات والأمراض، وكلها عوامل طبيعية لا يمكن للبشر التحكم فيها.
ولكن هناك عوامل أخرى تتعلق بنشاط البشرحيث يقول: ”نرى غطاء الأشجار وهو يتم استبداله بغطاء أخر محكم، وهو ما يعني عندما ننظر للصور نجد أن ما كان موجود سابقا تم استبداله بمباني أو مساحات لصف السيارات".
ويشرح نوفاك أن في كل مرة يتم فيها قطع شجرة لمد طريق أو إقامة مبنى لا يتوقف تأثير ذلك على موقع محدود، بل يمتد ليؤثر على منطقة أو إقليم بأكملهحيث تربط الدراسة بين خسارة الأشجار وتلوث الهواء.
الأشجار ضرورة حياتية
ولا تقتصر أهمية الأشجار فقط على الدور الذي تلعبه في خفض درجات الحرارة وخفض معدلات التلوث من خلال امتصاصها للكربون، إذ تساهم أيضا في خفض استهلاك الطاقة عبر أجهزة التبريد بقيمة أربعة مليارات دولار أمريكي سنويا. فالأشجار توفر الظل علي المنازل بما يخفض من سخونتها ويقلل الحاجة إلى خفض درجات الحرارة بداخلها.
وتعمل الأشجار كذلك كمرشح للمياه حيث تمتص المياه غير النظيفة، كما تلعب دورا أساسيا في الحد من مستوى الفيضانات من خلال امتصاصها للمياه.
وإلى جانب ما تضفيه من جمال على أي مكان، للأشجار القدرة على تشتيت الضوضاء ولهذا غالبا ما نجدها على جانبي الطرق السريعة أو بجوار الأسوار الفاصلة بين المنازل أو المناطق السكنية. كما تمتص الأشجار 96 بالمئة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
وبالإضافة لتأثيرها على البشر، الأشجار هي ملجأ الطيور بكل أنواعها، كما توفر المسكن والغذاء في الغابات للحيوانات.
ويؤكد نوفاك على ضرورة العمل والتطوع لزراعة أشجار بديلة لما يتم فقده، خاصة في المدن حيث يصعب أن تنمو الأشجار بشكل طبيعي كما يحدث في الغابات أو الريف بسبب الأسفلت الذي يغطي الأرض في المدن. ولا يقتصر الأمر على مجرد زراعة البذور في التربة حيث تحتاج الأشجار للرعاية في السنوات الأولى إلى أن يشتد قوامها وتتمكن من مواجهة تحديات الطبيعة.