البث المباشر

دعاء الإمام الصادق (ع) في الإحتراز من الأعداء (4)

الإثنين 14 سبتمبر 2020 - 12:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- إشراقات من الصحيفة الصادقية

اللّهُمَّ إنِّي أصْبَحْتُ لاَ أمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا، وَلاَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا، وَقَدْ دَنا (۱۱) مَصْرَعِي، وَانْقَطَعَ عُذري، وَذَهَبَتْ مَسْألَتِي، وَقـَلَّ نَاصِرِي، وَأسْلَمَنِي أهْلِي وَوُلْدِي بَعْدَ قِيَامِ حُجَّتِكَ وَظُهُورِ بَراهينِكَ عِنْدِي وَوُضُوحِ دَلاَئِلِكَ.
اللّهُمَّ إنّهُ قَدْ أكْدَى الطَلَبُ (۱۲) وَأعْيَتِ الحِيَلُ (۱۳) إلاَّ عِنْدَكَ، وَانْغَلَقَتِ الطُرُقُ وَضَاقَتِ المَذَاهِبُ إلاَّ إلَيْكَ، وَدَرَسَتِ (۱٤) الآمال وَانْقَطَعَ الرَجَاءُ إلاَّ مِنْكَ، وَكَذَبَ الظَنُّ وَأخْلَفَتِ العِدَاةُ إلاَّ عِدَتَكَ.
اللّهُمَّ إنَّ مَنَاهِلَ (۱٥) الرَجَاءِ لِفَضْلِكَ مُتْرَعَةٌ (۱٦)، وَأبْوَابَ الدُعَاءِ لِمَنْ دَعَاكَ مُفَتَّحَةٌ، وَالاسْتِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ (۱۷) بِكَ مُبَاحَةٌ، وَأنْتَ لِدَاعِيكَ بِمَوْضِعِ إجَابَة، وَلِلصَّارِخِ إلَيْكَ وَليُّ الإغَاثَةِ، وَالقَاصِدُ (۱۸) إلَيْكَ قَرِيبُ المَسَافَةِ (۱۹)، وَأنـْتَ لاَ تـَحْتـَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إلاَّ أنْ تَحْجُبَهُمُ الأعْمَالُ السَيِّئَةُ دُونَكَ.
وَمَا اُبَرِّىءُ نَفْسِي مِنْهَا، وَلاَ أرْفَعُ قَدْرِي عَنْهَا، إنِّي لِنَفْسِي يَا سَيِّدِي لَظَلُومٌ، وَبِقَدْرِي لَجَهُولٌ، إلاَّ أنْ تَرْحَمَنِي وَتَلْحَظَنِي وَتَعُودَ بِفَضْلِكَ عَلَيَّ، وَتَدْرأَ عِقَابَكَ عَنِّي، وَتَرْحَمَنِي وَتَلْحَظَنِي (۲۰) بِالعَيْنِ التِي انْقَذْتَنِي بِهَا مِنْ حَيْرَةِ الشَكِّ، وَرَفَعْتَنِي مِنْ هُوَّةِ (۲۱) الضَلاَلَةِ، وَانْعَشْتَنِي مِنْ مِيتَةِ الجَهَالَةِ، وَهَدَيْتَنِي بِهَا مِنَ الأنْهَاجِ الجائِرَةِ.
اللّهُمَّ وَقَدْ عَلِمْتُ أنَّ أفْضَلَ زَادِ الرَاحِلِ إلَيْكَ عَزْمُ إرَادَةٍ وَإخْلاَصُ نِيَّةٍ، وَقَدْ دَعَوْتُكَ بِعَزْمِ إرَادَتِي وَإخْلاَصِ طَوِيَّتِي (۲۲) وَصَادِقِ نِيَّتِي، فَهَا أنَا ذَا مِسْكِينُكَ بَائِسُكَ، أسِيرُكَ فَقِيرُكَ سَائِلُكَ، مُنِيخٌ (۲۳) بِفِنَائِكَ، قَارِعٌ بَابَ رَجَائِكَ.
وَأنْتَ اُنْسُ الآنِسِيينَ لأوْلِيَائِكَ، وَأحْرَى بِكِفَايَةِ المُتَوَكِّلِ عَلَيْكَ، وَأوْلَى بِنَصْرِ الوَاثِقِ بِكَ، وَأحَقُّ بِرِعَايَةِ المُنْقَطِـعِ إلَيْكَ، سِرِّي إلَيْكَ مَكْشُوفٌ، وَأنَا إلَيْكَ مَلْهُوفٌ، وَأنَا عَاجِزٌ وَأنْتَ قَدِيرٌ، وَأنَا صَغِيرٌ وَأنْتَ كَبِيرٌ، وَأنَا ضَعِيفٌ وَأنْتَ قَوِيٌّ، وَأنَا فَقِيرٌ وَأنْتَ غَنِيٌّ، إذَا أوْحَشَتْنِي الغُرْبَةُ آنَسَنِي ذِكْرُكَ، وَإذَا صُبَّتْ عَلَيَّ الاُمُورُ اسْتَجَرْتُ بِكَ، وَإذا تَلاَحَكَتْ عَلَيَّ الشَدَائِدُ أمَّلْتُكَ.
وَأيْنَ يُذْهَبُ بِي عَنْكَ، وَأنْتَ أقْرَبُ مِنْ وَرِيدِي، وَأحْصَنُ مِنْ عَدِيدِي (۲٤)، وَأوْجَدُ مِنْ مَكَانِي، وَأصَحُّ مِنْ مَعْقُولِي (۲٥)، وَأزِمَّةُ الأُمُورِ كُلِّهَا بِيَدِكَ، صَادِرَةٌ عَنْ قَضَائِكَ، مُذْعِنَةٌ بِالخُضُوعِ لِقُدْرَتِكَ، فَقِيرَةٌ إلَى عَفْوِكَ، ذَاتُ فَاقَة إلَى قَارِب مِنْ رَحْمَتكَ (۲٦).
وَقَدْ مَسَّنِي الفَقْرُ، وَنَالَنِي الضُرُّ، وَشَمَلَتْنِي الخَصَاصَةُ (۲۷)، وَعَرَتْنِي الحَاجَةُ، وَتَوَسَّمْتُ (۲۸) بِالذِلَّةِ، وَعَلـَتـْنِي (۲۹) المَسْكَنَةُ، وَحَقَّتْ عَلَيَّ الكَلِمَةُ، وَأحَاطَتْ بِيَ الخَطِيئَةُ.
وَهَذَا الوَقْتُ الـَّذي وَعَدْتَ أوْلِيَاءَكَ بِهِ الإجَابَةَ، فَامْسَحْ مَا بِي بِيَمِينِكَ الشَافِيَةِ، وَانْظُرْ إلَيَّ بِعَيْنِكَ الرَاحِمَةِ، وَأدْخِلْنِي فِي رَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ، وَأقْبِلْ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ يا ذا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، فَإنَّكَ إذَا أقْبَلْتَ عَلَى أسِير فَكَكْتَهُ، وَعَلَى ضَالٍّ هَدَيْتَهُ، وَعَلَى حَائِر آوَيْتَهُ، وَعَلَى ضَعِيف قَوََّّيْتـَهُ، وَعَلَى خَائِف آمَنْتَهُ، اَللـّهُمَّ هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ الـْلائِذِ بِعَفـْوِكَ المُسْتـَجيرِ بِعِزِّ جَلالِكَ يا ارْحَمَ الرّاحِمينَ.

 

(۱۱) ذلَ (خ ل).
(۱۲) أكدى الطلب: تعسّر او تعذّر وانقطع.
(۱۳) اعيت الحيل: اتبعت ولم تنفع.
(۱٤) درس الشيء: عفا.
(۱٥) المنهل: عين الماء ترده الابل في المراعي.
(۱٦) اترعت الاناء: ملأته.
(۱۷) الاستعانة لمن استعان (خ ل).
(۱۸) الراحل (خ ل).
(۱۹) زيادة: وانّ موعدك عوض عن منع الباخين ومندوحة عمّا في أيدي المستأثرين ودرك من حيل الموازرين (خ ل).
(۲۰) تلحظني العين: كناية عن اللطف والعناية.
(۲۱) الهوّة: الوهدة.
(۲۲) الطويّة: الضمير.
(۲۳) منيخ: مقيم.
(۲٤) العدّ: الاحصاء، والاسم: العدد، العديد: الندّ والقرين.
(۲٥) اوجد من مكاني، واصحّ من معقولي (خ ل).
(۲٦) فقيرة الى رحمتك، ذات فاقة الى عفوك (خ ل).
(۲۷) الخصاصة والخصاص: الفقر، الحاجة.
(۲۸) توسّمت بالذلة: ضربت عليّ علامة البيوديّة والذلـّة.
(۲۹) غلبتني (خ ل).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة