البث المباشر

قصة إنتقال الأخ عامر رشيد من اليزيدية إلى الدين الحق

الأحد 28 أكتوبر 2018 - 10:41 بتوقيت طهران

سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات تحية مباركة طيبة نفتتح بها لقاء اليوم من برنامجكم هذا وقصة أخرى من قصص الذين هداهم الله بلطفه وفضله إلى دينه الحق الذي ارتضاه لعباده.

وفي هذا اللقاء نعرض لكم أيها الأعزاء قصة اهتداء أخ كريم من الطائفة اليزيدية هو الأخ عامر سلو رشيد المولود في مدينة الموصل شمالي العراق سنة ۱۹٦۷ ميلادية والذي أعلن اعتناقه للدين المحمدي الأصيل ومدرسة الثقلين القرآن والعترة سنة ۲۰۰۱ ميلادية كونوا معنا مشكورين.
 

مستمعينا الأكارم نشرت قصة هذا الأخ الكريم على شكل حوار أجراه معه أحد المؤمنين ونشره على عدة من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت وقد قدم له المحاور بقوله: الغموض هو أبرز سمات أتباع طائفة اليزيدية القاطنين في شمال العراق ومناطق متفرقة أخرى – فهم يشتركون مع الدروز وبعض الفرق الباطنية في شدة التكتم والسرية على أصول وفروع مذهبهم، وكان هذا الغموض والإبتعاد عن الأضواء هو سر توجه الباحثين والمؤلفين بالكتابة عنهم وشرح أحوالهم وأسرارهم – إن حالفهم الحظ – وبالفعل صدرت عدة كتب وبحوث حاولت بصورة وبأخرى عرض المعتقد اليزيدي بما توافر لديهم من مصادر – نادرة للغاية – أو حكايات حصلوا عليها من هنا وهناك.
 

ولكن أن نسمع الحقائق مفصلة من رجل ولد يزيديا وعاش في تلك البيئة ومارس طقوسها – الدينية – فهو حدث جديد، بل يعد الأول من نوعه. والأغرب من كل هذا وذاك أن هذا الرجل اليزيدي بالأمس أصبح شيعيا إماميا اليوم. فما هي أسرار اليزيدية؟ وما سر هذه التسمية؟ وكيف تحول هذا الرجل اليزيدي إلى شيعي؟ هذا ما سنعرفه من خلال الحوار الذي أجريناه معه.
 

وبعد هذه المقدمة بدأ المحاور يعرض أسئلته على هذا الأخ وكان السؤال الأول عن هويته ثم عن الخطوط العريضة لعقائد فرقة (اليزيدية) وسر الغموض الذي يكتنفها والسلطة الدينية لها وتاريخها. فأجاب هذا الأخ عن هذه الأسئلة قائلا: إسمي عامر سلو رشيد من مواليد ۱۹٦۷ للميلاد، ولدت بمدينة الموصل العراقية في الناحية التي تقطنها الفرقة اليزيديية وهي ناحية (بعشيقة). ومن خلال التقليد الأعمى وجدت نفسي يزيديا على طريقة آبائي، ونشأت نشأة يزيدية من دون أن أعرف كيف ولماذا. الغموض هو أول شيء يكتنف عقائدها، هذا الغموض جاء إثر السلطة الدينية اليزيدية التي سعت منذ القدم وإلى اليوم أن تعتبره من أبرز المعالم اليزيدية.
 

هناك سلطة دينية تشرف على الفرقة اليزيدية وتتولاها أسرة (بيت الأمير) حيث يعود نسبهم إلى عدي بن مسافر الأموي الصوفي الذي ينتهي نسبه إلى بني أمية، ومن أجل بقائهم في هذا المنصب سعوا إلى نشر سياسة التعتيم بين أفراد اليزيدية ليبقى كل شيء غامضا ومن ثم أباحوا لنفسهم كل شيء وحرموا أشياء وأشياء عن بقية أفراد قاعدتهم، مثل الدراسة فقد حرموها على اليزيدية بينما أباحوا التعلم لأنفسهم، وأخيرا سمحوا لنا بالدراسة منذ العام ۱۹۸۰ للميلاد.
 

مستمعينا الأفاضل، ثم عرض المحاور على الأخ عامر السؤال التالي المثار في كثير من الأذهان وهو: (اليزيدية) ما سر هذا الإسم هل هناك علاقة بيزيد بن معاوية (لعنهما الله) أم ماذا؟ وهل يعبد اليزيدون الشيطان كما يقال؟ أجاب الأخ عامر قائلا: لقد ذكر بعض من كتب عن ملتنا أن سبب التسمية هي نسبة إلى (يزد) المدينة الإيرانية، وبعضهم احتمل نسبتهم إلى يزيد بن معاوية لعنهما الله، ولكن الحقيقة ليست كذلك. فاليزيديون يعتقدون أن الشيطان كان نبيا بعثه الله إلى العالم كله ولكن المسلمين لعنوه ولم يتبعوه وهكذا انحرف المسلمون –حسب هذا الإعتقاد– وظل اليزيديون وحدهم يتبعون هذا النبي –حسب اعتقاد اليزيدين– والذي له عدة أسماء في عقائدهم منها (طاووس الملك) ومنها (يزيد) ومن هنا جاءت تسميتهم باليزيديين، ولكن لا ننسى أن تأسيس هذه الفرقة جاء كما أسلفت من شخص ينحدر من نسب يزيد بن معاوية لعنه الله.
 

لليزيدية حج كما للمسلمين حج، ولكن يحجون إلى قبر منسوب إلى بلال الحبشي، وبالقرب منه عين ماء يعتقدون أنه ماء زمزم يأتي من مكة إلى منطقتهم، ويعتقدون أن المسلمين سرقوا منهم آية الكرسي وعيد الأضحى! ففي كل بيت يزيدي تجد آية الكرسي معلقة على الجدار!. وهم يبتعدون عن الألفاظ القريبة في إيقاعها الصوتي من أسماء الشيطان.
 

أيها الإخوة والأخوات، ثم سأل أخونا المحاور الأخ عامر رشيد عن بدايات رحلته في الإنتقال من اليزيدية إلى الإسلام، فقال: هناك ذكريات أثرت في حياتي فقادتني بمرور السنين إلى الإسلام. أذكر أني رأيت والدتي وهي صائمة في شهر رمضان مع أن اليزيدية لا يصومون فيه، ولما سألتها عن ذلك – وكان عمري آنذاك ۱۰ سنوات – أجابت لقد حدثت لنا مشكلة خطيرة جدا في يوم ما، فتوسلت بملك طاووس (الشيطان النبي في العقيدة اليزيدية) كي يكشف عنا هذه اللمة ولكن دون جدوى ثم توسلت بنبي النصارى (عيسي بن مريم عليه السلام) فلم أر أي نتيجة وما زال الخطر محدقا بنا، ثم فكرت أن أتوسل بنبي المسلمين محمد صلى الله عليه وآله وكنت قد نذرت أن أصوم شهر رمضان كما يصومه المسلمون إن خرجنا من هذا المأزق ببركة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وفعلا فقد رأيته في عالم الرؤيا وكان نوريا بهيا وقد بشرني بالفرج وقد زال الخطر عنا بالفعل وأخذت أصوم شهر رمضان من كل عام. هذه القصة شدتني إلى النبي العظيم، وضعف بالمقابل اعتقادي بـ (طاووس الملك).
 

وظلت هذه القصة تدور في ذهني حتى كبرت وتجاوزت العشرين عاما فأخذت أسأل من بعض أصدقائي – اليزيديين – عن كتابنا المقدس أين هو؟ وماذا فيه؟ ولماذا لا يطبع؟ بل لماذا لا يسمح لنا برؤيته كبقية الديانات؟ فكنت أواجه بالنفي وبنصيحة عدم التدخل في هذا الموضوع لأنه من اختصاصات بيت الأمير وهم وحدهم لهم صلاحية النظر في هذا الكتاب (المقدس) الذي يطلقون عليه اسم (رش) وهو يعني الكتاب الأسود وهو مؤلف من سبع صفحات فقط. ولكني تابعت البحث والسؤال من الناس بل من المقربين من بيت الأمير حتى وصلت إلى نتيجة قطعية أنه لا وجود لمثل هذا الكتاب وإنما هو مجرد أكذوبة حاكها بيت الأمير لخلق هالة من القداسة فأيقنت أني أؤمن بأشياء لا وجود لها. ثم اتصلت بأحد المسلمين الذي زودني بالكتب الإسلامية فقرأت أول كتاب وهو عن قصص الأنبياء فتأثرت بقصة سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) مع ما كنت أحمل في ذهني من صورة الإعجاب والقداسة والإحترام له (صلى الله عليه وآله) إلا أن هذا الرجل المسلم لم يكن من أتباع أهل البيت – عليهم السلام – ولطالما كان يحذرني من الشيعة حتى تحول تأكيده هذا إلى فضول دفعني للسؤال عن الشيعة وقراءة الكتب الشيعية فقرأت بعضها.
 

مستمعينا الأكارم وشاء الله تبارك وتعالى أن تكون هداية الأخ عامر سلو رشيد على يد سيد الشهداء – عليه السلام – بالتعرف أولا على مظلوميته وملحمته الخالدة، وثانيا ببركة رؤيا صادقة تلطف – عليه السلام – بها على هذا الشاب الطالب للحقيقة والحق والهداية، في جواب عن سؤال المحاور بشأن الكتاب الذي أدخله إلى عالم التشيع لأهل البيت عليهم السلام قال الأخ عامر: إنه مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) فحينما قرئته تأثرت كثيرا وتألمت على تلك الفاجعة التي تعرض لها الإمام الحسين (عليه السلام) وبقيت في حيرة من أمري حول مصداقية هذا الكلام وهل أنه حقيقة أم لا؟ وإذا كان حقيقة فكيف يحترم بعض أهل السنة يزيد بن معاوية المجرم؟ بل لماذا لا يتكلمون حول مأساة الحسين الدامية، لقد تألم قلبي كثيرا لهذه المأساة المروعة، وكان الوقت متأخرا في الليل، فبينما أنا بين النائم واليقظان رأيت رجلا نورانيا مهيبا يرتدي ملابس خضراء جميلة. حينما رأيته ارتعدت كل فرائصي فقال لي: أنا الحسين بن علي وكل ما قرأته عن مصيبتي صحيح.
 

ثم عدت لحالتي الأولى وقد أجهشت بالبكاء.. وأشرق الحق في قلبي فاتصلت ببعض الشباب الشيعة ودرست عندهم – بعد ذلك – بعض الفقه الشيعي من خلال الرسالة العملية، بالإضافة إلى دورة في العقائد والأخلاق واللغة العربية، ومنذ ذلك الحين عرفت حقيقة الشيعة وجذبتني ثلاثة أمور موجودة عند الشيعة لا توجد عند غيرهم، الأول: إتصالهم بمراجعهم وحل مشاكلهم وإجابتهم عن كل سؤال يطرح عليهم، الثاني: كثرة الحوزات والمدارس العلمية والدورات الثقافية في المساجد والحسينيات وغيرها،والثالث: المجالس الحسينية التي تعتبر مدرسة تبليغية مستمرة طيلة العام.
 

أحب أن تصل الحقيقة إلى بقية أبناء قومي الذين خدعوا بمرور السنين ليعرفوا أنهم كانوا مسلمين في الأصل بل إن ذلك هو السبب الذي جعل عدي بن مسافر – الرجل المنحرف – يستوطن عندهم، وإلا فلماذا يجاور أناسا ليسوا بمسلمين وهو مسلم سني صوفي مبتدع؟ وأحب أن يعرفوا أن بيت ألأمير يخدعونهم، وعسى أن يكتب الله لقومنا الهداية، ولجميع البشر بالتمسك بحبل ولاية الله ورسوله وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
 

كانت هذه مستمعينا الأكارم قصة أخينا الكريم عامر سلو رشيد الموصلي الذي هداه الله ببركة سيد الشهداء عليه السلام معرفة دينه الذي ارتضاه لعباده والإنتقال من عقيدة اليزيدية إلى عقيدة مدرسة الثقلين القران وأهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام –، وقد قدمناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج بالحسين اهتديت، الذي يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة