البث المباشر

السيدة أم خلف زوجة مسلم بن عوسجة(رض)

الأربعاء 26 يونيو 2019 - 08:48 بتوقيت طهران
السيدة أم خلف زوجة مسلم بن عوسجة(رض)

ابا حسن يا خير حام لجاره

ابث لك الشكوى بدمع مرقرق

فناهيك في رزء تفاقم وقعه

فاصبح فيه الدمع من بعض منطقي

فكم لك في ارض الطفوف نوادب

ينحن بها نوح الحمام المطوق

وكم طفلة قد ارهبوها بقسوة

وما عودت من قبل غير الترقرق

وكم حرة حسرى بدت من خباً لها

وليس لديها ساتر غير مرفق!

ذوات النجابة والولاء من النساء المسلمات، لم يطقن ان يتركن حرائر الوحي وكرائم الرسالة يعشن المحنة العظمى في كربلاء لوحدهن، فقد اقدمن على المواساة والتضحية، ثم دخلن مع آل الله في مصيبة السبي بعد ان دفعن بازواجهن واولادهن الى ساحة الشهادة بين يدي امام زمانهم ابي عبد الله الحسين ريحانة المصطفى صلى الله عليه وآله.
وكان من بين تلك المؤمنات المواليات النجيبات ام خلف زوجة مسلم بن عوسجة الشهيد السعيد الذي تشرف بنصرة سيد شباب اهل الجنة، الامام الحسين بن علي، اولاً، ثم بالشهادة بين يديه، بتأبينه، ثم بزيارة الامام المهدي صلوات الله عليه له، حيث خاطبه بقوله: السلام على مسلم بن عوسجة الاسدي، القائل للحسين عليه السلام وقد اذن له في الانصراف: انحن نخلي عنك؟! وبم نعتذر عند الله من اداء حقك؟! لا والله حتى اكسر في صدورهم رمحي هذا، واضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا افارقك، ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولا افارقك حتى اموت معك. ويواصل الامام المهدي سلام الله عليه زيارته لمسلم بن عوسجة فيخاطبه بالقول: وكنت اول من شرى نفسه، واول شهيد من شهداء الله قضى نحبه أي من الاصحاب في كربلاء، ففزت ورب الكعبة، وشكر الله استقدامك ومواساتك امامك، اذ مشى اليك "أي الحسين" وانت صريع فقال: يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة.
وقرأ: "فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً" لعن الله المشتركين في قتلك، عبد الله الضبابي، وعبد الله بن خشكارة البجلي، ومسلم بن عبد الله الضبابي.
في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الحنفي، وكذا في تاريخ الطبري ان مسلم بن عوسجة برز الى ساحة كربلاء مملئاً شجاعة وبسالة وغيرة، وهو يرتجز قائلاً:

ان تسألوا عني فاني ذو لبد

من فرع قوم من ذرى بني اسد

فمن بغاني حائد عن الرشد

وكافر بدين جبار صمد

وتابعه نافع بن هلال يعضده، فخرج رجل من بني قطيعة قائلاً: انا على دين فلان!
فقال له نافع: انت على دين الشيطان، ثم حمل عليه نافع فقتله، فاخذ نافع ومسلم بن عوسجة يجولان في ميمنة عسكر عمر بن سعد، فصاح عمرو بن الحجاج، ويلكم يا حمقى مهلاً! اتدرون من تقاتلون؟! انما تقاتلون فرسان المصر واهل البصائر، وقوماً مستميتين، لا يبرز منكم احد الا قتلوه على قلتهم! ثم حمل عمرو بن الحجاج نحو الفرات، فاقتتلوا ساعة، وفيها قاتل مسلم بن عوسجة، فشد عليه جماعة حتى ثارت غبرة شديدة، ما انجلت الا ومسلم صريح وبه رمق، فمشى اليه الحسين بنفسه الطيبة، ومعه حبيب بن مظاهر، وكان مسلم حتى انفاسه الاخيرة ذلك المخلص الموالي الغيور، حيث دنا منه حبيب بن مظاهر فقال له: عز علي مصرعك يا مسلم، ولو لم اعلم اني في الاثر أي على اثرك في الشهادة لاحببت ان توصي الي بما اهمك فقال له مسلم، اوصيك بهذا واشار الى الحسين ان تموت دونه فقال حبيب افعل ورب الكعبة.
وكانت لمسلم بن عوسجة زوجة مؤمنة موالية لأهل البيت العصمة، حضرت معه في ارض كربلاء وعاضدته في نصرة سيد الشهداء، حتى صرع مخضباً بدم الشهادة والكرامة.
كتب الشيخ ذبيح المحلاتي في رياحين الشريعة نقلاً عن عطاء الله الشافعي في روضة الاحباب ان زوجة مسلم بن عوسجة كان لها ابن من زوجها مسلم يسمى خلف لما سمع بمصرع ابيه وشهادته نهض كالاسد مندفعاً الى ساحة المعركة، فاعترضه الحسين سلام الله عليه يمنعه ويعلمه انه ان قتل ستبقى امه وحيدة في هذه الرمضاء فاراد خلف الرجوع واذا بامه تعترضه تتعجل منعه عن القعود واقفة في طريقه لتقول له: بني اختر نصرة ابن بنت نبيك على سلامة نفسك اما اذا اخترت سلامتك فلن ارضى عنك ابداً.
فبرز خلف بن مسلم بن عوسجة للقوم وحمل عليهم وهو يسمع امه تناديه وتشجعه: ابشر يا ولدي، فانك ستسقى من ماء الكوثر الساعة ان شاء الله تعالى، فقتل خلف ثلاثين رجلاً، وبقي يقاتل ببسالة وشهامة حتى نال شرف الشهادة، فلما سقط احتز اللؤماء رأسه ورموا به نحو امه، فتلقته امه واحتضنته وقبلته ثم بكت وابكت من كان معها. ثم دخلت في ركب السبي مع حريم الرسالة بعد العاشر من المحرم.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة