البث المباشر

تفسير موجز للآيات 5 الى 11 من سورة ص

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 15:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 835

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطاهرين .. يتجدد لقاءنا بحضراتكم ضمن حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة لنواصل الحديث في سورة صاد و تحديدا في الايات 5 حتى 11 منها . لنبدء البرنامج بالاستماع إلى تلاوة مرتلة للايات الخامسة حتى السابعة من سورة صاد المباركة .

أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾ 

وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦﴾ 

مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧﴾

في الحلقة الماضية أشرنا إلى رفض مشركي مكة الانصياع لدعوة النبي (ص) ، ولكي يحولوا دون توجه الناس إليه قاموا بوصفه ساحرا كاذبا.كما تشير الايات إلى معتقد من معتقدات قريش أنّه كلّما ازداد عدد آلهتهم إزداد نفوذهم وقدرتهم، ولهذا السبب فإنّ وجود إله واحد يعدّ قليلا من وجهة نظرهم،ولو كان ادّعاء التوحيد وترك عبادة الأصنام أمراً واقعيّاً لكان الآباء أدركوا ذلك، ووصل إليهم التوحيد عبرتراث آبائهم ، لذا فالتوحيد مجرد حديث كاذب وغير مسبوق . وعليه فقد سارع أشراف قريش الذين واجهوا الرد الشديد من قبل رسول الله (ص) على ترك رسالته ليحث بعضهم بعضا ليثبتوا على عبادة الأصنام .

ترشدنا الايات إلى بعض التعاليم منها:

  • إن أهم الواجبات لدى الأنبياء إبطال الآلهة و الأصنام وترسيخ عقيدة التوحيد ، الأمر الذي يثير العجب العجاب لدى المشركين .
  • يرغب أغلب الناس للسير على التقاليد و الأعراف التي ورثوها من الاباء ويصعب عليهم تركها أو تصحيحها .
  • إن إثارة الفتن والشبهات في المجتمع و تضليل الناس أمر يديره أعداء الاسلام .

 

أيها الأكارم نستمع إلى تلاوة الأية 8 من سورة الصاد المباركة:

 أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾ 

لجأ المشركون إلى مختلف المزاعم والادعاءات بهدف محاربة رسول الله (ص) ولخداع الناس وإقناع أنفسهم ، فمثلا أثاروا سؤالا لهم بتعجّب وإنكار (أأنزل عليه الذكر من بيننا). لا سيما وأن محمّدا يتيم وفقيرو فينا الكثير من الشيبة وكبار السنّ الأثرياء المعروفون. ثم يهددهم القرآن الكريم بهذا القول (بل لمّا يذوقوا عذاب)أي إنّ هؤلاء لم يذوقوا العذاب الإلهي، ولهذا السبب تعدوا على رسول الله (ص) ودخلوا المعركة ضدّ الوحي الإلهي بهذا المنطق الأجوف.

نتعلم من الاية :

  • أن الحسد والتكبر هما من جذور رفض الحق .
  • إن الشك أمر طبيعي في الانسان فيما اذا كان مقدمة لاستحصال اليقين .فان بقي دون رد فقد يدمر حياة الانسان .

 

فيما يلي نستمع إلى تلاوة الايات 9 حتى 11 من سورة صاد المباركة:

أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴿٩﴾ 

أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠﴾ 

جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ ﴿١١﴾

ويضيف القرآن الكريم في الردّ عليهم في هذه الآيات : هل يمتلكون خزائن الرحمة الإلهيّة كي يهبوا أمر النبوّة لمن يرغبون فيه، ويمنعونها عمّن لا يرغبون فيه؟ و الآية اللاحقة تواصل نفس الموضوع، ولكن من جانب آخر، حيث قالت: (أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب).فهم لا يمتكلون خزائن الرحمة الإلهية، كي يمنحوها لمن تنسجم أهواؤه مع أهوائهم.

إذن فليس أمامهم سوى طريق واحد، وهو أن يرتقوا إلى السماوات ليمنعوا الوحي أن ينزل على رسول الله وإنهم يعرفون أنّ تحقيق هذا الأمر شيء محال، وهم عاجزون عن تنفيذه. ويصرح القرآن بحزم قائلا: إنّ هؤلاء الأعداء- الذين هم مجموعة صغيرة- سيهزمون في نهاية المطاف. جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ

و إلى تعاليم تتحفنا بها هذه الايات:

  • إن بعث الانبياء لهداية الناس من مصاديق الرحمة الالهية الواسعة .
  • يجب أن يكون سن القوانين و التشريعات بيد الله تعالى الذي خلق الانسان والكون وهو يدير شانه و يدبره.
  • إن الأحزاب والفئات التي تعمل ضد الحق لا تواجه مصيرا سوى الفشل والهزيمة حتى وإن بدت في الظاهر صاحبة الجاه والقدرة.

 

أيها الأكارم إلى هنا انتهت هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل أن نلقاكم مجددا نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة