البث المباشر

تفسير موجز للآيات 83 الى 85 من سورة القصص

السبت 11 إبريل 2020 - 15:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 714

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين.. وصل وسلم على خيرة خلقك الحبيب المصطفى وعلى آله الأطهرين.

إخوة الإيمان سلام من الله عليكم ورحمته وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة وتفسير آي أخر من سورة القصص المباركة؛ هذه أولاً الآية الثالثة والثمانون:

تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾ 

 

الآية وما بعدها هي النتيجة المستخلصة من قصة قارون التي حكتها الآيات السابقة من هذه السورة وهذه الآية تشير الى الدار الأخرى بإسم الإشارة تلك الدالة على البعد... دلالة على شرف الدار تلك وبهائها وعلو مكانتها، وهذه شاهد على أن المراد بها الدار الآخرة السعيدة المفسرة بالجنة.

أما العلو في الأرض فهو التعالي والتعاظم، وإرادة التسلط على الناس بغير حق. والفساد هو الظلم والعدوان، والفسق والفجور.

فيكون معنى الآية هو تلك الدار الآخرة السعيدة نخصها بالذين لا يريدون فساداً في الأرض بالعلو على عباد الله ولا بأي معصية أخرى.

وقوله عزوجل "والعاقبة للمتقين" تأكيد لأن العاقبة المحمودة الجميلة وهي الدار الآخرة السعيدة أو العاقبة السعيدة في الدنيا والآخرة هي من نصيب الأتقياء والمؤمنين.

أفهمتنا الآية:

  • إن ما يسبب الفساد وإنتشاره الإستعلاء القائم على القدرة والثراء.
  • الزهد أو التقوى، إنما هو التواضع وعدم التفاخر والإستعلاء على الناس.

والآن نستمع للآية الرابعة والثمانين:

مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٤﴾

-

إن الحسنة تتضاعف لمن جاء بها بفضله سبحانه وتعالى ولكن جزاء السيئة لا يزداد في عقاب أهلها على قدر إستحقاقهم بخلاف الزيادة في الفضل على الثواب المستحق، فإنه يكون تفضلاً وهذا كمال العدل والإحسان معاً.

ما تعلمناه من الآية:

  • ما يعمله الإنسان من عمل صالح، يجزى عليه في الحياة الدنيا أو الآخرة.
  • عمل الخير ينبغي أن يبقى سالماً، لا يحبطه أمثال العجب والغرور والرياء.
  • ما يجزى به الإنسان على ما جاء بالحسنة إنما هو بفضل الله وما يعاقب عليه على ما جاء به بالسيئة فلا يكون إلا ما كان يعمل في دنياه، أي لا يزيد سبحانه على ما عمله من السيئات شيئاً وفيه كمال العدل، كما أن في جزاء الحسنة بخير منها كمال الفضل الإلهي.

والآن نستمع للآية الخامسة والثمانين من سورة القصص المباركة:

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨٥﴾ 

الآية وما بعدها خاتمة السورة، وفيها وعد جميل للنبي الأكرم بأن الله سيمن عليه صلى الله عليه وآله برفع قدره ونفوذ كلمته وانتشار دينه وتعميم الأمن والسلام عليه وعلى من آمن به، كما فعل سبحانه ذلك بموسى وقومه، وقد كانت قصة موسى عليه السلام وبني إسرائيل مسوقة في هذه السورة أي سورة القصص لبيان ذلك.

وروي أن النبي صلى الله عليه وآله حين هاجر من مكة الى يثرب أو المدينة المنورة كما سميت لاحقاً، إشتاق الى وطنه وهو في الطريق، لذا نزلت الآية مبشرة بالعودة إليه.

أفادتنا الآية:

  • كان نزول القرآن وإبلاغه الناس وراء مخالفة الكفار، وبالتالي الهجرة النبوية الشريفة، أما سبحانه المنزل لهذا القرآن وعد نبيه الخاتم بالعودة الى مكة معززاً مكرماً.. وهذا ما تحقق بالفعل..فإن وعد الله حق.
  • العبادات لا تقتصر على الصلاة والصوم، فمنها تلاوة القرآن الكريم وتبليغه ودعوة الناس الى القرآن والعمل بآياته البينات أيضاً.

وهكذا أيها الإخوة والأخوات الأفاضل وصلنا الى نهاية هذه الحلقة، على أمل اللقاء بكم في حلقة أخرى نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة