البث المباشر

تفسير موجز للآيات 58 الى 61 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 09:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران-نهج الحياة: الحلقة 631

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

سلام عليكم – أيها الإخوة والأخوات – وأهلاً بكم في حلقة أخرى وجديدة من برنامج (نهج الحياة)؛ لازلنا في رحاب سورة النور المباركة وقد قدمنا حتى الآن تفسير 57 آية منها؛ وفي هذه الحلقة تفسير لآيات أخرى والبداية من الآيتين الـ 58 والـ 59:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٨﴾

وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٩﴾

إن الشريعة الإسلامية الغراء هي شريعة الأخلاق والفضائل والقيم وهي تقوم على مفاهيم تربوية وأخلاقية لتعالي الإنسان روحياً.

ويحث الإسلام على التحلي بحسن الخلق والتأدب بالآداب الرفيعة سواء في المجتمع أو في البيت والأسرة وإن من واجب الآباء والأمهات تربية الأبناء تربية صالحة وعلى الآباء أن يراعوا حدود العفة والحياء حتى داخل البيت.

ويقدم لنا النص دروساً مفيدة هي:

  •  إن العلاقة الزوجية لابد أن تقوم على أساس العفاف والستر.
  •  إن الأطفال يتعلمون دروس العفة من مدرسة البيت.
  •  ينبغي للزوج أن يخصص من ساعات يومه مقداراً لزوجته تعميقاً للمودة وتعاوناً في إدارة شؤون الأسرة.

ولنستمع حضرات المستمعين الى تلاوة الآية الستين من سورة النور المباركة:

وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٦٠﴾

إن الحجاب هو من ضروريات الدين الإسلامي وإنكاره إنكار لضروري من الدين وخروج عن الدين وقد أبانت آيات عديدة أحكام الحجاب، منها الآية الـ 31 من سورة النور. أما في هذه الآية فقد ورد استثناء للقواعد من النساء أو كبار السن اللواتي لا يرجون نكاحاً. وأباح القرآن لهن عدم الحجاب لكن من دون زينة لأن ذلك لا مفسدة فيه. لكن مع هذا تصرح الآية أن الأفضل حتى للنساء المسنات هو رعاية الحجاب إذ فيه مكانة الشخصية وهيبة الوقار.

ومما يستفاد من هذه الآية:

  •  إن قوانين الإسلام قوانين صالحة للتطبيق في كل الحالات وفي كل زمان ومكان وأن فيها بعض الإستثناءات لما يلائم بعض الظروف.
  • لا يجوز للمرأة والفتاة البالغة إظهار الزينة في الوجه والكفين أو في مواضع أخرى من الجسم أمام الأجانب.

والقرآن الكريم يقول لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها أي ما هو جائز منها. وبهذا الشأن تفاصيل أوضعها الفقهاء في كتبهم ورسائلهم.

ولنستمع الى تلاوة الآية الحادية والستين من سورة النور وهي آخر آية نأتي الى تفسيرها في هذه الحلقة:

لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦١﴾

إن هذه الآية تتكون من ثلاثة أجزاء وهذا التقسيم على أساس ما جاء فيها.

الجزء الأول حول المرضى والمعاقين جسمياً كمن فقدوا البصر أو أصيبوا بعاهة في الرجل. ومثل هؤلاء تنطبق عليهم قاعدة رفع العسر والحرج من عليهم أي أنهم لا يكلفون بما يشق عليهم بسبب المرض فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

الجزء الثاني من الآية حول التعامل مع المحارم النسبيين مثل الأب والأم والأخ والأخت والعمة والخالة والخال والعم، حيث أباحت الآية الأكل والشرب في بيوت هؤلاء بالقدر المتعارف من دون إذنهم، وهذا الحكم يتسع ليشمل بيوت الأصدقاء والمعارف لكن دون إفراط أو تفريط.

والجزء الثالث هو حول المبادرة بالتحية حين دخول بيت ما، والإسلام في تعاليمه الوضاءة حث على التحية والسلام.

والدروس المأخوذة من الآية أربعة:

  •  إن من أخلاق الإسلام رعاية حال الضعفاء جسدياً، إستناداً على قاعدة رفع العسر والحرج التي لابد أن تطبق في الأماكن العامة والخاصة معاً.
  • إن ثمة حقوق ما بين الأقارب النسبيين في الحدود المتعارفة.
  •  حقوق الأصدقاء في الإسلام في مستوى حقوق الأقارب.
  •  السلام أدب إلهي ومبارك فيه الخير في الحياة.

حضرات المستمعين الأفاضل، لم يبق من سورة النور سوى ثلاث آيات سنأتي على تفسيرها في الحلقة القادمة إن شاء الله.

الى اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة