البث المباشر

تفسير موجز للآيات 53 الى 57 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 08:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 630

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم حضرات المستمعين واهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة.

اعزاءنا، في هذه الحلقة نقدم لكم تفسيراً موجزاً للآيات من الثالث والخمسين حتى السابعة والخمسين من سورة النور المباركة ونبدأ بالآيتين الثالثة والخمسين والرابعة والخمسين:

وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُل لَّا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٥٣﴾

قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٥٤﴾

مستمعينا الافاضل: في كل مجتمع تتواجد للاسف فئة هي المنافقون الذين لم يدخل الايمان في قلوبهم حقا وان اظهروا على السنتهم ما يغاير ما في انفسهم. ويكثر المنافقون من القسم بالله وماهم بصادقين. انهم كلما احسوا الخطر لجأوا الى المكر والمخادعة وادعوا انهم عون للاسلام، وهم له اعداء.

اجل ان المنافقين هم الذين يطلقون البرّاق من الشعارات وهم يقولون ما لا يفعلون، وعند الشدائد والازمات لا يكون لهم اي دور في المواجهة.

وفي النص القرآني المتقدم تذكرة بأن الله جل شأنه وهو العالم بكل شيء يعرف حقيقة المنافقين، واشارة الى الطاعة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي التي تميز المنافقين عن اهل الايمان الصادقين لأن من يطع الرسول فقد آمن بالله حقاً.

واليكم الآن الدروس المستفادة من هذا النص فهي:

  •  علينا ان لا ننخدع بحيل المنافقين، ومن تلك الحيل كثرة القسم بالله.
  •  ان النبي سفير الهي مبلغ لأحكام الله. لكن ليس له اجبار احد على اتباعه.
  •  من يطع الرسول فقد اطاع الله، وفي القرآن اقتران ما بين طاعة الله ورسوله مثل قوله تعالى: ((يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)) صدق الله العلي العظيم.

 

ويقول عز من قائل في الآية الخامسة والخمسين من سورة النور الزاكية:

وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥﴾

ان النص السابق لهذه الآية الكريمة تحدث حول ظاهرة النفاق في المجتمع واشار كذلك الى لزوم اطاعة الله ورسوله، وفي هذه الآية ما يبين لنا ان طاعة الله ورسوله لها فوائد جمة في الدنيا والآخرة.

فبطاعة الله تعالى يقام نظام العدل في المجتمع، وتتوطد للحق اركانه واسسه. حيث يشعر الناس بالهدوء والاستقرار. وان وعد الله سبحانه حق. في ان الحكم للصالحين، اليس القرآن الكريم يقول: ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)) صدق الله العلي العظيم.

وحكومة الصالحين في آخر الزمان كما هو مستفاد من الروايات هي حكومة العدل الالهي التي يقيمها الامام الثاني عشر من ائمة العترة الطاهرة، مولانا الحجة ابن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف.

ويستفاد من نص الآية المفسرة ما يلي:

  •  ان المؤمنين يتطلعون دوماً الى حكومة العدل الالهي التي وعد الله بها، والله لايخلف الميعاد.
  •  ليس هناك من فصل ما بين الدين والسياسة.
  • ان الحق منتصر على الباطل لامحالة، وان حكم الحق هو حكم العدل والقسط حيث تقام في آخر الزمان دولة العدل وتزال كل اشكال الجور والظلم.

 

وآخر آيتين نفسرهما في هذه الحلقة ايها الاكارم الآية السادسة والخمسين والآية السابعة والخمسين من سورة النور المباركة:

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٥٦﴾

لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٥٧﴾

في النص حديث حول الصلاة والزكاة وطاعة الامام العادل، والصلاة هي علاقة المؤمن بربه وخالقه، وفي الزكاة مدّ روابط العون مع المحتاجين.

ولطالما اقترنت الزكاة بالصلاة في عديد من آيات القرآن الكريم كقوله تعالى:

((واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)) صدق الله العلي العظيم.

ومن وجهة نظر الشرع الاسلامي المقدس، فإن الصلاة عبادة والزكاة عبادة ولابد فيهما من قصد القربة، غاية الامر ان الصلاة عبادة بدنية والزكاة عبادة مالية.

وطاعة الامام العادل تعني اقامة دولة الحق والعدل وهو ما يرجوه المؤمنون وما وعد الله به اهل الارض، وان وعد الله حق. قال تعالى: ((ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين))

اما المستفاد من الآيتين المفسرتين مايلي:

  •  من وجهة نظر الاسلام لا يوجد فصل ما بين المسائل العبادية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ففي الدين الاسلامي نظام متكامل للحكم، هو افضل نظام يتفيأ في ظلاله الوارفة الانسان.
  • مهما قوت دولة الكفر فانها لا تقوى على مناهضة الاسلام، وسيأتي ذلك اليوم الذي ترفرف فيه اعلام الاسلام على كل انحاء المعمورة، فالاسلام يعلو ولا يعلى عليه والحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة