البث المباشر

تفسير موجز للآيات 35 الى 38 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 08:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 626

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

حضرات المستمعين الاكارم اسعدتم بكل خير واهلا بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة.

اعزاءنا يسرنا ان نقدم لكم تفسيراً لبضع آيات من سورة النور ونبدأ بالآية الخامسة والثلاثين:

اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾

ان هذه الآية تعرف بآية النور وهي السبب في تسمية هذه السورة الشريفة باسم سورة النور.

ان النور هو مصدر كل الجمال والجلال في الكون و منشأ كل خير وليس فيه شر سواء بمصاديقه المعنوية او المادية فحتى الحياة المادية للانسان والحيوان والنبات بحاجة الى نور.

والنور مصدر الاشعاع والضوء، انه يبدد الظلام الحالك. الا ان المراد من قوله تعالى:

الله نور السموات والارض، ليس المعنى المادي فالله تعالى شأنه ليس كمثله شيء وانه افاض على الوجود رحمته كما يفيض النور الضياء من مصباحه.

ومن بعد افاضة الوجود جاءت الهداية الربانية وهذا مايؤشر اليه قوله عز من قائل في الآية الخمسين من سورة طه المباركة: اعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

وفي آية النور تمثيل للنور الالهي بالمصباح او المشكاة، ومشكاة النور الالهي مضاءة وضاءة على الدوام لاخفوت فيها اطلاقاً.

اجل ان النور الالهي الذي فيه الهداية والرشاد يتجلى في الكتب السماوية والسفراء الربانيين فهم هداة البشرية من التيه والضلال وهم الذين يأخذون بأيدي الناس الى جادة الصواب.

ويفيدنا النص المفسر مايلي:

  • ان الوجود تجلي للنور الالهي.
  •  ان الهداية الالهية توصل الانسان الى الكمال المطلوب.
  •  ان الايمان الحقيقي ينهض من الهداية الربانية سالكاً الصراط المستقيم لامشرقاً ولا مغرّباً.

 

ويقول تبارك وتعالى في الآية السادسة والثلاثين من سورة النور المباركة:

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿٣٦﴾

ان مصابيح الهداية الربانية هي: في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه.

وفي مقدمة هذه البيوت الكعبة والبيت الحرام وسائر المساجد التي لابد للناس من التوجه اليها.

والمستفاد من النص امران هما:

 

ولنستمع معا الى قوله سبحانه في الآيتين السابعة والثلاثين والثامنة والثلاثين من سورة النور الزاكية:

رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿٣٧﴾

لِيَجْزِيَهُمُ اللَّـهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٣٨﴾

ان الله تباركت اسماؤه خلق الناس وافاض عليهم الحياة الدنيا يحيون فيها ماعاشوا، ومن بعد ذلك: كل نفس ذائقة الموت، اجل ومن بعد الموت الحياة الاخرى، والآخرة خير وابقى، نعم ان الدنيا قنطرة الآخرة فللناس ان يعبروها لا ان يعمروها.

لكل انسان ثواب عمله او جزاء عمله والله يثيب المحسنين ويجزي المسيئين بالعدل والفضل فيضاعف الحسنات ولايجزي السيئة الا بمثلها.

ان عباد الله الصالحين هم الذين ان سمعوا داعي التوحيد لبّوه، وان كانوا في عمل تركوا اعمالهم لخير الاعمال وهي الصلاة، لايشغلهم عنها شاغل.

ولنختم الكلام هنا بعرض الدروس المستقاة من النص المفسر التي في الامكان ادراجها في النقاط الاربعة التالية:

  •  ان المال والثروة قد يبهرا النفوس ويبعداها عن ذكر الله جل وعلا.
  • ان التجارة مقرونة باداء الواجبات المالية مثل الزكاة، ولاريب ان اداء التكاليف المالية فيه صيانة للمجتمع من الفقر وتنمية للاقتصاد بفضل البركات الالهية.
  •  ان يوم القيامة هو يوم الحساب والميزان والقسط، يوم يرى الانسان فيه ثمرة عمله.
  •  ليس الربح المادي لوحده هو المراد. بل الربح المعنوي الى جانبه امر مطلوب، ومن استغنى عن الربح المادي اعطاه الله تعالى الربح المعنوي، وذلك هو الفوز العظيم.

 

مستمعينا الافاضل حتى نلتقيكم على الهدى والايمان في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة نستودعكم الله والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة