البث المباشر

تفسير موجز للآيات 32 الى 34 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 07:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 625

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الرسل اجمعين ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الطاهرين.

حضرات المستمعين السلام عليكم واهلا بكم في حلقة اخرى وجديدة من برنامج نهج الحياة، وفيها تفسير لآيات اخرى من سورة النور المباركة، ونبدا بالآية الثانية والثلاثين منها:

وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٣٢﴾

ان الآيات السابقة لهذه الآية تحدثت حول العفة والحجاب والاتزان في العلاقات الاجتماعية مابين الرجال والنساء على اساس ضوابط الشرع المقدس.

وفي هذه الآية اشارة الى الزواج من شأنه حفظ المجتمع من الانزلاق الى مهاوي الرذيلة والفساد.

ان الله تبارك وتعالى ومن اجل ديمومة النسل البشري اودع في الانسان الغريزة الجنسية لكن الشرائع السماوية لم تطلق العنان لهذه الغريزة ولم تأمر بكبتها ايضاً بل حددت مساراً صائباً لإشباعها هو الزواج.

ان الاسلام يشجع على الزواج ويحث على التزويج وعدم التردد في ذلك خوف الفقر والفاقة وغيرهما.

وحتى الغلمان والجواري دعا الاسلام الى تزويجهم للحؤول دون وقوعهم في الحرام مبشراً بان في الزواج بركة وفوز باغناء الله لعباده كما لاحظنا في الآية الكريمة التي استمعنا لها قبل قليل.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني.

واليكم الآن احبة القرآن الدروس المستقاة من الآية المفسرة فهي:

  •  على المسؤولين في النظام الاسلامي توفير الفرص لزواج الشباب والشابات لسد طريق الفحشاء في المجتمع.
  •  ان الزواج في الاسلام امر مقدس ومؤكد عليه.
  •  لاينبغي ان يكون الفقر مانعاً من الزواج، لأن الله القدير يغني كلاً من فضله، وهو ذوالفضل العظيم.

 

ويقول عز من قائل في الآية الثالثة والثلاثين من سورة النور:

وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّـهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّـهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٣﴾

قد لاتتوفر لدى البعض الظروف المناسبة للزواج وعلى هذا لاينبغي ان يكون ذلك مدعاة للتوجه نحو الفحشاء اذ ان الله عزوجل جعل في الانسان القدرة على ان يتحكم بما عنده من غرائز؛ وهداه الى مايعينه عن ذلك مثل الصوم المستحب والابتعاد عن المثيرات.

ويساهم العقل في تسيير الغريزة الجنسية نحو الاتجاه الصحيح فلايقترف الموبقات. وفي حياة الانبياء عليهم السلام دروس في صيانة العرض والشرف وعدم ارتكاب الفاحشة.

ويحدثنا القرآن الكريم ان النبي يوسف عليه السلام ابى طلب زليخا فصرف الله عنه السوء وكان من عباد الله المخلصين.

وفي الآية حديث حول العبيد والاماء والفتيات هنا بمعنى الاماء، ويظهر ذلك من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

لايقولن احدكم عبدي وامتي بل يقول فتاي وفتاتي.

والدروس المستفادة من الآية هي:

  •  ان على الانسان ان يصبر حينما لاتكون له زوجة او زوجته لسبب عنه بعيدا.
  •  لابد من الارفاق بالذين هم تحت مسؤوليتنا، لااجبارهم على فعل ما لايريدونه.
  •  ان الاسلام فيه قوانين لتحرير العبيد واطلاق الرقيق.
  •  لايجوز جمع المال والاثراء من طرق غير مشروعة.

 

وآخر آية نفسرها في هذه الحلقة من البرنامج هي الآية الرابعة والثلاثين من سورة النور اذ يقول جل شأنه:

وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٣٤﴾

في هذه الآية تنويه الى ان القرآن الكريم يعرض على الناس ما مرّ على امم الماضين لاستقاء الدروس والعبر من التاريخ. لكن ليس كل انسان يستفيد من هذه الدروس فاهل التقوى يتعظون بمواعظ القرآن وغيرهم فلا.

ويفيدنا النص مايأتي:

  •  ان القرآن كتاب الهداية والرشاد فيه صلاح الناس في دينهم ودنياهم وآخرتهم.
  •  كل الاناس بحاجة الى استماع المواعظ ووعيها سواء المتقين منهم ام غير المتقين.

 

اللهم نور قلوبنا بنور القرآن واجعله زاد حياتنا وشاهداً لنا يوم القيامة لاشاهداً علينا. آمين يارب العالمين.

حضرات المستمعين الافاضل من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وصلنا واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة.

انتم في الحلقة المقبلة باذن الله تباركت اسمائه على موعد مع تفسير لآيات اخرى من سورة النور الشريفة.

الى اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة