البث المباشر

تفسير موجز للآيات 11 حتى 14 من سورة يونس

الثلاثاء 18 فبراير 2020 - 08:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 321

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطاهرين السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج

لننصت الى الآية الحادية عشرة من سورة يونس المباركة ثم من بعد ذلك نقدم تفسيراً موجزاً لها:

ولو يعجل الله للناس الشر الستعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون

ان من احدى السنن الالهية في التعامل مع الناس محسنهم وميئهم الأمهال لا الأهمال وهذا الأمهال ينبع من حلم الباري تعالى وحكمته ودرايته بالأمور.

ثم ان الأنسان وهو في هذه الدنيا ليس مجبراً في اعماله ولا مخيراً بالكامل لكن مع هذا له طريق الأختيار ليسلك اي السبيلين شاء الخير ام الشر ومع كل هذا فان الله تعالى بلطفه وكرمه يفتح باب التوبة امام المذنبين عسى ان يثوبوا الى رشدهم اما الذين يصرون على الأثم والمعصية فأن الله يتركم في غيهم يعمهون ثم انه تعالى شأنه يوم القيامة يعاقبهم بما كسبت ايديهم وما ربك بظلام للعبيد.

ويعلمنا هذا النص القرآني المبارك:

  •  ان عدم هلاك الكفار والظالمين في الدنيا ليس دليلاً على احقيتهم ولكن الله يمهل ولا يهمل
  •  ان الذين ابتعدوا عن ذات القدس الربوبي، يكونون في غي وضلال وله في دار المأوى الخسران

 

ولنستمع معاً الى الآية الثانية عشرة من سورة يونس حيث يقول عز من قائل:

واذا مس الانسان الضر دعانا الجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مركان لم يدعنا الى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون

ان الرفاة والدعة في العيش يجعلان الأنسان يغفل عن الله تعالى. لكن اذا ما حلت بالأنسان الصعاب فأنه يصحو من نوم غفلته وعندها يتيكن انه موجود ضعيف ليس الا. وعندما يتعرض الانسان الى مشكلة يدعو الله ان يخلصه منها وان كان قد نسى الله من قبل وبعد ان يستجيب الله لعبده ويخلصه مما هو فيه نرى ذلك العبد وهو غير المؤمن الصادق ينسى الله ثانية ويعود الى نوم الغفلة من جديد والذي نستفيده من هذه الاية الشريفة:

  • الأيمان بالله متجذر في النفس البشرية، وان الصعاب هي التي تجعل فطرة العودة الى الله تستيقظ في ضمير الأنسان.
  •  كل الأديان الالهية وفي مقدمتها الأسلام تؤكد على ضرورة الدعاء والتضرع حينما تنزل المصائب والبلايا والله تعالى يستجيب الدعاء اليس هو سبحانه يقول ادعوني استجب لكم
  • ان الغفلة وعدم الشكر يقودان الانسان الى الأبتعاد عن طريق الحق وجادة الصواب، حتى ان الباطل يبدو امام الأنسان حقاً وامراً جميلاً.

ويقول تعالى في الأيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة من سورة يونس:

ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاء تهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذالك نجزى القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون

صحيح ان الله تعالى كما مرعلينا سابقاً يمهل الكافرين والظالمين في الدنيا ولا يهلكهم. لكن التعامل الألهي يختلف مع الأمم والمجتمعات التي تعج بالظلم والأجحاف والضلالة. فمثل هذه الأقوام ينالها الهلاك في الدنيا ومن الطبيعي ان الكفر والظلم هما اللذان يجعلان الناس لا يسلكون سبيل الحق وطريق ارشاد ونهج الأنبياء والرسل عليهم السلام. وهنا لابد للأقوام التي حلت محل الأمم السالفة ان تتعلم منها الدروس والعبر وتتخذ الى الحق سبيلاً

ونتعلم من هذا النص القرآني الأمور التالية:

  •  الظلم والعدوان يؤديان الى السقوط في الهادية والهلاك وهذا انما يكون بالنسبة لأولئك الذين لا يرجى اصلاحهم.
  • ان الأنسان هو الذي يحدد مصيره واعماله من خير او شر هي التي ترسم معالم مصيره ومستقبله
  •  اذا ما وصل الأنسان الى مقام مادي وسلطة، فليعلم ان هذا الوصول هو امتحان الهي، وان الناس امام الله سواسية لا فرق بينهم.

هكذا حضرات المستمعين الأفاضل انهينا تفسير آيات اخرى من سورة يونس المباركة، نسأل الله تبارك وتعالى ان يأخذ بايدينا على الدوام للسير على نهجه الحق نهج الرسل والأنبياء (ع) انه خير مسؤول واكرم مأمول غفر الله لنا ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة