البث المباشر

تفسير موجز للآيات 91 الى 94 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 14:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 310

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 91 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:

ليس على الضعفاء........ غفور رحيم 

ذكرت الآيات السابقة ان بعض المنافقين كانوا يختلقون الأعذار للفرار من الجهاد، واعتبر الله سبحانه وتعالى فعلهم هذا كفر وخروج من الايمان، في هذه الآية والآية التي تليها يذكر الجماعات التي يجوز لها أن لا تشارك في الجهاد كي لا يتقدم احد باعذار واهية عن قعوده عن الجهاد، فتصرح الآية أنه ليس على النساء والاطفال حرج، ولا على المرضى والضعفاء الذين لا يقدرون على القتال، او الفقراء الذين اذ ذهبوا الى جبهات القتال تجوع عوائلهم. طبعاً هؤلاء عليهم ان يقدموا المساعدات والدعم للمقاتلين.

من هذه الآية نستنتج:

  • الاسلام لا يكلف احداً فوق طاقته. فقوانين الاسلام ذات مرونة فاذا لم يكن الانسان قادراً على انجاز عمل ما، يسقوا عنه التكليف.
  • من سقط تكليف الجهاد عنه، ولكنه يرغب فيه ويدعو بكل جوارحه لله لينصر المجاهدين، فانه يعتبر من المحسنين.

 

الآن اليها الاخوة، لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 92 من سورة التوبة:

ولا على الذين............. ما ينفقون

ذكرت الآية السابقة ثلاث جماعات سقط عنها تكليف الجهاد، وهذه الآية تشير الى جماعة رابعة وهم السالمون جسدياً وليست لدى أسرهم مشكلة ان شاركوا في الجهاد ولكنهم لا يملكون الاسلحة والمراكب للذهاب الى جبهات القتال، هذه المجموعة يسقط عنها التكليف اذا لم تجد الحكومة الوسائل اللازمة لتسليحهم وارسالهم. وطبعاً من الواضح ان هؤلاء الافراد لهم جزاء المقاتلين في سبيل الله اولاً لانهم كانوا ينوون الذهاب، وثانياً لأنهم حزنوا وذرفوا الدموع إذ لم يستطيحوا الذهاب للجهاد.

كما ذكر ذلك رسول الله (ص) بعد معركة تبوك عندما قال ما معناه: لقد تركتم بالمدينة رجالاً ماسرتم في مسير ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم وادياً إلاّ كانوا معكم فيه. فسألوه: كيف ذلك؟ قال (ص): حبسهم العذر.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان قيمة الانسان بدوافعة وما انطوى عليه ضميره، وليس بمكنته وتحركاته، المهم هو اندفاعه لنصرة الاسلام.
  • يبكي المؤمن ان لم يشارك في الجهاد، والمنافق يفرح لذلك.

 

والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 93 من سورة التوبة :

إنما السبيل......... لا يعلمون

تتطرق هذه الآية الى الاغنياء والاثرياء الذين لا يرغبون في الجهاد خوفاً على اموالهم وثرواتهم، ويختلقون الاعذار للتنصل من هذه المسؤولية، وتنتقدهم بشدة، وتوضح ان تعلقهم في الدنيا هو الذي امات قلوبهم فجعلها كالحجارة لا يعون الحقائق ويقبلون بالقعود مع المخلفين.

من هذه الآية نستنتج:

  • الفقراء والاغنياء متساوون امام الله، فلا تعتبر الاموال ميزة للاغنياء.
  • التنصل من المسؤولية تستوجب سوء العاقبة وفقدان قدرة الادراك للحق.

 

والآن لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 94 من سورة التوبة:

يعتذرون اليكم............ كنتم تعملون

ذكرت الروايات ان حوالي 80 منافقاً لم يشارك في معركة تبوك لاعذار مختلفة، وعندما رجع الرسول والمسلمون، اخذوا يقدمون الاعذار المختلفة لتبرير تخلفهم، فنزلت هذه الآية تحذر المسلمين منهم وتأمرهم بعدم قبول اعتذارهم كي لا يظنوا ان بامكانهم ان يخدعوا المؤمنين فيشاركون المسلمين انتصارهم.

من هذه الآية نستنتج:

  • من حسن الاخلاق قبول الاعتذار، بشرط ان لا يكون مختلقاً.
  • إن الذين يتنصلون من القيام بمسؤولياتهم الدينية والاجتماعية يجب على المجتمع مقاطعتهم كي يكونوا عبرة للآخرين.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة فحتى نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة