البث المباشر

تفسير موجز للآيات 162 حتى 165 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 14:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 152

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خير البريه وهاديها الى الطريق القويم وعلى اله ائمه الهدى، والسلام عليكم مستمعينا الكرام. يتجدد لقاؤنا معكم مرة اخرى حيث نحن واياكم في رحاب هي اطهر الرحاب واقدسها انها رحاب القرآن الكريم.

 

نستمع واياكم الى تلاوة الآية الثانية والستين من بعد المئة من سورة النساء المباركة حيث يقول تعالى:

لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر اولئك سنؤتيهم اجراً عظيماً

في العديد من الحلقات الماضية من هذا البرنامج اشير الى معاصي وآثام كان قد ارتكبها افراد مفسدون من اليهود. لكن ليس كل اليهود كانوا على هذه الحالة اذ كان فيهم افراد يتسمون بالأيمان والصلاح وهؤلاء كالمؤمنين الحقيقيين يطيعون الله ويسلمون لامره تعالى.

ان القرآن الكريم وهو يتحدث عن الأمم الماضية يراعي وبدقة جانب العدل والأنصاف ويشير القرآن الى ان من بين اليهود من كانوا يؤمنون بالله وقد ترسخ الأيمان في قلوبهم.

ويؤكد القرآن ان المؤمنين من اليهود او من غيرهم يؤمنون بما انزل الله وهم في عملهم اهل صلاة وعبادة يدفعون للمستحقين الزكاة والله تعالى يثيبهم من فضله وكرمه

ونتعلم من هذه الآية:

اولاً: الأيمان بالله لا يعرف الحدود والمؤمن من اي فئة او قوم كان يحظى بلطف الله وعنايته.

ثانياً: الصلاة والزكاة موجود ان في كل الأديان الألهية. لكن العبادة من دون خدمة الخلق لا معنى لها .

 

يقول تعالى في الآية الثالثة والستين بعد المئة من سورة النساء الشريفة:

انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا

تتحدث هذه الآية المباركة عن بعثة الأنبياء (ع) على مدى التاريخ وتقول مخاطبة الرسول (ص) لماذا يتعجب اليهود والنصارى من نزول القرآن عليك وهم من اهل الكتاب الا يعلم اليهود والنصارى ان الله بعث موسى وعيسى وسائر الأنبياء العظام (ع) فلماذا لا يؤمنون بالوحي المنزل على رسول الله (ص) ورسالته الشريفة؟

والذي نستفيده من هذا النص القرآني الكريم:

اولاً: ان اهداف واسس كل الأديان السماوية واحدة، لانها كلها تنبع من مصدر واحد هو الذي يفيض الوجود والخلق وهو الله تبارك وتعالى

ثانياً: ان متابعة مسرة الأنبياء والرسل الكرام على من الزمان من شأنه ان يعد الأرضية والأجواء لقبول رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله (ص)

 

ويقول تعالى في الأيتين الرابعة والستين والخامسة والستين بعد المئة من سورة النساء:

ورسلنا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلمة الله موسى تكليماورسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بع الرسل وكان الله عزيزاً حكيما

بعد ان اشارت الآية السابقة الى عدد من انبياء الله يأتي هذا النص ليبين ان الله تعالى بعث كذلك انبياء آخرين

وفي القرآن الكريم لم يرد ذكر كل اسماء الأنبياء (ع) فالله تعالى بعث 124 الف نبي ورسول او لهم آدم وآخرهم سيد الرسل والأنبياء (ع) سيدنا محمد (ص) اما الذي او ضحة القرآن فهو مهمة الأنبياء (ع) وهو التبليغ والأنذار. والأنبياء (ع) حجة الله تعالى على خلقه والحجة الثانية هي العقل

يقول الأمام ابو الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه الصلاة والسلام ان لله تعالى على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة فاما الحجة الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (ع) واما الحجة الباطنة فالعقل.

ونتعلم من هذا النص الشريف الامور الاتية:

اولاً: لا يكفي عمر الانسان لسماع كل وقائع التاريخ وليس من حاجة الى سماع كل التاريخ واذا كانت الأذن صاغية، فسماع عبرة واحدة كافية ومن هنا يقدم القرآن لنا جانباً من عبر تاريخ الرسل والأنبياء (ع)

ثانياً: الحقيقة الواضحة هي ان مهمة الأنبياء (ع) التذكير والانذار، اليس الله تعالى يقول لرسوله الأكرم (ص) انما انت منذر ولكل قوم هاد

ثالثاً: الوحي الألهي نزل على كل الأنبياء والرسل غاية الأمر ان الوحي قد يكون مباشراً كنزول جبرائيل (ع) وقد يكون بالالهام. اما النبي موسى (ع) ولأن رسالته كانت ثقيلة في حرب فرعون فقد كان بحاجة الى ارتباط اكثر مع ذات القدس الربوبي ومن هنا سمي كليم الله.

 

نسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا للسيرعلى نهج الأنبياء والرسل (ع) هذا في الدنيا ويحشرنا معهم في الآخرة وحسن اولئك رفيقاً والحمد لله رب العالمين والسلام على عباد الله الصالحين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة