البث المباشر

تفسير الآيات 14 و15و 16 من سورة البقرة المباركة

الإثنين 20 يناير 2020 - 09:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 9

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم أطيب تحية ويسرنا أن نقدم لكم حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة وأفياء القرآن الوارفة.

 

مستمعينا الأفاضل؛ نتابع في هذا اللقاء تفسير الآيات الأولى من سورة البقرة المتحدثة عن صفات المنافقين؛ لنستمع للآية الرابعة عشرة وهي قوله تعالى:

وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾

نعم مستمعينا الكرام؛ من علائم النفاق والمنافق التقلب والتلون، إذ ليست للمنافق شخصية مستقلة وهوية ثابتة، إنه يتلون بألوان مختلفة، فإذا كان مابين جمع من المؤمنين فإنه يظهر الإيمان، وعندما يكون بين أعداء الدين، يظهر العداء ويسخر من المؤمنين، وتحذرنا هذه الآية الكريمة من المنافقين وتحث على عدم الإنخداع بأقوالهم وأفعالهم؛ فمن يدعي من هؤلاء الإيمان لا ينبغي أن نصدق إيمانه لأنه مع أعداء الدين، والإيمان لا يتفق مع العداء للدين، فمن لوازم الإيمان معاداة أعداء الدين. أما الدروس التي نتعلمها من هذه الآية الكريمة فهي:

  •  إن الشيطنة لا تختص بإبليس الذي رفض العبودية لله وأبى أن يسجد لآدم يوم أمره الله تعالى بالسجود له، فالانسان من الممكن أن يصبح شيطانا عندما يكون سببا لإنحراف الآخرين.
  •  إن تشكيل الجلسات السرية ضد نظام الحق هو دليل على إنعدام الشهامة والشجاعة في إظهار العقيدة؛ المنافقون هم أذرع الأعداء في المجتمع فهم يتحركون لتحقيق مآرب هؤلاء الأعداء.

 

أما الآن مستمعينا الأكارم نصغي للآية الخامسة عشرة من سورة البقرة المباركة:

 اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾

نعم مستمعينا الكرام؛ يستفاد من حديث الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، أن الإستهزاء ليس من صفات الله تعالى، لكنه تعالى يعاقب المستهزئين والماكرين وهذا معنى الإستهزاء الذي جاء في الآية الكريمة.

وأي جزاء أشد من الحيرة والضلال وعدم البصيرة التي ابتلي بها المنافقون، إن سنة الله في خلقه تقتضي أن يمهل المجرمين والظالمين وفي هذه المهلة رحمة إذا أدت الى توبة الإنسان وفي غير ذلك فإن الظالم والمجرم يهوي أكثر فأكثر الى مهاوي الظلم والإجرام والعاقبة الهلاك.

ولنستعرض هنا الدروس المستفادة من هذه الآية الكريمة:

  •  الجزاء الإلهي يناسب مع المعصية التي يرتكبها الإنسان فجزاء الإستهزاء هو الإستهزاء.
  •  لا ينبغي أن يركب الغرور الإنسان عندما يرى أن الله قد أمهله إذ من الممكن أن لا تكون هذه المهلة رحمة له.
  •  إن الله تعالى مع المؤمنين، فإذا ما استهزأ بهم المنافقون استهزأ الله بالمنافقين.

 

مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، ولنسمع قوله تعالى في الآية السادسة عشرة من سورة البقرة المباركة:

أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾

مستمعينا الكرام؛ إن الدنيا التي نعيش فيها كالسوق وإن الناس فيها كالتجار يستثمرون رأس مال العمر والشباب ورأس مال العقل والفطرة ورأس مال العلم والقدرة وكذلك سائر الإمكانات والقابليات، في هذه السوق يربح بعض وتكون السعادة نصيبه، ويخسر آخرون ويكون الشقاء نصيبهم. يقول تعالى في الآية التاسعة من سورة الصف المباركة: (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) نعم أعزائي المستمعين يستفاد من الآية المتقدمة إن المنافقين هم من باعوا الهداية واشتروا الضلال وقد خسر المنافقون في تجارتهم هذه.

ولنمر على الدروس المستفادة من الآية السادسة عشرة من سورة البقرة:

  •  لا ينبغي للإنسان أن يبحث عن الربح ويتجنب الخسارة في المعاملات المالية فقط، بل عليه أن يرى الى من يبيع روحه وقلبه؟ وما الذي يجنيه من هذه التجارة المعنوية؟ وهل هي الهداية السعادة وفي هذا ربح أم الضلال والشقاء وفي هذا خسارة؟
  •  الهداية والضلال هي نتاج أعمالنا وهي كسائر الأمور في الحياة تخضع لقاعدة لا جبر ولا تفويض.
  •  عاقبة النفاق، الضلال والخسران، أما عاقبة الإيمان السعادة والغفران.

مستمعينا الكرام من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم برنامج نهج الحياة، نشكركم على حسن المتابعة، حتى الملتقى في حلقة أخرى إن شاء الله، نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة