البث المباشر

قصيدة مطلعي في الختام لسماحة الشيخ مهدي الساري

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 13:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 820

بسم الله والحمد لله النور المبين الذي أنار قلوبنا بنور مودة وإتباع صفوته المنتجبين نبيه الأكرم المبعوث رحمة للعالمين الحبيب المصطفى وآله الأطيبين الأطهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين.. أوكى تحية من الله طيبة ومفعمة بالرحمة والبركات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
أيها الأفاضل، لا يخفى عليكم أن قصيدة شاعر الولاء الخالد دعبل بن علي الخزاعي – رحمه الله – التي ألقاها في محضر الإمام الرضا – عليه السلام – هي من أهم قصائد الولاء الخالص التي خلدها التأريخ لسمو مضامينها وصدق المودة في أبياتها، هذا من جهة ومن جهة ثانية لأن مولانا الرضا – صلوات الله عليه – قد أضاف إليها بيتين من إنشائه في الثاني منهما البشارة بالعدل المنتظر خليفة الله المهدي – عجل الله فرجه الشريف -.
وقد جار هذه القصيدة الخالدة عدة من أدباء أهل البيت – عليهم السلام – وأنشأوا قصائد جسدت المضمون السامي لمودتهم – صلوات الله وسلامه عليهم -.
وفي هذا اللقاء إخترنا لكم إحدى تلك القصائد لأديب عالم معاصر، من حاضرة (الحويزة) في الجمهورية الإسلامية في ايران هو سماحة الشيخ (مهدي بن عبدالواحد الساري) حفظه الله، وقد امتازت قصيدته بجميل الإفتخار والإعتزاز بنعمة المودة والولاء لسيد الأنبياء وآله الأصفياء – عليه وعليهم صلوات الله – ننقل لكم هذه القصيدة من موقع (شعراء أهل البيت عليهم السلام) تابعونا مشكورين...
أيها الأطائب إختار سماحة الشيخ مهدي الساري لقصيدته عنوان (مطلعي في الختام) وقد دخل في عالم المعنى على أنيس النفوس أبي الحسن علي الرضا – صلوات الله عليه – ليخاطبه قائلاً:

أتيتُ وما بالكفِّ مِن حسناتِ

إليك سوي الآهاتِ والخطواتِ

أأسكُبُ دمعي مثلَ كفّك إن سخت

لحبّيكَ أمْ أبغي علي الوجناتِ

إذا انا أسبلتُ الدموعَ صبابةً

فمَنْ لي بضوءِ العينِ في الظلماتِ

وإن أنا لم أُهرِقْ فمَن لي بعاذرٍ

يري العينَ مثلَ الأمِّ للعبراتِ

أتيتُك مثلَ الظل شئٌ كمُعدَمٍ

وان هو راق العينَ والنظراتِ

 

أتيتُ وخلّفتُ الأنا وسطَ غابةٍ

وجئتُ طليقاً مِن أناي و ذاتي

إذا كنتُ مزكوماً فكيف أشمّ ما

حواه الربيعُ الطَّلْق مِن نفحاتِ

ولولاكَ في أمري لكنتُ مضيَّعاً

كما الحبرُ مسكوباً علي‌ الوَرَقاتِ

ولولاك في قلبي لكنتُ مُذبذَباً

وعادتْ سواءً ضِلّتي وصلاتي

و عشتُ متاهاً أو فراغاً مُدبلَجاً

بإسمِ رُقيّ أو تطوّرِ آتِ

 

ضلالاً لعذّالي وتعساً لرأيهم

رأوا حبّيَ الأسمي إليكَ مناتي

و لو أنّهم جاؤوا بعينِ تجرّدٍ

و أفئدةٍ بالنَّصفِ مُتِّسماتِ

لقالوا مقالي أو غلَوا و تزيّلوا

فبائوا بشرِّ الإثم والتَبعاتِ

وما لي و مَن يعشو عن الذكر معرضا

إذا قيل لي في آل أحمدَ هاتِ

 

دعِ الغيرَ في وادي المتاه يروقُه

حديثُ المناوي أو هوي القَذِراتِ

وخُذْ في حديثِ الوُدِّ يا قلبُ وﭐغتنمْ

سُوَيعةَ وصلٍ فالزّمانُ مُواتي

أبا حسنٍ مولاي جائك دعبلٌ

وكان طليقَ القول في الحلباتِ

فأنْشَدَ ما يزدادُ حسناً وبهجةً

مدارسَ آياتٍ مدي السنواتِ

و جئتُك أقفو إثرَه متلهّفاً

أقول علي ﭐسم الله والبركاتِ

مدارسُ آياتٍ بها الذكرُ معتليٍ

وإن غالها بالجورِ بطشُ طغاةِ

مدارسُ وحي الله أنّي يطيحُها

بليدٌ توخّاها برميِ حصاةِ

تكفّلَ ربُّ العالمين برفعها

علي رغمِ شانيكم وكلِّ عداةِ

 

ديارُ عليّ في القلوب توطّدت

و دارُ أبي الأحرارِ رمزُ ثباتِ

ديارٌ سمَتْ مِن أن تُنالَ بوصمةٍ

كما نيلت الزرقاءُ بالوصماتِ

ديارٌ بها تُطوي الليالي تهجّداً

تُعَطَّرُ بالآياتِ لا النغماتِ

ولا زالَ في الآفاق صوتٌ مدوّياً

صحيفتُه مخطوطةُ الثفناتِ

و أين ديارُ الجائرين عليكمُ

بلاقعُ أطلالٌ ورهنُ شتاتِ

 

أبا حسنٍ ما جئتُ في العيد راثياً

شموخاً تحدّي السيفَ والذَرِباتِ

ولا جئتُ أشكو أنّنا في مضائقٍ

فشيعتُكم لا شكَّ في اللزباتِ

ولكنّني مولاي جئتُك مُهدِيا

هديةَ قلبٍ خافقِ النبضاتِ

مديحاً علي قدري مشوباً بلوعةٍ

لعلّك ترضاه نتاجَ حياةِ

فأنت الذي نوّرت دربي فلم أرُحْ

أسيرَ زمانٍ مُوِحشِ الخَطَراتِ

و أنت الّذي عنونتَ دنياي فٱغتدت

عناوينُها غنّاءَ مُزدهراتِ

و لمّا أتيتُ الكونَ أرنو جمالَه

وجدتُك فيه باهرَ السُّبُحاتِ

فأُبْتُ إلي نفسي بذهنٍ مشوَّشٍ

و غِيلَ الكلامُ الطَلْقُ بالشَّرَقاتِ

و ما زدتُ إلا أن وقفتُ مُحيَّراً

وخيرُ ختامٍ حيرةُ الكلماتِ


جزى الله خير الجزاء الأديب العالم سماحة الشيخ مهدي بن عبدالواحد الساري من أدباء مدينة (الحويزة) الإيرانية على هذه القصيدة الغراء في الإفتخار والإعتزاز بالولا لمحمد وآله الطاهرين.
وجزاكم الله خيراً على جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم ودمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة