البث المباشر

مديحة النبوية من إنشاء الأديب حسن بن علي آل سعيد

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 12:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 810

بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بحب وموالاة أحب خلقه إليه وأقربهم منه محمد نبي الرحمة وآله معادن حكمته صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله.. أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج....
أيها الأفاضل..
مما يميز مدائح أتباع مدرسة الثقلين القرآن الكريم والعترة المحمدية الطاهرة للنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – جميل تجلي معرفة أهل بيته وعميق حبهم له في تلك المدائح، وهذا ما نشهده بوضوح في المديحة النبوية الغراء التي إخترناها لهذا اللقاء وهي من إنشاء الأديب الولائي البحراني المعاصر، سماحة الشسيخ حسن بن علي آل سعيد حفظه الله..
وقد إخترنا لها عنوان (حب النبي – صلى الله عليه وآله - ) تابعونا على بركة الله..
قال سماحة الشيخ آل سعيد:

إسكب مع المسك راح الحب يا أدبي

وطف بكعبة قلبي غير مضطرب

أحرمتُ في كلماتي وانحنى قلمي

وطفتُ سَبْعا بمقصودي على كَعَبي

صليتُ خلفَ مقام العشق منتحبا

بالوَمْقِ فيه وإنّي خير مُنتَحِبِ

ثم ارتشفتُ رضابَ النورِ زَمْزَمَهُ

مزجتُ في حبّه المفروضَ بالنُدُبِ

بُرْدُ المحبة إحرامي وقد سطعتْ

شمسُ النبوةِ فيه شمسُ خيرِ نبي

 

هو الذي وعد الرّوح المسيح به

محمّد ذَا إمامُ العُجْمِ والعَرَبِ

ارجع لِمُرْقُسَ أوْ لُوقَا ومن معه

مَتَّى وسَلْ عنْه يُوحَنَّا ذَوِي الكُتُبِ

يُنبيك إصحاحُ إنجيلٍ بعهدِهم

عَنْ آخرِ الرُّسْلِ طَهَ خيرِ مُنتَجَبِ

من ذا لنيرانَ كُسْرى صار يطفؤها

مِنْ سَيِّدِ الخَلْقِ مَنْ ذَا مُخْمِدُ اللَّهَبِ؟

أَنَّى تكونُ فولِّي شطْرَ ياسينَ

فإنّهُ كعبةُ المحتاجِ للطَّلَبِ

وإنْ سَألتَ عن المعشوق في شغف

أيْنَ السَّبيلُ إلَيْهِ؟ قُلْتُ في عَجَبِ

ولِّي بوجهِك أنَّى شِئْتَ متّجها

فَثَمَّ أَحْمَدُ وَجْهُ اللهِ ذُو الرُّتَبِ

 

هو الحبيبُ ومقصودي ولستُ سِوى

رِقٍّ وَخِدْمَتُهُ مِنْ أفْضَلِ القُرَبِ

يغشى محيّاهُ نورُ اللهِ جلَّ عَلاَ

فَلا تَقُل قَمَرًا يعْلو على الشُّهُبِ

فالبدرُ يعْكسُ نورَ الشَّمْسِ مكتسبا

وإنّما نورُ طهَ غيرُ مُكْتَسَبِ

ولا تقلْ هوَ شمْس نورُه عَلَنٌ

فَالشَّمْسُ محْرقةٌ منْ غابِرِ الحُقُبِ

وليْسَ أحمدُ مَن في قُرْبِهِ ضَرَرٌ

وإنّمَا بَرْدُهُ يَرْتَدُّ في العَصَبِ

 

مُفَلَّجُ الثغْرِ لا تُحْصَى شمائلُه

عِنْدي دليلٌ بِمَا قدْ قلتُ كالأشِبِ

اللهُ قالَ عن الدّنيا بأنَّ لها

مِنَ المتاعِ قليلٌ ليسَ ذا حَسَبِ

وقالَ أنْ لَيْسَ تُحصَى نعمتي أبدا

إنْ رُمْتُمُوا العَدَّ في ضِيقٍ وفي رَحَبِ

وقال إنَّك يا طهَ على خُلُقٍ

خُلْقٍ عَظِيمٍ وما في ذاك من رِيَبِ

إذا القليلُ منَ الرحمن ليسَ له

عدٌّ فكيفَ عظيم صارَ ذا غلب

أخافُ إنْ سُقتُ عُشْرًا من مناقبه

يُقالُ غاليتَ فيهِ فاسْتعذْ وتُبِ

واللهِ لستُ مغالٍ في ترانيمي

ترنيمةُ الحقِّ فاسْمَعْها معَ الخُطَبِ

من قال إنّي غلوًا صرْتُ أمدحُه

ذا لا يفرّقُ بينَ الماسِ والحَطَبِ

 

هو النّبيّ الذي ظلّت برفقتِه

غَمَامَةٌ معَهُ في السّهْل والهُضُبِ

لِينُ العريكة في أحشائه نبضتْ

فأدْهَشَتْ مِنْه حتّى حامِلِي الصُّلُبِ

ونطقه نطق ربي، جلّ خالقُه

ما عَنْ هَوَاهُ ومَا نُطْقٌ بِلا سَبَبِ

بهاءُ طلعتهِ مِنْ نورِ وجنتهِ

مِنْ فَيْضِ غرّته كشْفٌ إلى الكُرَبِ

شفى بخيبرَ عينَ المرتضَى ولقد

كان الدَّواءُ لَهَا مِنْ رِيقِهِ العَذِبِ

 

للهِ درّ أبي الزهراءَ منتصرًا

لِدِينِ ربّيَ يُفْنِي كلَّ ذي كَذِبِ

لولاهُ ما وحّد الإنسانُ بارئَه

مِنْ بَعْدِ مَا كان في شِرْكٍ وفي جَرَبِ

سلِ السَّمَا وسَلِ البَدْرَ المضيءَ بها

مَنْ شَقّه معْجزًا والنّاسُ في لَجَبِ

فإنّه لستُ أدري كيفَ أوصِفُه

ذا علةُ الكونِ والإيجادِ لَمْ يَغِبِ

لولاه ما خُلِق الكونُ البديعُ وما

تلْك النّجومُ تدورُ اليومَ في القُطُبِ

 

حين التباهلِ سلْ عنْه الّذين أتَوْا

مِنَ النَّصَارَى وقَدْ مَاتُوا مِنَ الرُّعُبِ

إذا سعى في بقاع الأرض وطأتُه

تُخَصِّبُ التُّرْبَ تُحْيي الأرْض بالعُشُبِ

بحرُ النّدى هوَ بلْ طودُ النّهى هوَ بلْ

خيْرُ الورَى سَيْفُهُ في اللهِ لمْ يَخِبِ

ما أرسلَ اللهُ طه حين أرسله

إلاَّ لِيَرْحَمَنَا لَمْ يَأْتِ بالرَّهَبِ

ريحُ الغوالي وريحُ المسك إن عَبَقا

مَا فاقَ ريحُهُمَا طِيبُ النَّبيْ العَرَبِي

هذا الذي يوم حشر الناس كلِّهِمُ

عنْدَ الصّراط ويدعو اللهَ في صَخَبِ

سلّم إلهيَ ربّ العرش متّبعي

يا ربّ سلّم وأحْرِق كلّ ذي خَبَبِ

إنّي كعيسى أتتْ بالمهد والدتي

تُشيرُ ليْ ووجوهُ العذل تحْدِقُ بي

أصرّح القولَ لا أبغي به عِوَجًا

وأُسْمِعُ الصُّمَّ مِنْ قاصٍ ومُقْتَرِبِ

إنّي لَعبدٌ لأقدامِ النّبيِّ وقدْ

آتَاني الحُبَّ يَغْزو القَلْبَ كَالسُّحُبِ

صلّى عليه مليكُ العرشِ متصلاً

مَا غرَّدَ الطَّائِرُ القِمْرِيُّ في القُضُبِ


مستمعينا الأفاضل..
كانت هذه مديحة نبوية غراء في مدح سيد الكائنات – صلى الله عليه وآله – من إنشاء الأديب الولائي العالم أخينا سماحة الشيخ حسن آل سعيد من البحرين.
جزاه الله خير الجزاء وقد عطرنا بأريجها أجواء لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار)
إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
نستودعكم الله ودمتم بكل خير..

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة