البث المباشر

صالحة آل رميح رغيف الصلاة

السبت 21 ديسمبر 2019 - 14:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 752

بسم الله والحمد لله تبارك وتعالى محمود كل حامد أكرم الأكرمين وأطيب صلواته على صفوته المنتجبين وسادات أوليائه الصادقين محمد الصادق الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم مستمعينا الأطياب ورحمة وبركات من الكريم الوهاب.. بتوفيقه عزوجل نلتقيكم شاكرين في حلقة جديدة من هذا البرنامج إخترنا لكم فيها قصيدة بديعة غراء في مدح الصديقة الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
عنوان القصيدة هو (رغيف الصلاة) وفيها إستلهام بليغ من حادثة تصدق أهل البيت الفاطمي وهو صائمون وفاءً بالنذر الذي نذروه لشفاء الحسنين – عليهما السلام – تصدقهم بطعام إفطارهم لثلاثة أيام على المسكين واليتيم والأسير كما سجلت ذلك آيات سورة الإنسان المباركة.
فمن هذه الحادثة تستلهم اختنا الشاعرة المبدعة (صالحة آل رميح) من بلاد الحرمين الشريفين قيم طلب الشفاعة الفاطمية للتزود بزاد الإيمان والفلاح وقيم الولاء الموصلة الى كل خير.
القصيدة جميلة مؤثرة نثرأها لكم بعد قليل فتابعونا على بركة الله...
تقول أختنا الأديبة الولائية صالحة آل رميح في بديعتها الفاطمية:

أَرُوحِي لِبَابِ الحَطِيمِ اهْرَعِي

عَلَى عَتَبَاتِ البَتُولِ اضْرَعِي

وَمُدِّي ذِرَاعَ الدُعَاءِ خُشُوعَاً

بِكَفِكِ كَفِّ الرَجَاءِ اقْرَعِي

وَنَادِي بِصَوتٍ رَهِيفٍ سَلَامٌ

عَلَى الصَائِمِيْنَ الأُلَى الرُكَّعِ

وَقَبْلَ السُؤَالِ وَطُولَ ابْتِهَالِي

تَعَالَي نُعِيْدُ عَلَى الَمَسْمَعِ

تِلَاوَاتُ طَهَ لِآيَاتِ وَحْيٍّ

أَمَامَ دِيَارِ الفَتَى الأَنْزَعِ

وَتَسْبِيحُ قُدْسٍ وَ نُورٍ تَبَاهَى

عَلَى العَالَمِينَ مِنَ الَمَخْدَعِ

وَهَمْسُ الرُّحَى بِيَمِينِ صَلَاةٍ

تُدِيرُ العَوَالِمَ بِالإِصْبِعِ

وَشُمِّي رَغِيفَاً تُزَكِّيهِ حُبَّاً

لِتَطْوِي ثَلَاثَاً مَعَ الجُوَّعِ

فَمَنْ لَمْ يُلَاقِ لَهُ قُوتَ يَومٍ

سَقَاهُ السَحَابُ مِنَ الَمُتْرَعِ

وَفَاضَ العَطَاءُ حَنَانَاً عَلَى مَنْ

بِصَدْرِ الأُبُوَّةِ لَمْ يَهْجَعِ

وَثَارَ السَخَاءُ يُبَدِدُ ذُلَّاً

وَغُلَّاً أَنَاخَ عَلَى الأَذْرُعِ

فَنَالَ الأَسِيرُ وَفَازَ اليَتِيمُ

وَمِسْكِينُهَا بَالنَّدَى الأَنْصَعِ

أَرُوحِي عَلَى بَابِ أُمِّ أَبِيْهَا

أَطِيْلِي الوُقُوفَ وَلَا تَرْجَعِي

فَمِسْكِينُهَا هَا أَنَا لَا طَعَامٌ

بِفِرْدَوْسِهَا لِي وَلَمْ أَجْمَعِ

فَزَادِي مِنَ الخَيْرِ كَسْرَةُ خُبْزٍ

وَجُرْمِي عَظِيمٌ أَيَا مَفْزَعِي

وَهَلْ مِنْ يَتِيمٍ كَحَالِي شُجُونَاً

زُلَالَ النُّبُوَّةِ لَمْ أُجْرَعِ

بِدُونَ مِيَاهٍ بِدُونَ شُعَاعٍ

لَسَاقِي تَمُوتُ بِلَا أَفْرُعِ

أَنَا مَنْ لِأَغْلَالِ نَفْسِي رَهِينٌ

وَأَصْفَادُ ذَنْبِي عَلَى الأَرْبَعِ

أَلَسْتُ أَحَقُّ بِنَظْرَةِ مَنٍّ

تُدَاوِي صَبَاحِي مِنَ البُرْقُعِ

فَبِي قَدْ تَجَسَّدَ أَسْرٌ وَيُتْمٌ

وَقُوتِي يَنُوءُ عَنِ الَمَشْبَعِ

وَدَارُكِ مِنْهَا يَفِيضُ الرَغِيفُ

شِفَاءً لِجُرْمِ الوَرَى أَجْمَعِ

فَضُمِّي لِجُودِكِ قَلبَاً مُحِبَّاً

حَنَانَيكِ مَكْسُورَةَ الأَضْلُعِ

أَرُوحِي عَلَى بَابِ خَيْرِ النِّسَاءِ

أَسِيْلِي حِبَالَاً مِنَ الأَدْمَعِ

هَوتْ لِتُصَافِحَ تُرْبَ السَّمَاءِ

وَدَارَاً أُشِيْدَتْ عَلَى الأَرْفَعِ

وَقُولِي بِحُزْنٍ أَتَيْتُكِ أَرْجُو

رَغِيْفَ نَجَاةٍ لَنَا فَاشْفَعِي

لِكُلِّ فُؤَادٍ بِعِشْقِكِ لَبَّى

أَتَمَّ الطَّوَافَ وَأَنْهَى السَّعِي

وَمَنْ غَذَّيَانِي رَحِيقَ الوِلَاءِ

فَغَيْرُ وِدَادِكِ لَمْ أُرْضَعِ

لِمِسْكِ الأُخُوَّةِ عِطْرِ حَيَاتِي

وَفَيْئِي قَرِيبِي احْضُنِيهُمْ مَعِي

وَعَذْبِ الصِحَابِ وَأغلَى عَشِيْرٍ

لِجَنَّاتِ عَدْنٍ بِنَا أَسْرِعِي


إخوتنا الأكارم، القصيدة البديعة التي استمعتم لها آنفاً عنوانها (رغيف الصلاة) وفيها استلهام لطيف بليغ لبركات الشفاعة الفاطمية، وقد فاضت بها فاضت بها مشاعر الولاء الصادق في قلب الأديبة المبدعة الأخت صالحة آل رميح من أعلام الأديبات المؤمنات في حاضرة الإحساء العريقة.
وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دامت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة