البث المباشر

ياسر آل غريب المولود الصوت السعفي

السبت 21 ديسمبر 2019 - 14:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 751

بسم الله والحمد لله مبدأ كل خير ومنتهاه والصلاة والسلام على مشارق نوره المبين وأبواب رحمته للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، بتوفيق الله نلتقيكم في لقاء جديد مع مدائح الأنوار الإلهية نتقرب فيه الى الله عزوجل بالتوسل اليه بالوسائل المعصومة التي أمر خلقه بابتغائها للفوز برحمته ورضوانه.
أيها الأكارم، من عظيم رحمة الله ورأفته بخلقه أن جعل لهم بيوتاً أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه يلتجئون إليها فيكشف الله عنهم الكرب والهموم، ومشاهد أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – هي من أسمى وأوضح هذه البيوت المقدسة، ومنها مشهد مولانا الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه.
وهذا المعنى الولائي الشرعي الأصيل هو محور القصيدة الوجدانية التي نقرأها لكم في هذا اللقاء، وهي من إنشاء شاعر معاصر من حاضرة (القطيف) العريقة هو الأخ ياسر آل غريب المولود في مدينة (صفوى) سنة ۱۳۹٥ للهجرة والحائز على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك فيصل في الأحساء، وهو يعمل في المجال التعليمي والتربوي، وقد صدر له ديوان (الصوت السعفي) وفقه الله لكل خير.
يخاطب أخونا الشاعر الولائي ياسر آل غريب مولاه ومولانا ثامن الحجج المحمديين – عليهم السلام – وهو يدخل مشهده المشرف قائلاً:

قفزتُ على الأيام في وحشةِ المنفى

وجئتكَ أستجدي حنانيكَ والعطفا

وأنزلتُ ماعندي من الشوق والهوى

تقدستَ من بحرٍ وبوركتَ من مَرْفا

عشقتُ اسْمَكَ الغالي , فكانتْ قناعتي

لغير رضا الرحمن لن أرميَ الطرْفا

وقفتُ على الأبوابِ أستأذنُ الندى

أ أدخلُ يا مولايَ أم أرجعُ الخُفا ؟

وإذ قلتَ لي: فادخلْ على الرَّحبِ والرِّضا

رأيتُ من الأكوانِ ما يخرسُ الوصفا

رأيتُكَ يا للهِ مثقالَ أمَّةٍ

وكلُّ الصفاتِ الغرِّ قد جُمِّعَتْ صفا

هنا (مشهدٌ) تنحازُ للوردِ والشذا

وقد ضمَّتِ الأطيابَ والخيرَ واللطفا

تنقلتُ في الصَّحْن الأثيريّ هائمًا

كما صاحب العرفانِ في سيرهِ شفا

وفي عصفيَ الذهنيّ تنهلُّ فكرة

فتصعدُ بي نصفا وتغرقني نصفا

تأملتُ في روح ِالمكان وسرهِ

وفي المرقدِ الزاكي وقد خلتُهُ مشفى

وفي القبةِ النوراءِ .. كيفَ أضافها

إلهُ السنا من ضمنِ إبداعهِ صنفا

وزرتكَ يا مأوى الحشودِ وكهفهم

وكلُّ المنى في خاطري قبلة الزلفى

ومن حولكَ التفتْ لغاتٌ وألسنٌ

وكمْ من لغاتٍ تشتهيكَ لها صُحْفا

ومن فرطِ ما اشتدَّ الزحامُ خلية

كأنَّ أمامَ الشيء أبصرتُهُ خلفا

تموَّجْتُ ضمنَ الهادرينَ بعشقهم

فأهديتكَ الأضلاعَ , سلمْتُكَ الكفا

أنا .. من أنا ؟ ريحُ السؤالِ تقودني

علاماتُها الحيرى وأتبعُها زحفا

أفتشُ عني .. والهويّاتُ جمة

فألفيتُ ذاتي وهْيَ تقتلعُ السقفا

أنا عربيٌ والحمامة فطرتي

وفي جملةِ العشاقِ تبصرني حرفا

تحدَّرْتُ من رحْم الولايةِ عاشقا

سلامًا لأمي يومَ ترضعني (الطفا)

كبرتُ ولصُ الدهر يسرقُ حاضري

فعتقتُ أحلامي لإشربَها صِرْفا

أغني على شيخ الطريقةِ (دعبلٍ)

وأجتازُ آفاقَ المدى كلها عزفا

أعلقُ تاريخي على الظهر شارة

وأحملُ عهدي والمواثيقَ والحتفا

تغربتُ في أرض البساتين والندى

فلم أبصر المجنى ولم أعرفِ القطفا

ولم أرَ إلا طائفية شوكةٍ

تعدَّتْ على الأزهار فاستغرقتْ نزفا

سماحًا إذا أسقطتُ همي وغربتي

على قلبكَ الحاني ووجدانكَ الأصفى

ولا يفهمُ الأغرابَ إلا مهجرٌ

يؤثثُ بيتَ الريح في ذلك المنفى

عهدتكُ يامولايَ للحقِّ صاحبا

فخذني إلى عينيكَ إن شئتني إلْفا


كانت هذه أيها الإخوة والأخوات قصيدة في الإلتجاء الى باب الرحمة الإلهية ومأوى الغرباء إمام الرأفة علي بن موسى الرضا – صلوات الله عليه – أنشأها مادحاً ولاجئاً الأديب الإحسائي الولائي الأخ ياسر آل غريب حفظه الله وجزاه عن أئمة العترة المحمدية خير الجزاء.
وجزاكم الله خيراً أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة