البث المباشر

الوسيلة العلوية

السبت 21 ديسمبر 2019 - 14:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 747

بسم الله وله الحمد خالصاً متصلاً إذ هدانا الى أوسع أبواب رحمته باب التوسل إليه بصفوته الكرماء حبيبنا سيد الأنبياء وآله الصفوة الأطهار عليهم صلوات الله آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم ومرحباً في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأكارم، قامت سنة علماء المسلمين وأئمتهم منذ صدر الإسلام على التوسل الى الله عزوجل بحبيبه المصطفى والإستغفار عنده – صلى الله عليه وآله – طلباً لدعائه وشفاعته في قضاء مختلف الحاجات المشروعة، فهذه السنة الطيبة هي عبادة توحيدية خالصة واستجابة لما أمر الله به عزوجل في كتابه المجيد.
كما قامت سنة علماء المسلمين وأئمتهم ومن مختلف مذاهبهم على التوسل الى الله عزوجل بأهل البيت المحمدي الطاهر – عليهم السلام – بعد أن تواترت صحاح الأحاديث الشريفة الداعية الى ذلك، وبذلك صار التوسل الى الله عزوجل بأهل بيت المصطفى كالتوسل الى الله به – صلى الله عليه وآله – من المعالم الكاشفة عن وحدة المسلمين؛ وقد انعكس هذا المعلم من معالم الوحدة الإسلامية في أشعار علماء وأدباء المسلمين بمختلف مذاهبهم، ومنهم الشاعر المصري المعاصر الأستاذ (عبدالله الجيار) فقد قرأنا لكم في حلقة سابقة من هذا البرنامج قصيدته في التوسل الى الله بالهادي المختار – صلوات ربي عليه وآله الأطهار – وعنوانها هو (الوسيلة المحمدية) ونقرأ لكم في هذا اللقاء قصيدة أنشأها هذا الشاعر المصري في التوسل الى الله بأخ المصطفى ووصيه الإمام علي – عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام – وقد إخترنا لها عنوان (الوسيلة العلوية)، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأطائب، أنشأ أخونا الأديب المصري الأستاذ عبدالله الجيار قصيدته التالية بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام أميرالمؤمنين – عليه السلام – فاصطبغت بالرثاء والتوسل معاً، قال حفظه الله:

قف بالديار فان الدمع منهمل

وابك الرسوم فان القوم قد رحلوا

يا وحشة الدار إذ قد غاب مؤنسها

قد نال منها الدجى والدهر والدول

يا ساكن الدار رفقا في أحبتكم

فما تعللنا وهذا الركب مرتحل

هلا تذكرتم صبا بكى زمناً

بالشوق حيران من حبكم ثمل

مستمسك العهد لا زيغ ولا أود

وان قل وصلكم واستوحش الأمل

حى الأمام وحى طيب مرقده

وأبكيه وابك على أل وقد رحلوا

يا عاذلى في هوى المحبوب معذرة

لايملك البعد قلب فيه منشغل

مولاى عبدك عند الباب ملتجئ

يخشى الدنو وقد أودى به الوجل

مولاى طيرك في الأفاق ملتمس

أجر الديح بقرب ما له لا بدل

فأنت أكرم من تمشى به قدم

من بعد طه حتى ينقضى الأجل

حباك أحمد بالتشريف فاطمة

تاج النبي على الزهراء منجدل

لم تبق للناس من فضل ومنقبة

كل المناقب خيط فيك متصل

يا ازهد الناس الا عند مكرمة

فأنت بالزهد والاعطاء محتفل

نفسى فداك ومن في الأرض من سمح

لا أملك الأمر الا أنه أمل

مكنون علمك في الأفاق نعرفه

وفيض نورك في الأفلاك مكتمل

ضياء وجهك لا ديجور يحجبه

وجود كفك بالأحسان منهمل

والعدل عندك بالقسطاس منتظم

لم تبق فيه لمن في الحكم قد عدلوا

والحلم فيك بلا ضعف ولا وهن

والفضل فضل الأولى بالفضل قد جبلوا

كل الفضائل قد جاءتك خاشعة

فاخترت منها ما في الخلق قد كملوا

وزدت في الفضل ما لا خلق يعرفه

حلو الشمائل فضلا منك متصل

جبريل يسأل عند العرش سيده

خلقا كخلق أمام زانه العمل

طه مدينة علم انت حارسها

فقمت بالأمر لا كل ولا ملل

كم قد نصحت وكم أفردت من حكم

هل ينجع النصح في قوم وقد ذهلوا

قد خانك القوم لم يرعو ودائعه

ومالئ القوم من للنار قد جعلوا

كم نظرة منك بالأحزان مترعة

ترنو الى الدين وقد أودى به الخطل

مولاى عبدك بالأشواق ممتلئ

يبغى الورود وقد ضا قت به السبل

فداك عين بالأتراح ساهرة

فداك قلب وبالأذعان مشتمل

هذا الفؤاد وقد أبدى محبته

والعين تفضح من بالحب يكتحل

كم قد أجبت الى مسكين حاجته

فامنح عبيدك ما يصبو وما يسل


إستمعتم أيها الأكارم لقصيدة (الوسيلة العلوية) التي أنشأها في مدح أميرالمؤمنين الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام – أخونا الشاعر المصري المعاصر الأستاذ (عبد الله الجيار) بلغة الله مناه.
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة